القاهرة ـ محمد الدوي
أكد العضو المتفرغ في مجلس إدارة الشركة القابضة للنقل والطرق والكباري، اللواء منصور الهلباوي إن تجارة جنوب شرق آسيا المارة من خلال البحر الأبيض المتوسط لابد لها أن تمر بقناة السويس وليس لها طريق آخر إلا قناة السويس، وأن خط السكة الحديد الذي أنشأته روسيا لن ينقل سوي تجارة شمال الصين والكوريتين
. وقلل الهلباوي،في تصريحات صحافية من أهمية خط السكة الحديد الذي أنشأته روسيا مؤخرا للربط ما بين أوروبا وآسيا لاستخدامه طريق للتجارة بديلاً عن قناة السويس، مؤكداً أن هذا الخط لن يؤثر على حركة التجارة في قناة السويس إلا قليلاً.
ولفت الهلباوي إلى أن الحاويات التي تمر عبر قناة السويس تحمل ما يقرب من 80 ألف طن في حين أن أعظم قطار لن يحمل سوى 1500 طن من البضائع وهو ما يجعل قيمة القناة أكبر لدى الدول والمستفيدين من تلك الحاويات.
وكانت روسيا قد أنهت بنجاح أول عملية ربط بري عبر السكك الحديدية مع كوريا الشمالية، لتقترب روسيا من تحقيق حلمها القديم بأن تتحول إلى مركز دولي لمرور التجارة عبر أراضيها، لتربط بين آسيا وأوروبا وتصبح ممرا تجارياً عالمياً بدلاً من قناة السويس، وأن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين يخطط منذ سنوات لزيادة دور روسيا في التجارة العالمية، ومنافسة قناة السويس من خلال توفير طرق تجارة بديلة بين أوروبا وآسيا وأمريكا أيضاً.
ويربط الخط الحديدي الجديد بين ميناء "راجين" في كوريا الشمالية والذي أعيد بناءه مؤخرا وبين منطقة "كازان" جنوب شرق روسيا الاتحادية، وقد بدأ العمل في هذا الخط عام 2003، ويبلغ طوله حوالي 54 كيلومتراً، ويعد أول اتصال لكوريا الشمالية بالعالم الخارجي بعيداً عن الصين، وسيكسر العزلة الدولية المفروضة على النظام الكوري.
وأشارت "بلومبرج" إلى أن الرئيس بوتين شخصياً كان يتبنى المشروع منذ سنوات وأصبح حلماً لروسيا، وبذلت جهوداً كبيرة لإقناع الكوريتين بإقامة المشروع الضخم الذي سيبدأ من كوريا الجنوبية ويخترق أراضي كوريا الشمالية رغم الخلاف السياسي والعسكري بين البلدين، ويصل إلى طريق السكك الحديدية الروسي الذي يمر في شمال سيبيريا والمنطقة المتجمدة ليصل إلى أوروبا.
وسيسمح هذا الخط بالربط بين شبكة الطرق الحديدية الأوروبية التي يبلغ طولها حوالي 800 كيلومتر، وبين أقصى شرق أسيا لتتقل حركة التجارة بين القارتين عبر السكك الحديدية.
ووفقا للخبراء فإن الطريق الجديد سيشكل خطراً كبيراً على وضع قناة السويس حيث سينقل البضائع والمنتجات بين أوروبا وأسيا أسرع ثلاث مرات من قناة السويس، والتي يمر بها في العام ما يقرب من 17 ألف سفينة، وتستحوذ بمفردها على ما يقرب من 8% من حجم التجارة العالمية البحرية.