الجزائر ـ سميرة عوام
تدعم الجزائر قاعدتها الصناعية عبر إعادة تهيئة أكبر عملاق للحديد والصلب في أفريقيا "مركب الحجار"، لاسيما عقب استحواذها على 51% من نسبة أسهم الشركة.وكشف الأمين العام لنقابة داود كشيشي عن "عودة الاستقرار الاجتماعي للمركب، عقب سلسلة الصراعات الداخلية بين أعضاء النقابة، وهذا
بناء على تعليمات رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة"، موضحًا أنه "من المنتظر الانطلاق الفعلي في تهيئة الفرن العالي، والذي يعول عليه المركب في زيادة حجم إنتاج الحديد ومشتقاته".
وفي شأن ملف زيادة أجور العمال، بيّن كشيشي أنه "بعد تسوية الملف مع الشريك الأجنبي أخيرًا، والمتعلق بتسوية مطالب 5 آلاف عامل، في مختلف ورشات الإنتاج، ستتم الزيادة بنسبة 16%، وذلك مع مطلع العام المقبل"، مبديًا "ارتياحه بعد امتلاك الجزائر لحصة 51% من أسهم مركب الحجار، وحيازة الشريك الأجنبي على 45%، بعد أن كان يمتلك 70% في السابق"، مؤكدًا أن "هذه خطوة ضرورية وحتمية، بغية إعادة بعث إنتاج صناعة الحديد في مركب الحجار، الذي تدهورت وحداته الإنتاجية، وتقلص إلى 400 ألف طن، أي بنسبة تقارب الـ50%، فضلاً عن تقليص اليد العاملة بنسبة 60%، أي ما يعادل 5 آلاف عامل".
يذكر أن الوزير الأول عبد المالك سلال كان قد شدد على "ضرورة، استرجاع مجمعي الونزة وبوخضرة، بغية تطويرهما، ومن ثم رفع مستوى إنتاج المركب، حيث يفترض أن يصل إنتاج أرسلور ميتال إلى 2مليون طن، فيما لا يفوق الإنتاج الراهن للمركب الـ 650 طنًا، وهذا لا يخدم القاعدة الصناعية للجزائر".
من جهته، أكد المدير العام لإدارة مجمع "سيدار" حسناوي شيبوب أنه "بعد قرار رفع نسبة الشراكة الجزائرية في مركب الحجار إلى 51%، من شأنه استدراك النقائص التي ساهمت في تراجع إنتاج المركب، وانخفاض فاتورة استيراد إنتاج المركب، خلال العام الماضي، إضافة إلى القضاء على إشكال تأثير المركب، والرفع من الإنتاجية"، مُبينًأ أن "الأهداف المسطرة هي بلوغ مليون و400ألف طن من التسليح، غير أن الإشكال الذي يبقى مطروحًا هو استرجاع الاستقرار الاجتماعي للمركب، مع تفعيل العمل، والانضباط، الذي من شأنه تحقيق الأهداف المسطرة في إنتاج المركب".
وأشار شيبوب إلى أن "الاتفاق الاستراتيجي المبرم بين المجمع الجزائري للحديد سيدار وأرسلور ميتال العالمي، يتضمن مخطط استثماري بقيمة 763 مليون دولار، موجهة لتطوير مركب الحديد للحجار في عنابة، الذي يشمل مجمعي الونزة وبوخضرة"، لافتًا إلى أنه "تقرر بموجب الاتفاق تقليص مساهمة أرسلور ميتال إلى 49%، ورفع رأس المال للطرف الجزائري"، مؤكدًا أنه "جاء بعد فترة أزمات عرفها المركب، أثرت على الإنتاج، والإطار المهني للعمال، معتبرًا أن "الاتفاق مكسب تاريخي للجزائر، عبر تعزيز القدرات للإنتاج، وهو العمل الذي سيعيد نشاط عملاق الحديد والصلب في أفريقيا، مع إعادة ترميم هياكل المركب، وفي مقدمتها التجديد الكلي للفرن العالي، وبناء فرع كهربائي جديد، إلى جانب مخطط هام للموارد البشرية".