طرابلس - عماد سالم
أكّد رئيس الحكومة الليبية الموقتة علي زيدان إنشاء مصفاة لتكرير النفط في منطقة طبرق، بطاقة إنتاجية تبلغ 300 ألف برميل يوميًا، ومصفاة أخرى في منطقة أوباري، للاستهلاك المحلي، بـطاقة إنتاجية تبلغ 50 ألف برميل يوميًا. وبيّن زيدان، في مؤتمر صحافي عقده في مقر رئاسة الوزراء، الأربعاء، أن "مراقبة الحدود إلكترونيًا من منطقة
العوينات وحتى ملتقى الحدود الليبية الجزائرية التونسية، تنطلق بالتعاون مع الحكومة الإيطالية، عبر تقنية وفنيين إيطاليين"، موضحًا أن "مراقبة الحدود هي مراقبة جويّة وإلكترونية، ما سيسهم في تخفيف الانتهاكات، التي تتعرض لها الحدود الليبية من المهاجرين غير الشرعيين"، مشيرًا إلى أن "التعاون يأتي في إطار تفعيل العلاقة مع إيطاليا، التي أبدت رغبتها وأصرّت على المساهمة في إعادة وتأهيل دور الدولة الليبية، ومساعدتها في الخروج من هذه المرحلة، عبر بعض المشروعات
التنموية، والأمنية، حتى تصل ليبيا إلى ما تريد، على اعتبار أن أمن
ليبيا أمن للمنطقة، وأمن للبحر المتوسط".
وفي سياق منفصل، أوضح زيدان أن "الإجراءات النهائية بشأن الانتخابات قد تمت في مدن عدة، منها البيضاء وشحات وتازربو، وبنت بيه، ومدن أخرى"، مشيرًا إلى أن "الحكومة الآن في طور إتمام انتخابات المجالس البلدية، وعلى أهبة البدء في هذه الانتخابات إما الأسبوع المقبل، أو الذي يليه"، منوهًا بالجهود الكبيرة، التي بذلت من طرف الحكومة وهيئة الانتخابات، بغية إعداد هذه الأمور، والوصول إلى هذه المرحلة، مبينًا، في شأن دعوة المفوضية العليا للانتخابات، بشأن إيقاف الانتخابات البلدية، أو إيقاف الانتخابات في لجنة الدستور، أنه "لا يمكن، في أي حال من الأحوال، إلغاء هذا الجهد، والعودة إلى المربع الأول".
وتطرق رئيس الحكومة إلى العلاقات المصرية الليبية، معتبرًا أن "ليبيا هي شقيقة مصر التوأم، وأن زيارة الأخيرة فخر وعز لمن يرأس الحكومة الليبية"، نافيًا وجود أي توتر في العلاقات الثنائية، لافتًا إلى أن "زيارة مصر ليست مرتبطة بحكومات ولا أنظمة، لاسيما أن الشعب المصري يبادل شقيقه الليبي كل التقدير والاحترام".
وأذن زيدان لوزارة الصحة بالبدء في الدراسات والتخطيط والتنفيذ لمستشفى طبرق، مع شركة "تكساس" الطبية الأميركية، موضحًا أن "الشركة المنفذة زارت مدينة طبرق، واجتمعت مع القيادات المحلية في المدينة، والقيادات الفنية الطبية"، مبينًا أنه "سيتم إنشاء مجموعة عيادات، في مناطق عدة من مدينة سبها، ستكون في القرضة، وحي الثانوية، وحي الجديد، وحي المنشية، حتى تتواصل الخدمات الطبية"، مؤكدًا أن "الأعمال جارية في بناء المستشفى الجديد، وهو الآن لدى ديوان المحاسبة، بغية إنهاء الإجراءات"، مشيرًا إلى أن "العيادات المجمعة ستتلافى العجز في تقديم الخدمات الصحية"، ولفت إلى الشروع في تنفيذ مستشفى مدينة درنة، فضلاً عن مستشفيات للولادة في كل من طرابلس وبنغازي ومصراته وسبها، في وقت قريب .
وأطلق رئيس الحكومة الموقتة تنفيذ الطريق الساحلي، من المرج إلى درنة، ومنها إلى أمساعد، في الحدود الليبية المصرية.
وفي سياق أخر، أكّد زيدان أن "عناصرًا من المجندين في الجيش الليبي، غالبهم من الثوار، يتدربون الآن في طرابلس، لتوجهوا بعدها إلى إيطاليا، بغية إتمام تدريبهم وتأهيلهم" .
يذكر أن رئيس حزب "العدالة والبناء" الليبي محمد صوان قد اتهم رئيس الحكومة الموقتة علي زيدان بـ"إدارة الحكومة بصورة غير توافقية"، مهددًا بانسحاب حزبه من الحكومة، موضحًا أنه "على الرغم من أننا شركاء في هذه الحكومة، إلا أننا لا نريد أن ننفرد بهذا الانسحاب, ونسجل موقفًا، نحن نريد حلاً توافقيًا، يخرج ليبيا من هذا الوضع"، مجددًا نفيه أن يكون حزبه الذراع السياسية لجماعة الإخوان، لافتًا إلى أن "هذه الجماعة موجودة في الحزب، كأعضاء مثلهم في ذلك مثل بقية الأعضاء الآخرين، المتواجدين في أكثر من 28 فرعًا للحزب في المدن الليبية"، معتبرًا أن "الخلافات والصراعات الدائرة في ليبيا ليست صراعات أحزاب، ولكن بين فئتين، إحداهما تريد تغييرًا حقيقيًا, فيما تريد الأخرى تغييرًا ممنهجًا، يحفظ مصالحها التي حصدتها أثناء فترة النظام السابق".