بيروت - رياض شومان
لم يكن موسم عيدي الميلاد ورأس السنة هذا العام أفضل من الاعياد التي سبقته في لبنان ، وقد أكد رؤوساء جمعيات التجار في بيروت و المدن اللبنانية الكبرى ان الموسم جاء مخيبا للآمال، فحركة الاسواق خفيفة والتنزيلات تحرق الاسعار لتحفيز البيع وتشجيع الناس على الشراء، لافتين الى انخفاض الحركة التجارية بين 80 في المئة و90 في المئة مقارنة مع السنوات
الماضية . وحذر التجار من ان انهياراً اقتصادياً على الابواب في حال لم تتوقف المشاحنات السياسية ويتم تشكيل الحكومة باسرع وقت ممكن تأخذ على عاتقها اعادة دورة الحياة الى طبيعتها لاعطاء صورة ايجابية عن البلد.
وفي هذا الاطار، قال رئيس جمعية تجار الاشرفية في الشطر الشرقي المسيحي لبيروت طوني عيد "ان الاسواق تحركت آخر الاسبوع الماضي وهذا لا يعوض خسائر التجار على مدى عام من التراجعات الكبيرة"، أضاف "ان الحركة التجارية خلال هذا الموسم تبقى اقل بكثير من نفس الفترة من العام الماضي، وما يؤكد ذلك التنزيلات التي اجراها التجار في عز الموسم وهذا أول مرة يتم في تاريخ الاسواق".
واشار عيد الى قلق كبير يعتري التجار حول المستقبل، بعدما سقطت رهاناتهم على موسم نهاية العام الذي يشكل نحو 40 في المئة من حركة العام، وفي ظل الازمة السياسية التي لا تنتهي".
ولفت الى ان "ما زاد الطين بلة غياب السياح العرب، وعدم مجيء المغتربين ورجال الاعمال اللبنانيين الذين يعملون في الخارج باعداد كبيرة، فيما قدرة اللبنانيين الشرائية ضعيفة جدا اضافة الى القلق الذي يعتريهم من الازمات التي تلف البلاد".
رئيس جمعية تجار جونيه كسروان الفتوح روجيه كيروز قال بدوره "ان الموسم اقل مما كان يتوقعه التجار، فرغم ان الاسواق تحركت خلال الايام الاخيرة الا انها تبقى اقل مما متوقع، او ما هو مطلوب لاعطاء دفعة للمؤسسات التجارية تقيها شر السقوط في الهاوية".
واشار الى ان الكثير من المؤسسات لجأت الى عرض تنزيلات في بداية الموسم وهذا امر غير صحي على الاطلاق، ويظهر مدى حاجة التجار الى السيولة لتسديد المترتبات المستحقة عليهم.
ولفت كيروز الى جملة عوامل ادت الى هذا الوضع الصعب وفي طليعتها استمرار الازمة السياسية والاحداث الامنية، والفراغ في مؤسسات الدولة خصوصا عدم القدرة على تشكيل الحكومة، مبديا تخوفه من حصول تدهور كبير في وضع القطاع التجاري، وقال "ننتظر ان تكون سنة 2014 سيئة جدا، والشاطر هو الذي يستطيع الحفاظ على مؤسسته"، داعيا القيادات السياسية الى التوافق حول قضايا البلد الاساسية، والا فالامور لن تكون على ما يرام".
أما رئيس جمعية تجار شارع مار الياس في بيروت عدنان فاكهاني فقد ابدى "اسفه الشديد لانه لا فرحة عيد في الاسواق في ظل الغياب التام للحركة التجارية"، مشيرا ان موسم عيدي الميلاد ورأس سنة اتى مشابها لعيدي الفطر والاضحى.
ولفت فاكهاني الى تنزيلات كبيرة يقوم بها التجار، واصفا اياها بـ"الانتحار" وذلك لسداد المستحقات المترتبة عليهم للمصارف والشركات الاخرى.
وإذ لفت اقفال مؤسسات بالجملة، كشف انخفاض ايجارات المحال التجارية بحوالى النصف، نتيجة كثرة العرض وقلة الطلب.
وحذر فاكهاني من انهيار اقتصادي في 2014 في حال لم يتم الاسراع في تشكيل الحكومة واشاعة اجواء ايجابية عن البلد، ولفت الى ان الكثير من المؤسسات التي لديها 4 او 5 موظفين، لم تبق لديها سوى موظف واحد لتخفيف الاعباء. كما تتخذ المؤسسات بعض التدابير الاخرى للتخفيف من الاعباء مثل الكهرباء ".
رئيس جمعية تجار طرابلس فواز حلوة، اشار في تصريح صحافي الى ان "ان اقبال الناس لا يزال خجولا"،آملا ان تتحسن المبيعات قبل عيد الميلاد لأن التجار بحاجة ماسة الى السيولة".
ووصف حلوة الوضع التجاري في المدينة بالسئ جدا، وقال "اليوم نحن نطلب القليل لكي تستمر مؤسساتنا"، لافتا الى تراجع الحركة التجارية بحدود 80 في المئة مقارنة مع الايام الطبيعية.
واضاف "هناك مؤسسات تقفل واخرى تنظر انتهاء عقود ايجاراتها لتعلن الاقفال"، مؤكدا ان "طرابلس لا يمكنها بعد الآن تحمل المزيد خصوصا على مستوى الفلتان الامني الذي لم يعد بالامكان السكوت عنه، او العيش تحت رحمته".
واعتبر رئيس جمعية زحلة ايلي شلهوب ان موسم الاعياد "عاطل جدا"، وقال "شهدنا بعض الحركة خلال اليومين الاخيرين، لكنها غير كافية لحماية المؤسسات التجارية من الانهيار"، واشار الى تراجع الحركة في اسواق زحلة بنسبة تزيد على 90 في المئة مقارنة مع الاعوام الطبيعية، مؤكدا ان "كل التجار في لبنان اليوم هم تحت خط الفقر".
وقال شلهوب "لا يمكننا الاستمرار على هذا المنوال، فالمطلوب تشكيل حكومة باسرع وقت ممكن، فالحل بات مطلوبا اكثر من اي وقت مضى، فالتجار لم يعد بامكانهم تحمل الخسائر التي تكبر ككرة الثلج".