لندن - العرب اليوم
أبدَت الكثير من الشركات العالمية والجهات الاستثمارية الكبرى اهتمامًا بالسوق الإيرانية، وأعربوا عن أملهم العودة إلى تلك السوق مرة أخرى وفي أسرع وقت، خاصَّة بعد أن خففت العقوبات الدولية عليها، مُنوِّهين إلى أنه يتعين على طهران تحسين شروط التعاقد لجذب الاستثمارات.
وأكَّدَ الرئيس التنفيذي لشركة "رينو" الفرنسية لصناعة السيارات كارلوس غصن
أن الشركة تطمح إلى العودة إلى إيران بعد رفع العقوبات عنها ووصفها بأنها "سوق رائع".
وتأمَّلت شركات غربية كثيرة في العودة إلى إيران بعد توصلها إلى اتفاق مع القوى العالمية بشأن برنامجها النووي في تشرين الثاني/ نوفمبر الماضي.
ويَجرِي تخفيف بعض العقوبات في الوقت الراهن، لكن غالبها سيظل قائمًا ريثما يجري التوصل إلى اتفاق طويل الأجل.
وأكَّد غصن لتليفزيون "رويترز" على هامش المنتدى الاقتصادي العالمي في دافوس: "نرى أنها قد تكون سوقًا رائعة لصناعة السيارات، ونريد أن نتمكن من استئناف العمل فور رفع العقوبات".
فيما أعلن الرئيس التنفيذي لشركة النفط الفرنسية "توتال" كريستوف دو مارغري، الجمعة، أنه في حال رفع العقوبات الدولية عن إيران سيتعيَّن على طهران تحسين شروط التعاقد لجذب الاستثمارات.
وأكَّدَ في حديث لقناة "فرنسا 24" التلفزيونية: "إذا كانت شروط التعاقد جذابة ومثيرة للاهتمام فلم لا؟".
وأبلغ الرئيس الإيراني حسن روحاني عددًا من مسؤولي شركات النفط العالمية في دافوس هذا الأسبوع أن إيران تعمل على إعداد نموذج استثماري جديد لعقود النفط مع حلول أيلول/ سبتمبر، ضمن جهود لاستعادة الاستثمارات الأجنبية.
وأعلن دو مارغري: "حدثنا (روحاني) عن سياسته الجديدة للطاقة، لكنه نفسه قال إن الوضع اليوم غير ملائم. عليهم أن يعملوا على تعزيز جاذبيتها ثم تقديمها إلى العالم".
أظهرت بيانات من مكتب الإحصاء الألماني، الخميس، أن ألمانيا صدَّرت 125 ألف طن من القمح إلى إيران في تشرين الثاني/ نوفمبر الماضي، وهو ما يؤكد حديث السوق عن مبيعات ألمانية كبيرة لإيران.
وكشَفَ تجار أوروبيون عن اهتمام إيراني بشراء كميات كبيرة من القمح الأوروبي في أواخر العام 2013.
وأعلن مكتب الإحصاء أن ألمانيا صدرت 382 ألف طن من القمح إلى إيران في الفترة من تموز/ يوليو إلى نهاية تشرين الثاني/ نوفمبر، وكانت الكثير من شركات الطيران الأوروبية قبل سنة خفَّفَت عدد الرحلات الأسبوعية إلى إيران، بدعوى أن التضخم واشتداد العقوبات الدولية أثَّرَت على قدرة المسافر الإيراني، وتدهورت قدرته الشرائية لشراء التذاكر من جانب، إضافة إلى عدم قدرة شركات الطيران على تحويل مبالغ ضخمة من الأموال من الريال الإيراني إلى دولارات، أو حتى تحويل المبالغ إلى خارج البلاد.
وكانت شركة الخطوط الجوية النمساوية تسير أربع رحلات أسبوعيًا إلى طهران، لكنها قلصتها إلى ثلاث رحلات في تشرين الثاني/ نوفمبر.
وفَقَد الريال الإيراني حوالي ثلثي قيمته مقابل الدولار الأميركي العام الماضي إثر عقوبات أميركية على البنك المركزي وقيام الاتحاد الأوروبي بفرض حظر على النفط الإيراني بسبب البرنامج النووي لطهران، وتسبب انخفاض قيمة العملة في غلاء أسعار السلع المستوردة وتذاكر الطيران.
وأوضح متحدث باسم "لوفتهانزا" أن الشركة الألمانية ستواصل تسيير خمس رحلات أسبوعيًا إلى طهران.
وبسبب العقوبات على قطاعي الطاقة والبنوك الإيرانيين زادت صعوبة حصول الحكومة الإيرانية على العملة الصعبة، مما يثير مخاوف من أن البنك المركزي لن يستطيع الدفاع عن الريال.
واضطُرَّت شركات الطيران بالفعل إلى إعادة النظر في رحلاتها إلى إيران التي أعلنت في 2011 أنها أوقفت تزويد الطائرات الأوروبية بالوقود، ردًّا على رفض دولها تموين الطائرات الإيرانية.