روما - زياد البنا
أكد وزير التجارة والصناعة والاستثمار المصري منير فخري عبد النور، أن هدف الحكومة الجديدة التي تشكلت أخيرا هو إعادة الثقة في مناخ الاستثمار في مصر، متوقعا أن تتجاوز مصر مشكلات المرحلة الحالية بنهاية العام بعد انتخابات الرئاسة وانتخابات البرلمان.
وقال عبد النور أمس الاثنين في مؤتمر نظمه مجلس الأعمال المصري البريطاني بالمركز
الثقافي المصري، أن الانتخابات الرئاسية المقبلة ستكون تعددية يتنافس فيها عدة مرشحين، متوقعا ترشح المشير عبد الفتاح السيسي للرئاسة وفوزه بها في ضوء الشعبية التي يتمتع بها في الشارع المصري. وقال إن المشير السيسي يعرف طبيعة المشكلات وحجمها في الاقتصاد المصري، ولديه الاستعداد لاتخاذ قرارات صعبة للإصلاح الاقتصادي اعتمادا على هذه الشعبية. وسعى إلى التأكيد على أنه بات صعبا في مصر الآن العودة إلى الحكم الشمولي في ضوء الدستور الجديد والتغييرات التي شهدها المجتمع.
وحضر المؤتمر الذي يستمر يومين البارونة سيمونز من حزب العمال والوزيرة السابقة وايان غراي رئيس الجانب البريطاني في مجلس الأعمال المصري البريطاني.
وأشار الوزير إلى أن الاقتصاد المصري أثبت قدرته على المقاومة رغم صعوبات السنوات الثلاث الماضية، ونوه بشكل خاص بأن الكثير من الشركات الأجنبية كان نشاطها جيدا، خصوصا في قطاع المنتجات الاستهلاكية، وبعضها حقق نموا وصل إلى 20 في المائة في الفترة الأخيرة. وتحدث عن أهم مشكلة يواجهها الاقتصاد المصري وهي الطاقة، قائلا إنه كان هناك اقتراح لحل على المدى القصير يتلخص في استخدام الفحم، لكن وزارة البيئة اعترضت عليه، كما أشار إلى مشكلة الدعم المقدم للسلع، الذي وصل إلى نحو 200 مليار جنيه مصري، وهو يحتاج إلى حل، لكنه اقترح أن يكون الحل تدريجيا باتجاه خفض هذا الدعم.
وقال ردا على أسئلة إن الحكومة الحالية تسعى للتهيئة لمشروعين قوميين كبيرين هما تنمية منطقة قناة السويس، ومشروع تنمية المثلث الذهبي الذي يمتد من شمال قنا في جنوب مصر إلى سفاجا والقصير في البحر الأحمر شرقا، حيث توجد فرص استثمارية كبيرة، خصوصا في مجال التعدين مثل الحديد والفوسفات.
وفي نفس الاتجاه تحدث رجل الأعمال المصري نجيب ساويرس الذي أشار إلى فرص الاستثمار في مصر في مجالات الطاقة والتعدين، وكذلك التصنيع الزراعي في ضوء مشكلة النقل من مناطق الإنتاج إلى أسواق الاستهلاك، وشدد أيضا على علاج مشكلة الدعم التي يعاني منها الاقتصاد المصري، وكرر تصريحاته السابقة التي تعهد فيها باستثمار ما يصل إلى مليار دولار بعد انتخابات الرئاسة، معلنا استعداه لمشاركات مع مستثمرين أجانب.
وتحدث أيضا سامح سيف اليزل رئيس الجمعية المصرية البريطانية للأعمال، مشيرا إلى أن الشركات البريطانية تعد أكبر مستثمر غير عربي في السوق المصرية، واستعرض المناخ السياسي والأمني مشددا على أنه يجري حاليا العمل على حل المشكلة الأمنية، متوقعا أن يكون هناك رئيس جديد لمصر بحلول أول مايو (أيار) وبرلمان منتخب بحلول نهاية أكتوبر (تشرين الأول)، وأن تحل المشكلة الأمنية تماما بحلول نهاية العام.
وشهد يوم أمس ورشة عمل خاصة حول مشروع تنمية قناة السويس، عرض فيها الفريق مهاب ماميش رئيس هيئة قناة السويس الخطة المطروحة في هذا الصدد لإنشاء عدة محطات حاويات، ومناطق صناعية تمتد من العريش إلى ساحل البحر الأحمر، معتبرا أنه يستغل الميزة الاستراتيجية للقناة في خطوط الملاحة الدولية، ويهدف إلى تنمية المنطقة وخلق فرص عمل. وتستعرض ورش عمل المؤتمر المناخ الاقتصادي والسياسي والأمني في مصر بهدف التأكيد على أن مصر منفتحة للأعمال.