بيروت ـ ميشال سماحة
أغلق سائقو سيارات الأجرة، طرقا في بيروت، احتجاجا على ارتفاع أسعار البنزين، في أحدث انفجار للغضب الشعبي نتيجة الانهيار الاقتصادي. وباتت أسعار الوقود في لبنان، باهظة بالنسبة لغالبية اللبنانيين بسبب الانهيار الاقتصادي المدمر في البلاد. وتعد أسعار البنزين، أعلى بنحو 10 أضعاف مما كانت عليه قبل بضعة أشهر فقط حيث بدأت بالارتفاع عندما توقف البنك المركزي عن تأمين الدولار بأسعار صرف مدعومة بشدة لواردات الوقود.
وأوقف سائقو سيارات الأجرة مركباتهم، الخميس، في ساحة الشهداء بوسط المدينة مغلقين طريقا رئيسيا قريبا، احتجاجا على أحدث زيادة والتي بلغت 25%، والتي تم إعلانها الأربعاء.
وقالت هناء إبراهيم، سائقة التاكسي: "كيف يفترض بنا ان نعيش ؟كيف بدنا نعيش، عم نبرم (نتجول) ولا نستطيع العثور على راكب على الطريق.. الراكب عم نتخانق (نتشاجر) نحن واياه.. هو ببيكي لنا، ونحن نبكي له.. كيف يعني؟".
وتابعت: "هل يفترض بنا أن نتشاجر مع الركاب؟ امبارح حرقنا بنزين أكثر مما اشتغلنا".
وزاد سعر صفيحة البنزين 95 أوكتان إلى 59 ألفاً و900 ليرة لبنانية، و الـ98 أوكتان ارتفع إلى 62 ألفاً.
كما رفعت الوزارة سعر قارورة الغاز إلى 229 ألفاً و600 ليرة بعدما كانت بـ178 ألفاً و800 ليرة.
وردا منه على هذه الأسعار، أعلن رئيس اتحادات ونقابات قطاع النقل البري بسام طليس برفع تعرفة النقل الأسبوع المقبل. وأكد "إما الدعم الفوري للسائقين أو تعرفة جديدة يوم الإثنين المقبل تتوافق مع أسعار المحروقات الجديدة ".
وفقدت الليرة اللبنانية حوالي 90٪ من قيمتها في العامين الماضيين خلال الأزمة المالية التي دفعت نحو ثلاثة أرباع اللبنانيين إلى الفقر.
وعلى سبيل المثال أصبحت تكلفة رحلة في سيارة أجرة مشتركة ثلاثين ألف ليرة بعد أن كانت 1500 ليرة، قبل انهيار العملة.
وقال سائق أجرة آخر يدعى مروان عواد (37 عاما): "نحن كسائقين لم يعد باستطاعتنا التحمل.. كنا في السابق اذا ما حصلنا 20 ألف ليرة كنا نجيب فيهم ربطة خبز، وقالب جبنة على منزلنا عشية.. الآن لم يعد بامكاننا احضار قالب الجبنة، أو أي شيء معنا ليلا".
وتابع: "صرنا عم نخسر الآن.. كانت سياراتنا مفولة (ممتلئة بالبنزين) دائما ولكن الآن أصبحنا احيانا نروح على البيت، ويكون خزان السيارة فارغا لأنه لم يتبق لديك المصاري".
وخلال اجتماع الخميس، أبلغ سائقو سيارات الاجرة، وزير الطاقة، وليد فياض، أن دعم الوقود كان يجب أن يستمر حتى بدء تنفيذ برنامج البطاقة التموينية الذي وعدت به الحكومة.
وقال فياض لأحد السائقين الذي كان يطالبه بعدم رفع الأسعار قبل إيجاد حل للسائقين، وللناس عموما "أشعر بوجعك وأريد أن أجد حلا ولكن دعني أخبرك بشيء، لكي لا اعطيك وعودا فارغة".
وتابع: "اذا ارتفع سعر الدولار لا سمح الله ...ولم أغير سعر البنزين ستحدث مشكلة وحيدة.. مستوردو البنزين لن يجلبوا البنزين".
وفي رد منها على الغضب الشعبي من هذا الارتفاع للأسعار، برّرت وزارة وزارة الطاقة والمياه الأمر في بيان لها، وقالت "تتفهم وزارة الطاقة والمياه المعاناة التي يعيشها المواطنون من جراء غلاء أسعار المشتقات النفطية وسعر صُرف الدولار مما ينعكس سلباً على الدورة الاقتصادية والحياة المعيشية للمواطنين".
وأكدت أنها "ليست الجهة المتحكمة بالأسعار، إذ أن عدة عوامل تؤثر بشكل مباشر على تركيبة جدول الأسعار لهذه المشتقات توقيتاً ومضموناً، والجدول يخضع لآلية اعتمدت بناءً على أمرين: أولاً عدم الاستقرار في أسعار الدولار داخلياً فالسعر يُحدده مصرف لبنان لاستيراد هذه المشتقات من قبل الشركات المستوردة وفق منصة صيرفة".
وتابع: "والأمر الثاني ناتج عن الارتفاع الكبير في أسعار النفط العالمي، مما انعكس ارتفاعاً على السعر المحلي أيضاً بالإضافة إلى احتساب الكِلف الإضافية كالنقل وخدمة المحطات وغيره".
ويشهد السوق اللبناني، إنفراجاً في أزمة المحروقات وغابت الطوابير عن المحطات نظراً لفتح مصرف لبنان اعتمادات دون تأخير ما جعل المادة متوفرة بكثرة، بالإضافة إلى أن الارتفاع الكبير في الأسعار جعل المادة ليست بمتناول الجميع، وخف الطلب بكمية كبيرة.
وحتى الساعة لا يزال مصرف لبنان يؤمن الدولارات والاعتمادات للشركات المستوردة للنفط، وهناك تخوف يسود في لبنان من توقف هذه العملية أيضا، ما يدفع الشركات إلى طلب الدولار من السوق السوداء ويؤدي إلى ارتفاع هائل بسعر الصرف.
قد يهمك أيضــــــــــــــــًا :