ميقاتي والحريري
بيروت ـ جورج شاهين
يتداول الشارع اللبناني منذ ايام كما في مطلع كل عام بلوائح مجلة " Forbes" التي تتحدث عن اثرى اغنياء العام المصرح عن اموالهم باستثناء القادة والزعماء العرب .ولو كانت اللائحة شاملة ودقيقة لم تكن لتتجاوز ثروات الرئيس المصري المخلوع حسني مبارك ولا الرئيس الليبي السابق الراحل
معمر القذافي ولا الرئيس التونسي المخلوع زين العابدين بن علي ولا الرئيس السوري الحالي بشار الأسد.
وفي لائحة 2013، يبقى عملاق الاتصالات في أميركا اللاتينية، المكسيكي ذات الأصول اللبنانية كارلوس سليم (73 عامًا) متصدّرًا للسنة الرابعة على التوالي بثروة إجمالية تبلغ 73 مليار دولار. يليه في المرتبة الثانية الأميركي بيل غيتس بثروة تبلغ 67 مليار دولار مصدرها الأساسي شركة مايكروسفت.
أمّا المفاجأة فهي المرتبة الثالثة التي قطفها مؤسّس مجموعة "Inditex" العملاقة صاحبة العلامة الشهيرة "ZARA"، الإسباني أمانسيو أورتيغا الذي قفز من المرتبة السابعة بثروته التي أضحت 57 مليار دولار.
ويُسجّل عدد أصحاب المليارات حاليًا مستوى قياسيًا، يبلغ 1426 اسمًا بثروة مجمّعة تبلغ 5.4 تريليونات دولار مسجّلة ارتفاعًا من 4.6 تريليونات دولار في عام 2012.
ورغم بعض الحركة التي تُسجّلها اللائحة بين عام وآخر، تبقى المعطيات اللبنانية فيها ثابتةً إلى حدّ ما؛ إذ تُسيطر عائلتان فقط على الأجواء ستة لبنانيين من عائلتي ميقاتي والحريري أضحت ثروتهم المجمعة 14 مليار دولار، ارتفاعًا من 12.8 مليار دولار في عام 2012، أي بنسبة 9.3%.
"الميقاتيّان" نجيب 57 عامًا وشقيقه طه68 عامًا يتمتعان بثروة إجمالية تبلغ 7 مليارات دولار، وهي مقسّمة بالتساوي بينهما ويحلّان في المرتبة 384 عالميًا، أي أنهما أغنى من 1042 من أصحاب المليارات كونيًا.
وعن الرئيس نجيب ميقاتي تحديدًا، تقول المجلّة إنّه "يُحاول منذ وصوله إلى رئاسة الحكومة عام 2011، إدارة البلاد على مسار محايد، غير أنّ الحرب الدائرة في سورية تُهدّد لبنان."
تُذكّر المجلة بأنّه أسّس وشقيقه أعمالاً في قطاع الاتصالات في العديد من البلدان الأفريقية وفي سورية أيضًا عبر مجموعتهم "Investcom"، قبل أن يبيعوها إلى المجموعة الجنوب أفريقية من شركة "MTN" في عام 2006، مقابل 3.6 مليارات دولار نقدًا.
ويُحلّل فريق المجلّة بأنّ "حصّة نجيب في MTN تبقى الأعلى قيمة بين أصوله المختلفة، وتبلغ 1.9 مليار دولار، أي أعلى بواقع 200 مليون دولار مقارنة بالعام الماضي".
وعمومًا، نمت ثروة نجيب ميقاتي بواقع 500 مليون دولار بين عامي 2012 و2013، أي بنسبة 16.6%؛ علمًا بأنّها كانت 2.3 مليار دولار عام 2007.
ومعروف أنّ نجيب ميقاتي هو رجل أعمال فذّ حائز جدارة في إدارة الأعمال من الجامعة الأميركية في بيروت.
في المرتبة الثالثة لبنانيًا و613 عربيًا، يحل الابن الأكبر للرئيس الراحل رفيق الحريري بهاء (46 عامًا) بثروة تبلغ 2.4 مليار دولار محقّقة من قطاعات العقارات والاستثمارات والخدمات اللوجستية.
وراقب بهاء الحريري، الذي أتمّ دراسته الجامعية في جامعة بوسطن الأميركية ، ثروته تتدهور من 4.1 مليارات دولار عام 2006، أي بما نسبته 42% مقارنة بالرقم المسجّل حاليًا.
وتُعلّق المجلة في تقريرها أنه بعد إغتيال الرئيس رفيق الحريري عام 2005، انفصل بهاء عن أعمال العائلة ليُركّز على مصالحه الخاصّة. وانطلق في رحلة استثمارات مكثّفة في الأردن، حيث أطلقت شركته العقارية القابضة "Horizon Group" مشروعًا عقاريًا طموحًا عام 2004 في وسط عمان، غير أنّ إنجازه يتأخّر بسبب التباطؤ المسجّل في سوق العقارات.
وفي عام 2011، أطلق بهاء مركز رفيق الحريري للشرق الأوسط في مصر بهدف التركيز على شؤون الحوكمة في بلاد النيل.
ووراء بهاء على اللائحة اللبنانية مباشرة، يبرز اسم أخيه رئيس الحكومة السابق النائب سعد الدين (42 عامًا) الذي أضحت ثروته 1.9 مليار دولار ارتفاعًا من 1.7 مليار دولار في عام 2012.
ورغم أنّ ثروة سعد الدين تدهورت بنسبة 54%، مقارنة بعام 2006، إلا أنه يبقى أغنى من 634 على اللائحة، حيث يحلّ في المرتبة 792 عالميًا.
وتقول المجلّة إنّه "لأسباب أمنية يعيش سعد خارج لبنان مقسّمًا وقته بين باريس والرياض" وتُشير إلى خلافاته مع حزب الله ونظام الرئيس بشار الأسد في سورية وكيف أنّ "سورية أصدرت مذكّرة لإلقاء القبض عليه نظرًا لدوره في تمويل أعداء الأسد".
في مجال الأعمال، يبقى الرئيس سعد الحريري - الحائز بكالوريوس من جامعة جورجتاون الأميركية - رئيس مجلس الإدارة، المدير التنفيذي، في شركة أوجيه السعودية "Saudi Oger" وهي إحدى أكبر شركات الإنشاءات في السعودية ومصدر ثراء العائلة".
وخلال السنوات القليلة الماضية، وبالتزامن مع تدهور وضع الحريري على المشهد السياسي اللبناني، تلقّت "أوجيه" ضربات عديدة لسوء الإدارة فيها. غير أنّها تحاول منذ نهاية عام 2012 تدارك الوضع. ففي بداية 2013، فازت مع مجموعة من الشركات بعقد قيمته 653 مليون دولار لبناء "فرع" المتحف الفرنسي الشهير "لوفر" في أبو ظبي؛ ومن المفترض أن ينتهي العمل به في العام 2015.
كذلك تملك الشركة حصّة دسمة في شركة الاتصالات التركية "Turk Telekom"، وتحمل أسهمًا في مجموعة من المصارف العربية، بينها "البنك العربي" الذي يتخذ من الأردن مقرًا له.
وفي شباط/ فبراير 2013، اضطرت الشركة إلى اقتراض مليار دولار لإعادة تمويل دين مرتبط باستثماراتها في هذا المصرف الذي يُعدّ الأكبر عربيًا.
وهناك اسمان آخران من عائلة الحريري على اللائحة الماسية، وهما مرتبطان أيضًا بالشركة الشهيرة وهما أيمن 34 عامًا وفهد 32 عامًا يعملان في الإنشاءات والاستثمارات ولكلّ منهما ثروة يُقدّرها الفريق الخاص بالثروات العالميّة لدى المجلة، بـ 1.35 مليار دولار، علمًا بأنّ الأوّل منخرط بأعمال أوجيه، أمّا الثاني فهو خرّيج جامعة الهندسة المعمارية الخاصّة في باريس عام 2004، عمل بداية على صناعة الأثاث وتصديرها إلى السعودية، أما اليوم فهو "يُطوّر مباني سكنية في بيروت... رغم أنّه لم يطأ أرضها منذ اغتيال والده عام 2005".