انخفاض سعر الدولار في الخرطوم
الخرطوم ـ عبدالقيوم عاشميق
شهدت أسعار الدولار انخفاضًا في أعقاب التوقيع على الاتفاق الأخير مع جنوب السودان، حيث بدأت اسعاره في تسجيل انخفاض في عمليات البيع والشراء في السوق الموازي في الخرطوم، حيث بلغت أسعاره 6.80 جنيهًا للشراء و6.90 للبيع، فيما شهدت حركة السوق إحجامًا كبيرًا من تجار العملة والمتعاملين في
عمليات البيع والشراء، تخوفًا من تكبد المزيد من الخسائر.
وقال متعاملون في النقد الأجنبي في سوق الخرطوم الموازي، إن اتفاق السودان ودولة الجنوب على ضخ النفط من جديد، أدى إلى انخفاض أسعار الدولار بعد تسجيله أكثر من 7 جنيهات خلال الأيام الأخيرة.
وأكد رئيس اللجنة الاقتصادية في البرلمان السوداني، الدكتور بابكر محمد توم في تصريحات لـ"العرب اليوم"، أنه إذا تم فتح النقاط السبع المتفق عليها بين البلدين، فإن ذلك سيحرك العملية التجارية بين البلدين، وسيتيح ذلك للسودان تصدير أكثر من 150 سلعة للجنوب، وكثير من هذه السلع لا يمكن تصديرها إلا إلى الجنوب، وأن الأسعار في السودان قد تنخفض نتيجة لاستعداد الناس لمقابلة حاجات الجنوب من خلال زيادة ومضاعفة الإنتاج، ومن الإيجابيات الأخرى للاتفاق توفيره للعمالة الجنوبية للسودان وسهولة الحركة والتواصل بين البلدين".
وأوضح توم، أن "الدول الأفريقية المجاورة لا يمكن أن تحصل على حصة السودان التجارية مع الجنوب، لأسباب من بينها أن تلك الدول إنتاجها محدود ولا يقارن بإنتاج السودان، كما أن الذوق الاستهلاكي الواحد من العوامل المساعدة والمشجعة على تطور العلاقات وخلق المزيد من فرص العمل، وأن التعامل مع الجنوب تجاريًا واقتصاديًا سيعود بفوائد اقتصادية للبلدين، وسيحصل السودان على حوالي 4 مليارات ونصف المليار دولار سنويًا، وهذا يعادل تقريبًا عائدات صادراته الحالية من الذهب والمنتجات الزراعية".
كما توقع رئيس اللجنة الاقتصادية في البرلمان أن ينخفض سعر الدولار إلى نحو 4 جنيهات سودانية بنهاية العام الجاري، مضيفًا أن "السودان والجنوب أمامهما فرصة جيدة لتمتين وتقوية العلاقات الاقتصادية والتجارية.
وأعلن وزير الدولة في وزارة المال، الدكتور عبدالرحمن ضرار، أن الخطوة الأخيرة ستسهم في خلق توازن في الاقتصاد بين البلدين، وخفض الصرف على الأجهزة الأمنية والجيش، فضلاً عن استقرار أسعار الصرف وتوفير النقد الأجنبي الذي سيؤدي إلى ارتفاع قيمة العملة السودانية مقابل العملة الأجنبية.
وكانت وزارة المال السودانية، قد توقعت تحسن الأوضاع الاقتصادية بعد توقيع وتنفيذ اتفاق التعاون مع دولة الجنوب، الذي سيسهم في تدفق وانسياب بترول الجنوب عبر الأراضي السودانية لترتفع الإيرادات الحكومية عبر رسوم عبور النفط.