اتفاق للتجارة الحرة بين الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة
برلين ـ جورج كرم
أعلن وزير الاقتصاد الألماني فيليب روزلر، أنه يأمل بأن يتوصل الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة إلى اتفاق للتجارة الحرة الشاملة بدلاً من تسوية الصفقة المحدودة التي تصب في مصلحة بعض دول الاتحاد الأوروبي الجنوبية، فيما تحظى الصفقة بتأييد على أعلى مستوى، وذكرها الرئيس
الأميركي باراك أوباما في خطابه أمام الكونغرس، باعتبارها ركنًا أساسيًا من أركان اجتماع الثمانية الكبار G8 في بريطانيا هذا العام.
وقال روزلر لمجلة "دير شبيغل" الألمانية، الأحد، إنه والحكومة الألمانية يريدون اتفاق للتجارة الحرة الشاملة، بينما على النقيض تريد فرنسا ودول جنوب الاتحاد الأوروبي، حماية أنظمة صناعتهم الزراعية، وأيضًا منع دخول المواد الغذائية المعدلة وراثيًا من الولايات المتحدة، مضيفًا "نحن نسعى إلى تحقيق تقدم كبير، ولا نبحث فقط عن الحد الأدنى من التوافق في الآراء، لأن فرض القيود على جدول أعمال المحادثات سيضر مسبقًا بقطاعات معينة"، مُدعمًا كلامه بدراسة أجراها معهد "إيفو" للأبحاث الاقتصادية، التي تقول: إن مزايا منطقة التجارة الحرة ستكون أكبر صفقة شاملة.
وذكرت دراسة معهد "إيفو"، التي نفذت لوزارة الاقتصاد الألمانية، أن نصيب الفرد من الناتج المحلي الإجمالي سيرتفع بواقع 0.1% في الاتحاد الأوروبي، و0.2% في الولايات المتحدة، إذا ألغى اتفاق التجارة الحرة الحواجز الجمركية فقط، وأنه يمكن توقع المزيد من النمو إذا أدخلت الحكومات معايير تقنية مشتركة، ومعايير السلامة وقواعد المنافسة.
وتهدف الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي إلى بدء التفاوض على اتفاق للتجارة الحرة واسع النطاق بداية من حزيران/يونيو، ولكن الخطة تواجه الكثير من العقبات قبل أن تتمكن من المساعدة في إحياء اقتصاد أكبر كيانات في العالم، وتعتبر هذه الصفقة هي الأكثر طموحًا منذ تأسيس منظمة التجارة العالمية في العام 1995، وتحتضن نصف الناتج العالمي وثلث التجارة، ولكن بعد عام من المناقشات التحضيرية بين بروكسل وواشنطن، لا تزال الاختلافات الجوهرية قائمة، مثل استيراد الاتحاد الأوروبي للمواد الغذائية الأميركية التي يتم تعديلها وراثيًا، وبمجرد إعلام الكونغرس الأميركي وموافقة الدول الـ 27 أعضاء الاتحاد الأوروبي، ستبدأ المحادثات، ويأمل الجانبان بأن يتم التوصل إلى اتفاق بحلول نهاية العام 2014 ، وهي مهلة ضيقة بالنسبة لمحادثات التجارة العالمية.