بروكسل ـ عادل سلامة
شارك نائب رئيس الوزراء وزير الاقتصاد البلجيكي كريس بيتر في فعاليات افتتاح قناة السويس الجديدة، ممثلا عن بلجيكا في هذه الاحتفالات هذا إلى جانب مسؤولي الشركتين البلجيكيتين اللتين شاركتا في عملية الحفر.
وأكد مسؤول المكتب الإعلامي في السفارة المصرية في بروكسل أحمد صلاح في تصريحات لـ"الشرق الأوسط"، أن الإعلام البلجيكي أظهر اهتماما ملحوظا بالحدث، وألقت وكالة الأنباء البلجيكية الضوء على تاريخ قناة السويس منذ افتتاحها عام 1869 رابطة بين البحرين الأبيض والمتوسط لتعد واحدة من أهم طرق التجارة العالمية ومصدر دخل هاما لمصر من العملة الصعبة وخاصة أن مصر تسعى منذ ثورة 2011 لدفع عجلة اقتصادها.
وأوضح صلاح أن وسائل الإعلام البلجيكية، بيّنت أن توسيع أعمال قناة السويس إنما يمثل واحدا من الأعمال الرائدة للرئيس السيسي، الذي أطلق إشارة البدء في تنفيذه بعد انتخابه في 2014 وهو المشروع الضخم الذي يتعلق بازدواج القناة بما يسمح بمرور 97 سفينة يوميا بحلول عام 2023 مقابل 49 اليوم، كما أن الشريان المائي الجديد سيسمح من شأنه بسير السفن في الاتجاهين كما سيقلل من شأنه ساعات الانتظار هذا بالإضافة إلى زيادة دخل القناة من 5.3 مليار دولار سنويا إلى 11.7 مليار بحلول عام 2023.
ونوه بأن ما ذكرته وكالة الأنباء البلجيكية من نجاح الرئيس السيسي في إنجاز هذا المشروع خلال عام واحد فقط بفضل دعم شعبي له، ولذلك فقد نجح في جمع تسعة مليارات دولار، وتعود الوكالة لتشير إلى ظهور الرئيس السيسي بالزي العسكري مزهوا على متن يخت "المحروسة" الملكي الذي سبق أن نقل من قبل إمبراطورة فرنسا أوجيني زوجة نابليون الثالث خلال افتتاح قناة السويس في 1869، وأخيرا، تشير الوكالة إلى أهمية القناة الجديدة إذ تضفي على السيسي مزيدا من الشرعية الدولية كما أنها تمثل هدية مصر للعالم.
وحرصت فعاليات أوروبية مختلفة، على متابعة حفل افتتاح قناة السويس الجديدة، في مقر السفارة المصرية في بروكسل، التي دعت شخصيات أوروبية في مؤسسات عدة، إلى جانب مجموعة من الإعلاميين، لمتابعة هذا الحدث على شاشة عرض مباشر،
ولاقى الحدث اهتماما إعلاميا في بروكسل، والذي وصفته في وسائل الإعلام بالمشروع الفرعوني لرئيس يسعى إلى دفع عجلة الاقتصاد، وأشارت إلى أن افتتاح قناة السويس ليس إلا بداية فهناك حفر لقناة جديدة بطول 9.5 كم سيبدأ الجمعة لتربط بين ميناء بورسعيد والبحر المتوسط بتكلفة 60 مليون دولار.
وعلق السفير المصري في بروكسل إيهاب فوزي، على هذا الحدث بالقول، بأن المشاريع العملاقة لا تتوقف فقط عند قناة السويس فهناك المشروع القومي للطرق الذي تم الانتهاء منه في 30 يونيو/حزيران بطول 3.6 ألف كم هذا بالإضافة إلى الاتفاق الموقع في 10 يونيو/حزيران الماضي في شرم الشيخ من قبل 26 دولة أفريقية للتبادل الحر بما يعزز التواجد المصري مع القارة الأفريقية وهو ما يعد فرصة جيدة أمام المستثمرين الأجانب يجب عليهم الاستفادة منها، وأشار أيضا إلى عدة مشروعات أخرى ومنها ما يتعلق بمجال الطاقة وإقامة المدن الجديدة.
وذكر الصحافي والمحلل الاقتصادي البلجيكي دومينيك سيمونيه، أن تنفيذ هذه المشاريع يستلزم طمأنة المستثمرين ولكن فاعلية تنفيذ مشروع قناة السويس الجديدة إنما يعد خير دليل لطمأنة المستثمرين هذا بالإضافة إلى الطاقة الهائلة للبلد ذات الـ90 مليون نسمة التي تسعى جاهدة لعودة مكانتها الإقليمية والدولية.
وعشية الاحتفال، قال السفير المصري حول رؤية دول الاتحاد الأوروبي للمستقبل في مصر وفي ظل التطورات الحالية إن "الأمور الآن أصبحت أكثر وضوحا للجانب الأوروبي بعد فترة من الوقت عرفت نوعا من التردد في فهم الأوضاع، وأضاف السفير "الأمور الآن أصبحت أكثر وضوحا وتأكد الجانب الأوروبي من أهمية الدور المصري في تحقيق أمن واستقرار المنطقة".
وحول وجود اجتماعات قريبة بين مصر والجانب الأوروبي بشأن مجموعة العمل المشتركة "تاسك فورس" والتي سبق أن وعدت بتقديم خمسة مليارات يورو لمصر في إطار شراكة مع البنك الدولي، أوضح السفير أنه "لا توجد في الوقت الحالي أي مواعيد محددة لانعقاد مثل هذه الاجتماعات، وخصوصًا أنها فترة عطلات رسمية في المؤسسات الاتحادية"، منوها إلى أن الأمر مرتبط بمفاوضات لا بد أن تجرى أولا مع البنك الدولي ويتم التوصل لاتفاق بين الجانبين حول كل الأمور المرتبطة بهذا الصدد.
وأوردت صحيفة "لاليبر بلجيك" الناطقة بالفرنسية، بأن افتتاح قناة السويس ليس سوى مرحلة في سباق الرئيس المصري مع الزمن لدفع عجلة الاقتصاد وتأصيل شرعيته وأن هذه المرحلة تعد هامة وحاسمة لأن الرؤساء السابقين لم يستطيعوا تنفيذ هذا المشروع بل وصل الإعجاز إلى الانتهاء منه خلال عام واحد فقط في حين أكدت كل التقديرات على أن مدة تنفيذه تتراوح بين 3 و5 أعوام على الأقل، وأشارت إلى أن هناك زيادة مرتقبة في عوائد المشروع من 5.3 مليار دولا ر سنويا وفقا لأرقام 2015 إلى 13.2 في 2023 هذا بالإضافة إلى مساعي السلطات المصرية لحسن الاستفادة من منطقة القناة من خلال مشاريع كثيرة أخرى تجارية وصناعية وموانئ وخدمات خاصة بالموانئ.
وشددت على تجلي أهمية قناة السويس في عهد الرئيس عبد الناصر الأمر الذي دفعه نحو تأميمها لتعبر منها الآن 200 ألف باخرة سنويا بنسبة 14 في المائة من النقل الدولي سنويا وهو وضع يستوجب الصيانة والتوسيع الدائمين للمجرى، وتابعت "ولذلك فقد أطلق الرئيس السيسي العام الماضي مبادرة ناصرية تكمن في حفر القناة الجديدة وطرح تكلفتها على استكتاب عام ليحصل على ما يزيد عن 5 مليارات دولار في بضعة أيام فقط الأمر الذي يؤكد حالة التضامن الشعبي مع الرئيس".
واهتمت وسائل الإعلام في بروكسل بالتنويه إلى مواصفات القناة الجديدة التي يبلغ طولها 72 كم لتسمح بمرور أكبر وأضخم السفن العالمية بهدف الوصول إلى عائد سنوي يقدر بـ13 مليار دولار هذا بالإضافة إلى المشاريع الأخرى الملحقة التي لا يمكن إغفالها هذا بالإضافة إلى هدف آخر للقناة يكمن في تعزيز وضع مصر السيسي ومكانتها الدولية والشرق أوسطية.
وأشار الإعلام البلجيكي إلى أن "السلطات المصرية تفهمت الأمر ووعت أن عقدة الصناعة تكمن في الطاقة والاتصالات، ولذلك فقد التزمت السلطات المصرية نحو إقامة محطات لإنتاج الكهرباء بالفحم هذا بالإضافة إلى استثمارات مجموعة النواس الإماراتية في وحدة لإنتاج 3600 ميغاوات في عيون موسى بجنوب سيناء هذا بالإضافة إلى إقامة شركة أوراسكوم المصرية ما بين 2000 و3000 ميغاوات في البحر الأحمر، كما التزم الصينيون بإقامة سبع محطات بالفحم".
وفي تصريحات لصحيفة "لاليبر بلجيكا" اليومية الناطقة بالفرنسية يؤكد السفير إيهاب فوزي، سفير مصر لدى بلجيكا على "أننا نهدف الوصول إلى 25 في المائة من إنتاجنا من الطاقة المتجددة"، مشددًا في الوقت ذاته على الاتفاق الذي أبرمته السلطات المصرية مع شركة سيمانس الألمانية بقيمة ثمانية مليارات يورو في يونيو/حزيران الماضي لتوفير 24 توربين غاز و12 محطة رياح لإنتاج 16.4 ميغاوات.
وأضاف فوزي "كذلك مشاريع أخرى في ذات المجال مع شركة "سكاي بور" الكندية لإنتاج 3 ميغاوات ومشاريع شركة سولا البحرينية لإنتاج 2 ميغاوان. لدينا واحد من أنقى أشعة الشمس على مدار الـ365 يوما، ولذلك فقد قررنا توليد الكهرباء من خلال المحطات الشمسية هذا بالإضافة إلى توليد الكهرباء من الطاقة النووية من خلال مشروع الضبعة بين الإسكندرية ومرسى مطروح وهو المشروع الذي يعود لثمانينات القرن الماضي ولكن تم إحياؤه وبقوة الآن كما وافقت عليه الوكالة الدولية للطاقة الذرية إذ ستقيم روسيا أول محطة هناك"