بغداد- نجلاء الطائي
يتميز شهر رمضان الكريم في جميع البلدان العربية والإسلامية بنكهة خاصة تختلف عن أشهر السنة الأخرى، إذ أنَّه شهر الخير والعطاء والصبر، وينتظره جميع المسلمين بشوق ومحبة.
وفي العراق الذي لا يزال وضعه الأمني يُخيم عليه، ليس للعراقيين في هذا الشهر إلا الدعاء للباري عز وجل أن يزيح عن بلادهم هذه الغمة السوداء التي حلت فيه، دعاؤهم خالص لله وهم على موائد الفطور أو السحور أن يحفظ بلدهم وأبناءهم من كل شر.
وعلى الرغم من هذه الأوضاع السيئة إلا أنَّ العراقيين يبدأون بالتحضير لهذا الشهر الكريم قبل حلول بأيام عدة، فتشتري العائلات المواد الغذائية الخاصة بهذا الشهر من عدس وشعرية وعصائر جاهزة، فضلا عن التزامهم بشعائر الشهر الفضيل من صلاة وقراءة القرآن الكريم.
وأكد حيدر الطائي (30 عامًا) في تصريح إلى "العرب اليوم"، أنَّ "رمضان شهر الرحمة إلا أن تُجارنا وفي كل عام يرفعون أسعار المواد الغذائية ويصعب على الكثير من العراقيين اقتناء حاجاتهم من المواد الغذائية لذا فإنهم يشترونها قبل حلول الشهر الكريم؛ لأنهم يعلمون أن المواد سترتفع أسعارها".
وأضاف الطائي: "قبل أن يحل الشهر ارتفع سعر الدولار بالنسبة للدينار العراقي، فأصبح بـ 146، ( 100 دولار أميركي يعادل ١٤٦٠٠ دينار عراقي)، وهو ارتفاع لم يشهده الدولار منذ احتلال بغداد عام 2003، وهذا أدى إلى ارتفاع كبير في المواد الغذائية".
وبيَّن أنَّ "الحكومة اتخذت إجراءات سريعة للحد من هذا الصعود الكبير في سعر صرف الدولار مقابل الدينار العراقي وأعادته إلى سعره السابق 125، إلا أن المواد الغذائية ارتفعت وحتى الآن هي مرتفعة بحجة أن التاجر الثانوي اشترى المواد بسعر صرف الدولار 146".
وتابع: "ما يميز رمضان هذا العام عن العام الماضي هو قرار رفع حظر التجوال عن العاصمة، لذا نتجول لساعات متأخرة جدا، إما في جلسات رائعة في الساحات العامة أو في المناطق التجارية التي تكثر فيها الأسواق كالمنصور والأعظمية والكرادة وشارع فلسطين".
ومن عادات شهر رمضان في العراق، كثرة الزيارات بين الأهل والأقارب من خلال تبادل دعوات الإفطار فيما بينهم ، أما المساجد تراها تمتلئ بالمصلين صغارا وكبارا في فترة صلاة التراويح، فالجميع يرفعون أيديهم إلى الله أن يحفظ بلادهم من كل شر.
ويقول أحمد النعيمي (40 عامًا): "ربما هذه المرة الأولى التي نشعر بالحياة الرمضانية بعد سلسلة من أعمال العنف والطائفية التي مرت على البلاد، والتي افتقدنا فيها طعم رمضان الكريم".
واستطرد النعيمي: "كان من المستحيل أن نتجول مع عائلاتنا في الشوارع العامة في ساعات متأخرة من الليل، بالأمس كنت صحبت عائلتي إلى مول المنصور وخرجنا منه بحدود الساعة الواحدة ليلا، وهذا بحد ذاته على أن العراقيين بدأوا باستعادة روح ونكهة رمضان نوعا ما"، مؤكدا أن " تقاليد الشهر عند العراقيين تعود شيئا فشيئا على الرغم من سوء الأوضاع الأمنية في بعض المناطق".
وعن تحضيرات العيد قبل نهاية شهر رمضان الكريم ،الحاجة أم أسعد (60 عاما) قالت: "عادة نقوم بالاستعداد لعيد الفطر في العشرة الأواخر من رمضان، وذلك بصنع الحلويات والمعجنات التي تسمى في العراق بـ"الكليجة" لتقديمها إلى المهنئين من الأهل والأقارب والأصدقاء والجيران بالعيد السعيد"