الأمير الوليد بن طلال وثروة تقدر بعشرين مليار دولار
الأمير الوليد بن طلال وثروة تقدر بعشرين مليار دولار
واشنطن ـ يوسف مكي
غضب الأمير السعودي الوليد بن طلال، بسبب وضعه في المرتبة السادسة والعشرين في قائمة أغنى أغنياء العالم، وهي مرتبه اعتبرها الأمير مهينة، وأنه يستحق مكانة أفضل من تلك، لأجل ما يمتلكه من الأسهم في كل من "نيوز كوربوريشن" وآ"بل" و"سيتي بنك" وفندق "سافوي"، بالإضافة إلى استخدامه طائرة خاصة،
وسياراته الخاصة المقدرة بـ 200 سيارة، فيما شهد العام الماضي وحده ظهور 210 مليارديرات، وذلك على الرغم من قسوة الأزمة المالية التي كان يعاني منها العالم أجمع.
ونشرت صحيفة "غارديان" البريطانية مقالاً تناولت تناول ثروة الأمير الوليد بن طلال، وكونه واحدًا من أثرياء الالم في الوقت الجاري.
وأشار المقال إلى كونه أحد أحفاد مؤسس المملكة العربية السعودية الملك عبد العزير آل سعود، البارزين، وإلى الأسهم التي يمتلكها في كل من "نيوز كوربوريشن" وآ"بل" و"سيتي بنك" وفندق "سافوي"، بالإضافة إلى طائرته البوينغ 747 الممتعة، التي يستخدمها طائرة خاصة، وسياراته الخاصة التي وصل عددها إلى 200 سيارة.
ولفت المقال أيضًا إلى أن المال والثراء بطبيعة الحال لا يمكن أن يشتري السعادة، وأن الأمير غير سعيد رغم هذا الثراء، فقد نشرت مجلة "فوربس" أخيرًا قائمة أغنى أغنياء العالم التي يتصدرها الملياردير المكسيكي كارلوس سليم (بمبلغ 73 مليار دولار)، ووضعته في المرتبة السادسة والعشرين بعد أن قدرت ثروته بعشرين مليار دولار، وهي مرتبه اعتبرها الأمير مهينة، وأنه يستحق مكانة أفضل من تلك.
وقد نشر الكثير من مستخدمي الأمير احتجاجات ضد المجلة بسبب سوء تقديرها لقيمة ثروة الأمير، وكتب أحدهم يقول: إن ذلك بمثابة "ضربة في وجه تحسين العلاقات الثنائية السعودية الأميركية والتعاون في ما بينهما".
وقال إيضًا: إن "فوربس" بذلك "تحط من قدر المملكة العربية السعودية، على نحو يمثل صفعة في وجه الحداثة والتقدم". وبصرف النظر عن تلك المبالغة وخاصة عبارة "صفعة في وجه الحداثة والتقدم"، وبصرف النظر عن أن هناك الكثيرين الذي ينظرون إلى تلك المسألة من منظور مختلف، إلا أن خلاصة الأمر تقول: إن الأمير السعودي يشكو من أن ثروته تزيد على ما أشارت إليها المجلة بمبلغ 9.6 مليار دولار، وأن هذا المبلغ لو أضافته المجلة إلى ثروته لارتفعت بترتيبه إلى المركز العاشر في القائمة، في مركز يقل درجة عن وريثة "لوريل" الفرنسية ليليان بيتينكورت، إلا أن مجلة فوربس رضفت أن تأخذ ذلك في الاعتبار، وقالت رئيسة تحرير القائمة كيري دولان "إن الوليد دأب على تضخيم حجم ثروته بصورة واضحة حتى يحقق مركزا متقدما في القائمةط.
وقالت أيضًا "إنه من بين 1426 مليارديرًا في قائمة فوربس لم يحاول أحد مثلما حاول الأمير للتأثير على الترتيب".
وأشار المقال أيضًا أن الأمير اتصل بها هاتفيًا العام 2006 بشأن مركزه آنذاك، وهو "يكاد يبكي".
ولفت المقال إلى أن "سلوك الأمير الوليد بن طلال طفولي للغاية، إذ إن المجلة لا تزيد على كونها مجلة، وإن القائمة ما هي إلا قائمة، ولا يليق أن تنساب دموع من رجل يضع كرسي عرش على طائرته البوينغ 747".
كما أشار مقال "غارديان" إلى أن الشيء الأكثر إثارة في الأمر هو مدى انغماس الأمير في فكرة الاهتمام بنفسه وعواطفة ومصالحه فقط، من دون النظر إلى الآخرين، بمعنى أنه لا يبالي بأن هناك في العالم من هم ليسوا بمليارديرات ولا حتى مليونيرات، ومثل هؤلاء يزيد عددهم على 99 في المائة من سكان العالم، والذين قد يشعرون بمزيد من الاغتراب والتباعد عن طبقة الأثرياء، ويكنون لهذه الطبقة رغبة في إلحاق الضرر بها بشكل أو بآخر".
ولفت كاتب المقال إلى صديق له شيوعي راحل خلال فترة السبعينات وقد احتفظ بنسخة من مجلة "تاتلر" الشهيرة التي تتناول حياة الأغنياء، داخل مرحاضه في شقة حقيرة في بدروم تعاني من ضجيج القطارات، بالقرب من محطة ليفربول ستريت. وكان هذا الرجل يقول إنه كان يقرأ هذه المجلة حتى يتعرف على ما يتطلع إليه الأغنياء، وربما كان جبين هذا الرجل يعبس وهو يقرأ أخبار الأراضي والأرباح وتجارة الأسهم ومصادر دخل هؤلاء، على الرغم من أنه وعلى المستوى الفردي ربما كان دخل بعضهم لا يزيد على دخله كصحافي حر بمقدار ثلاثة أو أربعة أضعاف.
وتخيل كاتب المقال حال صديقة الراحل لو كان قد وضع عدد مجلة "فوربس"، الذي يضم قائمة أثرياء العالم خلال 2013 في مرحاضه العام 1978، ويقول إنه ما كن ليصدق ما جاء فيها، ولأبدى غضبًا لا مثيل له. ووفقًا لما لحسابات مجلة "فوربس" فقد شهد العام الماضي وحده ظهور 210 مليارديرات، وذلك على الرغم من قسوة الأزمة المالية التي كان يعاني منها العالم أجمع. فقد ارتفعت ثروات الأثرياء خلال تلك الفترة من من 4.6 تريلون دولار إلى 5.4 تريليون دولار، أي ما يعادل ثلث الدخل القومي الأميركي.
وتقول مجموعة "كريديت سويس": إن الأثرياء في العالم الذين يمثلون نسبة 1 في المائة من سكان العالم، أي هؤلاء الذي يملكون ما يزيد على 710 آلاف دولار فأكثر، يتحكمون في 46 من أصول وممتلكات العالم. والأخطر من ذلك أن جانبًا ضخمًا من هذه الأرباح بعيد عن أنظار الحكومات، بما يعني افتقاد العدالة الضريبية.
وأشار المقال أيضًا إلى أنه يومًا بعد يوم تظهر حكايات تشير إلى زيادة ثروات المشاهير وامتيازاتهم، ويشير في ذلك إلى نجوم كرة القدم أمثال واين روني، سيارة الليدي دوكر وهي من الذهب الخالص.
كما لفت الكاتب إلى أنه وفي مطلع القرن الماضي كانت الحركات السياسية تستهلم نشاطها من الغضب والاستياء من الطريقة التي يعيش بها نصف العالم الآخر.
وأشار كاتب المقال إلى أن ما كُشف النقاب عنه خلال هذا الأسبوع من أخبار، لا يقتصر على الوليد بن طلال وحده، فهناك أيضًا أمير قطر الذي اشترى ستة جزر يونانية، وهناك ما كشفت عنه محكمة في لندن من أن اثنين من أفراد العائلة المالكة السعودية وهما الأمير ميشال بن عبد العزيز آل سعود وابنه الأمير عبد العزيز لم يمرا على دائرة الجوزات عندما دخلا بريطانيا، ومن المحتمل أن يحصلا على حصانة ضد أي تهمة في هذا الصدد.
وعلى الرغم من انخفاض مبيعات السيارات الأوروبية خلال العام الماضي إلا أن السيارات الفخمة لم تتأثر بحالة الركود الاقتصادي العالمي، والسبب أن الاثرياء دائمًا ما يرغبون في مكافأة أنفسهم.