دمشق ـ العرب اليوم
يستقبل السوريون للسنة الخامسة على التوالي شهر رمضان وسط أزمة معيشة خانقة فرضت ثقلها على كل طبقات المجتمع لاسيما أصحاب الدخل المحدود في ظل غلاء غير مسبوق، لاسيما السلع الأساسية المدرجة أصنافها ضمن الموائد الرمضانية.
وشهدت الأسواق في دمشق، وقبل بدء شهر الصوم، ازدحامًا وحركة نشطة، ولكنها على ما يبدو شكلية أو وهمية، لا يتم فيها الشراء وإنما السؤال فقط عن الأسعار ومن يشتري سلع فيأخذها بكميات قليلة قياسًا بمشهد الشراء في سنوات ما قبل الحرب.
وأكد أحد سكان مدنية دمشق، ماجد العلبي، أنَّ موائد شهر رمضان هذا العام ستشهد غياب الكثير من الأكلات الشعبية التي تُعد في شهر الصوم بسبب ارتفاع أسعارها وعدم وجود قدرة شرائية تمكنهم من شراء السلع لإعدادها، مؤكدًا أنَّ الاختصار والتقشف هو شعار هذه المرحلة الصعبة من الحياة.
ومن جانبه، عبر عامر (موظف حكومي) عن استيائه الشديد من موجة الغلاء التي تشهدها أسواق دمشق قبل حلول شهر رمضان، مؤكدًا أنَّ هذا الازدحام الموجود في الأسواق "وهمي".
وأشار إلى أنَّه كان يتسوق في السنوات الماضية قبل أيام من حلول شهر رمضان من نفس هذا السوق، وكان يملأ الثلاجة بالخضروات والتمور واللحوم، مضيفًا: أما اليوم، فأنا انظر بعيني وأتحسر بقلبي على فقدان تلك السلع من منزلي بسبب الغلاء اللامعقول.
وبدوره اعتبر صاحب "سوبر ماركت" في سوق باب "السريجية" أحمد دياب، أنَّه تاجر صغير في عالم التجارة، مؤكدًا أنَّه لا علاقة له بارتفاع الأسعار الحاصلة في الأسواق، لافتًا إلى أنَّ حيتان السوق هي من تتحكم بالأسعار.
وأشار إلى فقدان الكثير من السلع بحجة الاحتكار لزيادة الطلب عليها ورفع سعرها لاحقًا، مؤكدًا أنَّ هذا الارتفاع في الأسعار يصيب المرء بالجنون.
وأكد البائع أنَّ ارتفاع الأسعار بشكل جنوني يؤثر سلبا، لأنَّ الناس تحجم عن الشراء وتصاب الأسواق بالركود.
فيما أوضحت الموظفة رؤى الشوبكي أنَّ عائلتها تسكن بالإيجار وتدفع مبالغ كبيرة من دخلها الشهري لذلك، مؤكدة أنَّ اشتعال الأسواق بالغلاء قبل شهر رمضان يشكل عبئا إضافيا على جيوب الناس.
وأعربت سيدة أخرى عن امتعاضها، مضيفةً: هناك غلاء كبير وغير محتمل، يجب أن تقوم الحكومة بمراقبة الأسواق ووضع آلية لمنع ارتفاع الأسعار.
وتحاول الجهات للحكومية التدخل من خلال مؤسسة الخزن والتسويق في دمشق المؤسسة التي ستطرح ضمن صالاتها المواد الغذائية الأساسية والخضار والفواكه بسعر أقل من السوق بين 20-40% لكن الأمر الأهم يبقى بتوفير مادة الحليب المغلف للأطفال بسعر التكلفة.