الفنانة اللبنانية ميريام فارس
طنجة - ياسين العماري
لا تزال تداعيات رفع للعلم الأمازيغي في مهرجان الناظور تتفاعل في الصحفات والمنتديات التي يؤمها المغاربة على مواقع شبكات التواصل الاجتماعي "فيسبوك" و"تويتر". وتسبب الأمر في انقسام حاد وسط الجمهور المغربي بين مؤيد ومعارض. المعارضون لما أقدمت عليه
ميريام فارس اعتبروا رفع العلم الأمازيغي عوض العلم الوطني الأحمر الذي تتوسطه نجمة حضراء، فيه تكريس للانقسام على أساس عرقي وكذا تشجيعاً للنزعة الانقصالية.
أما المؤيدون لرفع العلم ومعظمهم من الأمازيع، فاعتبروا ردود الفعل مبالغ فيها ولا تحتاج إلى كل هذا اللغط، مشيرينً إلى أن الأمازيغ تعرضوا ولا زالوا لطمس هوياتيهم ومحو لذاكرتهم الجماعية واستيلاب فكري و ظطهاد، مستغربينً كيف يزايد عليهم لمجرد أن الفنانة اللبنانبة رفعت قطعة من قماش مزركش.آخرون أصروا على أنه لا يوجد هناك أي اضطهاد تجاه الأمازيغ، وأن الحركة الأمازيغية تبالغ كثيراً في رسم الواقع، مؤكدين أن الأمازيغ يتواجدون بشكل كثيف في كل هياكل الدولة ويتربعون على ثروات هائلة، وعلق مؤيد للفنانة مريام قائلاً:"لا تغضبوا الآنَ. أمام تنامي الوعي، مستقبلاً، سيُرفعُ علمُ آخر وسيكُون غضبكُم أكبَر" في إشارة إلى علم جمهورية الريف التي يطالب بها بعض الانقصاليين.
وكانت النجمة اللبنانية قد فاجئت الجمهور الغفير، خلال مشاركتها الأحد 25 أب/أغسطس في الدورة الرابعة من المهرجان المتوسطي في مدينة "الناظور" شمال المغرب، وتعتبر عاصمة لإقليم الريف الذي تسكنه أغلبية تتحدث الأمازيغية، وأثناء أداء أغنية تراثية أمازيغية، قام أحد المعجبين برمي العلم الأمازيغي لها، لتلتقطه وتحمله على كتفيها وأكملت أدائها الغنائي والرقص على إيقاع هذه الأغنية.
من جانبها تجاهلت صفحة الفنانة اللبنانية التي يبلغ عدد معجبيها وأعضائها أكثر من 5 ملايين شخص،الجدل الدائر حول العلم الأمازيغي،مكتفية بنشر صور حفلها في مدينة الناظور وكتابة عبارة (بركان جماهيري تفجّر في منطقة الناظور بحضور ملكة المسرح).
للإشارة فإن الدستور المغربي الجديد الذي تم تبنيه في يوليو/تموز 2011،قد اعترف بالأمازيغية لغة رسمية في البلاد، وأصبحت الأمازيغية تدرس الآن في المدارس وبعض الجامعات بعد أن كانت من التابوهات في البلاد، إلا أن المسألة لا تزال تشوبها بعض الحساسية.