قال الفنان ناصر القصبي إن أهم ما يميز الملك عبدالله بن عبدالعزيز رحمه الله هو قربه من الناس وعفويته وتبسطه معهم "حتى شعر الناس حقيقة وواقعاً أن هذا الملك منهم وفيهم ولا يفصل بينهم وبينه لا أعراف ولا بروتوكلات ملكية، وقد تجلى ذلك في مواقفه وفي أحاديثه التي كانت تصدر من قلبه وتمضي إلى قلوب أبناء شعبه دون وسيط"، مضيفاً بأن هذا التواضع هو القيمة التي جاء بها الملك الراحل ليأسر بها القلوب "منذ جولته الأولى في أماكن التسوق في الرياض قبل أكثر من عشر سنوات، والتي تبعتها جولته الشهيرة في الأحياء الفقيرة، فمنذ تلك اللحظة أيقن الناس أن لديهم ملكا قريبا منهم ويتلمس حاجاتهم بنفسه دون أن ينتظر من يبلغه بها".

وقال القصبي في حديثه لصحيفة "الرياض"، إن الملك الراحل كان له دور تاريخي في رفع سقف الحرية الإعلامية وقد استفاد مسلسل "طاش ما طاش" من هذا المناخ الصحي "ولولاه لما استطعنا تقديم "طاش" بهذه القوة وهذا التأثير"، مستدركاً بأن "الملك الراحل كان داعماً للحرية المسؤولة التي لا تتصادم مع الثوابت"، مستشهداً بموقف شخصي حصل له في عام 2005 تقريباً "حيث التقيت به في مكتبه رحمه الله أنا والسدحان وعاتبنا بود قائلاً لنا بالحرف "اللحم اللحم.. لا تروحون للعظم" يقصد بذلك أننا "زدنا العيار قليلاً" وطالبنا بتخفيف حدة النقد في طاش.. وعتبه هذا يأتي في سياق حرصه على مشاعر الناس حتى لو من أقل الأمور، ولا يتعارض ذلك مع حرصه على الدفع بالإعلام والفنون إلى فضاءات حرة لم يصل لها السعوديون قبله".

واعتبر القصبي تفاعل الناس مع رحيل الفقيد الكبير و"هذا التأثر العفوي من الجميع خير شاهد على عظمة هذا الملك، فعامة الناس لا يمكن أن ينافقوك في أمور كهذه، ومحبتهم كانت صادقة وصادرة من القلب، لأنهم آمنوا بالفعل أن هذا الملك قدم لهم الكثير خلال عشر سنوات اجتماعياً واقتصادياً وسياسياً، وبذل كل ما يملك من أجل إسعادهم والارتقاء بحياتهم إلى مستويات أعلى من الرفاه والرخاء".

مؤكداً أن إنجازات الملك عبدالله أكثر من أن تحصى "لكن يبقى مشروع الابتعاث هو أعظمها على الإطلاق ولو لم يأت إلا به لكفاه، لأن هذا المشروع خيره متعدٍ وله تأثير حاسم على مستقبل البلد.. رحم الله فقيدنا الكبير، ونحن إذ نودعه، فإننا نستقبل في الآن نفسه ملكاً ورجل دولة هو خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز الذي نبايعه على السمع والطاعة ونسأل الله أن يعينه على آداء الأمانة وأن يوفق ولي عهده الأمير مقرن بن عبدالعزيز وولي ولي عهده الأمير محمد بن نايف لما يحبه ويرضاه".