القاهرة ـ شيماء مكاوي
كشف المخرج عادل أديب، أخيرًا، تفاصيل كثيرة عن فيلمه الجديد "سعيدكم مشكور يابرو".
وصرَّح المخرج بقوله: عقود طويلة مضت تضخمت فيها مشاكل صناعة السينما يومًا بعد يوم وتصدرت كلمات ومصطلحات كثيرة وعقيمة كردود سابقة التجهيز لأصل تلك المشاكل منها المعادلة الصعبة قلة الإنتاج.. قلة التكلفة.. النصوص الجيدة.. الجمهور عاوز إيه.... إلخ، ومن ثم انتشر شكل واحد للأفلام والذي تعدى مرحلة أفلام المقاولات بمراحل وعرفها السوق بفترة أفلام السبكي واستسلم السوق لذلك على الرغم من رفضه لها وأصبح يشاهدها ويتداولها كمادة أساسيه عبر مواقع التواصل ولاسيما أغاني تلك الأفلام، ومن هنا أردت أن أثبت أنها ليست معادلة صعبة وبدأت التجربة.
وأضاف أديب: الفيلم الجديد مأخوذ من نص فيلم أجنبي DEATH AT A وتم إنتاج نسخة بريطانية وهندية وأميركية من بطولة نجوم كبار وموضوع شديد البساطة في تناوله (وهو ما نسميه أفلام البوب كورن– يعني أفلام الفشار والسلابستيك) وهي أفلام شديدة البساطة الغرض منها فقط هو الابتسام دون حبكة درامية معقدة أو شخصيات مركبة، بل يكاد يكون لا مشكلة فيها من الأساس والتي هي بدورها دون تأزم يتم حلها في غمضة عين، وهي أشبه بأفلام الأبيض والأسود الكوميدية القديمة بل، وتم عمل ما يسمى بالتمصير للنص بشكل لا يخل أبدًا بالنص الأجنبى بل وتمت إضافة اللمسات التي تعطيه مصريته سواءً في البناء الدرامي أو إضافة الشخصيات، كما تمت إضافة 3 شخصيات غير موجودة في النص الأصلي.
وأكمل بقوله: النص الأصلي كان يناقش سيكولوجية وثقافة الموت، ومن ثم تمت إضافة خط الجماعات المتأسلمة المتطرفة للمرة الأولى بشكل كوميدي ساخر؛ حيث أنهم السبب الأساسي في نشر ثقافة الموت في العقود الأخيرة في مصر، ولذا كان ولابد من طرحهم داخل العمل.
أما بشأن عامل الفقر في الحارة المصرية فأشار أديب إلى أنه "للأسف ليس هو أساس هذا العمل بل الغناء والقصور هما أساس هذا العمل لإثبات أن الإنتاج الضعيف يمكن أن ينفذ في أماكن غنية أيضًا وأن لغة الحوار مش "بيئة" بل اللغة المصرية "شيك" وبها الإيطالية والفرنسية والإنجليزية والتونسية، وبالطبع كان ولابد، وعن عمد، من نكات فجة وقبيحة كما هو متعارف عليه لعمل الطبخة السحرية كما يسمونها، وبالفعل تم التعامل مع نفس نوعية النكات ولكن دون أيّة فجاجة بل وقمنا بتصنيف الفيلم بالتوجيه العائلي".
وأوضح المخرج المصري بقوله: كذلك قد اشتهرت تلك الأفلام باسكتشات كوميدية لا علاقة لها بالخط الدرامي وسير الأحداث ومن ثم تم خلقها.. ولكن داخل نسيج الدراما، وكانت دائمًا الشكوى سواءً في تكلفة الإنتاج أو التوزيع والبيع هو وجود نجم معروف يكون هو سبب نجاح وبيع الفيلم، ولكننا هنا قمنا بعمل التحدي الكبير حيث وللمرة الأولى يقدم 14 وجهًا جديدًا كأبطال أساسيين.. بالإضافة إلى النجمة دينا والفنان القدير أحمد خليل والصاعد بيومي فؤاد والفنان طارق التلمساني.
وأبدى أديب فخره وسعادته بالفنانين جميعًا ووجه شكره إلى الفنانة دينا والفنان أحمد خليل على وقوفهما بجانب تلك التجربة.
واختتم: في النهاية ليس معنى قلة الإنتاج هبوط الذوق العام سواء في الشكل أو المضمون وإنما هي مسألة تعتمد على العلم والخبرة بل والضمير، ولقد تعلمت من هذه التجربة أكثر مما ظننت أننى سأكون مؤثرًا فيها، وأرجو أن أكون قد قمت بخطوة إيجابية أولى وبسيطة لكسر المفاهيم والنماذج سابقة التجهيز المتعارف عليها، ومن ثم فالمعادلة سهلة وليست صعبة على الإطلاق.