الفنان الكبير الراحل أحمد زكي

رحل عن عالمنا الفنان أحمد زكي في يوم 27 آذار/ مارس عام 2005، الذي تعددت أدواره وبلغ عددها 56 عملا فنيا استطاع خلال هذه الفترة التي استمرت منذ 1971 حتى 2005 أن يحظى بحب وثقة الجمهور فيه، قدم الكوميديا السوداء والأدوار الدرامية بشكل احترافي.

كلنا نعرف أحمد زكي الفنان، لكن من هو أحمد زكي الإنسان؟

أحمد زكي الإنسان هو والد هيثم، أحمد زكي وقف بجانب أم ابنه الراحلة هالة فؤاد في مرضها الأخير حيث كانت مصابة بسرطان في المخ وماتت وهي في عمر 34 عاما، لم يحتمل فقدان هالة فسقط مغشيا عليه عندما أبلغته الفنانة صابرين بالوفاة أثناء تصوير أحد مشاهد فيلم "سواق الهانم" عام 1993.

 أحمد زكي الذي قابل النقد الموجه له بسخرية بعد إعلانه أنه سيجسد شخصية السادات، وصرح بذلك عقب عرض فيلم ناصر 56 عام 1996، ووجهت له الأقلام وتساءلت أمن الممكن أن تجسد السادات؟ فقال وعلى استعداد لتجسيد أم كلثوم. كان يسأل عن أصدقائه المرضى، يسأل عن عبد الله محمود ويونس شلبي وسعيد صالح و... ومات صديقه المقرب إلى قلبه ممدوح وافي قبله بأشهرعدة ودفن في مقبرته بعد أن طلب وافي من أحمد زكي هذا الطلب.  

الأستاذ

قالت الفنانة منى زكي عن أحمد زكي تعاملت مع الفنان الراحل العظيم في  3 أعمال، الأول "اضحك الصورة تطلع حلوة"، والثاني "في ايام السادات" وفي فيلم "حليم"، الدور الأول كنت ابنته، والثاني كنت زوجته، في العملين كان يتقمص الشخصية بشكل مرعب فعندما كنا نصور "اضحك الصورة تطلع حلوة" كان بالفعل يعاملني كابنته داخل البلاتوه أو خارجه، وكان يتابع مشاهدي وأدخل عندي إحساس الأب الفعلي، أما "في أيام السادات" فتكلم معي وقال كنتي ابنتي والآن أنتِ حبيبتي، وبالفعل جلس معي عدة جلسات لكي يخرجني من طبيعة دوري أمامه في "اضحك الصورة تطلع حلوة"، وبدأ يعاملني رأسا برأس كأني زوجته حتى يدخلني في معايشة الدور، حتى في فيلم "حليم" كان يعاملني بفتور في الكواليس حتى أعايش الشخصية التي يحنو عليها فقط ولا يحبها، وأضافت منى زكي أن الفنان أحمد زكي يعرف كيف يدرس الفنان الذي يمثل أمامه ويستفز قدراته.

الصديق

أما الفنانة لبلبة فقالت إن أحمد زكي كان يتسم بعدة سمات أثناء التجهيز للعمل، كان يجتمع بالممثلين ويطلب منهم مناداته باسم الشخصية حتى يتعود على هذا الاسم، ويستمر أحمد زكي في معايشة الشخصية حتى انتهاء العمل، وليس فقط انتهاء تصوير البلاتوه اليومي، ودائما ما كان يفكر ويسأل، ودائما ما كان يقول أريد أن أصل إلى درجة قوية من الأداء، وبقدر روعته كان يرى نفسه أنه لم يقدم شيئا، ودائما ما كان يقول إذا آمنت أنني وصلت إلى قمة الأداء فلن أقدم جديدا مطلقا.

القوي

 وقال الماكيير الفنان محمد عشوب إن أحمد زكي كان متعبا في أوقات كثيرة لكنه لم يكن يمل من العمل، بالعكس كان يقول إن العمل يجعلني أشعر بالحياة وأنني أقدم شيئا. والأطباء في آخر فيلم له كانوا يقولون له إذا أردت العمل فلتعمل ساعتين فقط، لكنه كان يعمل 8 ساعات يوميا.

أنا وأحمد زكي
كان الراحل الملحن محمد قابيل يريد اجراء تحقيق عن حياته ومرضه، فيروي قائلا ذهبت إلى مستشفى دار الفؤاد وحاولت مقابلته في جناحه، وإثناء إبلاغه وجدت دفترا كبيرا به بعض الأدعية من الجمهور من كل أنحاء الوطن العربي، يكتب له التمنيات بالشفاء من الأردن والعراق وسوريا والمغرب وفلسطين، وبعد مرور نحو 5 دقائق خرج لي الفنان الراحل ممدوح وافي ليقول لي أنا على استعداد للإجابة عن أي سؤال وهو يقدم اعتذاره عن عدم مقابلتك لأنه متعب، وكان متعبا فعلا، وأجاب الراحل ممدوح وافي على كل الأسئلة، وقال لي أحمد زكي يعول الكثير من الناس وبنات يتيمات وزوج الكثيرات، وكان في الكثير من الأحيان هو ولي أمر الفتاة اليتيمة عندما تتزوج. واستأذنا أحمد زكي أن نأخذ بعضا من كتابات دفتر الزيارات، ووافق لنشرها ونعرف الناس كيف يحب مصر ويحب جمهوره، الأغرب أن أمنيته الأخيرة كان يريد أن يكون علم مصر ملفوفا على تابوته، وقد كان
له ما اراد.

النهاية

في يوم 26 آذار/ مارس تدهورت حالته جدا، وأراد أن يرى الشمس فنزل عبر المصعد مع الفنانة رغدة وطبيبه المعالج (وهذا الكلام على لسان الفنانة رغدة) ثم أخذ نفسا عميقا وقال لطبيبه "أنا حاسس إن روحي بتروح" ودخل في غيبوبة بسيطة إلى إن توفى صباح يوم 27 آذار/ مارس 2005.