الفنانة التونسية هند صبري (يمين) ودرة
تونس ـ أزهار الجربوعي
وقع الاختيار على الممثلة التونسية درة زروق لتقديم دور زوجة الرئيس التونسي المخلوع زين العابدين بن علي ليلى الطرابلسي، في مسلسل "الجميلة والمغامر"، الذي يروي أطوار صعود بن علي إلى الحكم عقب انقلابه على الرئيس الراحل الحبيب بورقيبة، وتفاصيل سقوطه بعد "ثورة 14 كانون الثاني/ يناير 2011".وسيشهد هذا
المسلسل صراعًا دراميًا بين درة وهند صبري التي ستؤدي دور وسيلة بن عمار، عقيلة الرئيس الراحل الحبيب بورقيبة، الذي أطاح به الرئيس المخلوع بن علي العام 1987.
ويذكر أن "الجميلة والمغامر" هو مسلسلٌ دراميٌّ من إنتاجٍ مصرى، للمؤلّف والسيناريست فيصل ندا، حيث سيروي المسلسل قصة بن علي وزوجته ليلى الطرابلسي، التي ستكون الشخصية المحورية، مستعرضًا ظروف حياتها ونشأتها في بيئة معدمة وأسرة بسيطة، وهي التي عملت كوافير تجميل قبل أن ترتبط بقصة حب مع الضابط الشاب زين العابدين بن علي، فجمعهما الطموح في الصعود إلي قمة المجتمع وحب السلطة، خاصة بعد إزاحة الزعيم التاريخي لتونس رئيس الجمهورية الحبيب بورقيبة وزوجته وسيلة بن عمار.
ويتناول المسلسل الذي سيعرض في رمضان المقبل، عددًا من الحقائق التاريخية التي عاشتها تونس في فترة حكم بورقيبة والرئيس المخلوع، على غرار الصدام بين الحبيب بورقيبة والتيار الإسلامي، الذي أدى إلى اعتقال زعيم حركة "النهضة"، الحزب الحاكم حاليًا في البلاد راشد الغنوشي، الذي كان محكومًا عليه بالإعدام.
كما سيعرّج مخرج المسلسل على نجاح زين العابدين بن علي في الانقلاب على حكم بورقيبة وأطوار عشقه لليلى بن علي، التي استطاعت تحقيق طموحاتها الجامحة في السلطة بعد أن طلق المخلوع زوجته، لتصبح هي السيدة الأولى للبلاد، وسيتطرق السيناريو كذلك إلى عمليات الفساد المالي واستغلال النفوذ التي كوّن بها المخلوع وزوجته ثروات طائلة، زيادة على الاتجار في المخدرات، والتعامل مع المافيا العالمية في تهريب الأموال وسرقة ثروات الشعب التونسي، وفي غمرة تفشي الاستبداد بالعباد والفساد في البلاد، تنقلب الأمور على الرئيس التونسي السابق بعد أن أقدم شاب تونسي يدعى محمد البوعزيزي على إحراق نفسه أمام مقر محافظة سيدي بوزيد، مطلقًا الشرارة الأولى للانتفاضة التونسية ضد القهر والظلم، والتي أعطت الضوء الأخضر لرياح "الربيع العربي" بالانتشار في المنطقة من مصر وليبيا، وصولاً إلى اليمن والبحرين وغيرها من الأقطار العربية.
وتجدر الإشارة إلى أن المخرج لم يقرر بعد من سيجسد دور الرئيس التونسي المخلوع زين العابدين بن علي، بالإضافة إلى بعض الشخصيات السياسية المهمة التي تظهر خلال أحداث المسلسل، مثل العقيد الليبي الراحل معمر القذافي، والزعيم الفلسطيني ياسر عرفات وزوجته سهى.
وسيتم تصوير جزء كبير من المسلسل في تونس، بعد أن حصل مخرج العمل على تصاريح تصوير في القصور الرئاسيّة التونسية، بالإضافة إلى التصوير في بعض الأحياء الشعبيّة، في حين ستلتقط المشاهد الداخليّة في مدينة الإنتاج الإعلامي في القاهرة، إلى جانب بعض المشاهد الخارجيّة في دول أجنبية على غرار فرنسا وإيطاليا ودبي.
ويذكر أنّ الكثير من الممثلات التونسيّات رفضن تأدية دور "ليلى الطرابلسي"، إلى أن استقر الرأي على درة زروق، فيما يعتبر الفنان السوري جمال سليمان الأقرب إلى تأدية دور الرئيس المخلوع زين العابدين بن علي.
على صعيد آخر، يستعد المؤلف الكبير فيصل ندا، إلى متابعة كتابة الجزء الثاني من أحداث مسلسل "فساديكو"، بعد تعاقده مع شركة "صوت القاهرة للصوتيات والمرئيات" على إنتاج الجزء الأول من المسلسل، الذي يوثق مراحل الفساد السياسي التي عاشتها مصر في آخر 10 سنوات من حكم الرئيس السابق حسني مبارك، كما ينتقد سيناريو العمل في جزئه الثاني دور القوى السياسية المصرية المتورطة في أحداث العنف التي شهدتها البلاد عقب "ثورة 25 يناير"، على غرار الأحداث التي رافقت الاستفتاء على الدستور، فضلاً عن ما وقع في شارع محمد محمود، وماسبيرو.