بوجى وطمطم.. ضحكة رمضان

كانت في الثمانينات والتسعينات دراما رمضان، تركز بشكل كبير على طرح أعمال تخص الأطفال، من شأنها إدخال البهجة، على قلوبهم في الشهر الكريم، وبث قيم وعادات شهر رمضان، في عقولهم مثل مسلسل بوجي وطمطم، الذي قدم منه العديد من الأجزاء، واستطاع مخرج العرائس محمود رحمي، أن يسيطر على عقل الطفل بواسطة عرائس، تنقل عادات المصريين في شهر رمضان، وظل الأطفال وجيل الثمانينات والتسعينات مرتبطين، بهذا العمل إلى وقتنا هذا وبعد وفاة الفنان محمود رحمي، توقف العمل وظل " بوجي وطمطم"، سمة من سمات شهر رمضان الكريم .

وقام الفنان فؤاد المهندس بتقديم فوازير " عمو فؤاد "، والتي كانت تعرض قبل الإفطار، وكان الأطفال وقتها يجلسون ليستمعون إلى نصائح " عمو فؤاد " الجميلة، وكذلك الفنان عبد المنعم مدبولي والذي قدم فوازير "جدو عبده"، والتي كانت تخاطب الطفل المصري والعربي، في شهر رمضان، وبعد ذلك تم تقديم المسلسل الكرتوني " بكار "، والتي قامت بتقديمه الدكتورة منى أبو النصر للطفل المصري، لينقل مجتمع النوبة والعادات والقيم الجميلة للطفل .

ولكن الآن اختفى من المارثون الرمضاني، كل هذا وتقلص الإهتمام بالطفل ليتم تقديم عدد قليل جدًا، من المسلسلات الكارتونية الغير هادفة، وتقول الناقدة ماجدة موريس : "بالفعل نحن بحاجة لإعادة تقديم أعمال تخاطب عقل الطفل، وتسيطر على وجدانه وتبث بداخله مجموعة من القيم الجميلة، إلا أن المسلسلات التي تخاطب الأطفال، اختفت الآن نظرًا لأن المنتجين أصبحوا لا يهتمون بمثل هذه الأعمال، ظنًا منهم أنها غير مربحة" .

فيكتفي بعض المنتجين بإنتاج بعض المسلسلات الكارتونية، ولكن معظمها للأسف لا تخاطب الطفل بشكل سليم، فالطفل المصري يحتاج لكي يعرف العادات والتقاليد المصرية الأصلية، في شهر رمضان الكريم، ويقول الناقد نادر عدلي : "بالفعل هي مشكلة كبيرة نواجهها، ففي الماضي كان الإهتمام أكبر بالطفل في شهر رمضان، والآن أصبح التركيز على المسلسلات الدرامية، التي تقدم للكبار" .

والمشكلة تكمن في إن الطفل يتابع المسلسلات الدرامية، التي تخاطب الكبار فبدأ يستمد منها العديد من الألفاظ، التي لا تتناسب مع عمره ويستمد أيضًا منها أفكار خاطئة للغاية، تضر بعقله كطفل، وهذا بالطبع يتوقف على الإنتاج، لأن المنتجين يعتبرون مسلسلات الأطفال، لا تحقق أي مكاسب مادية، وأصبح التركيز أكبر على تربح المال، وليس تربح القيم المعنوية والفن الأصيل .