بغداد - نجلاء الطائي
وقف الكثير من الشباب والبنات والعائلات العراقية، في طوابير لقطع تذاكر مشاهدة فيلم "الفتاة المرعبة"، المتمثلة بدمية تدعى "أنابيل" في جزئه الثاني من إنتاج 2017، في صالات "سينما العراق" داخل مولات النخيل، والمنصور، وزيونة، ليحققوا أرقامًا قياسية، حدثان سينمائيان، أثارا شعورا بالارتياح والأمل في العراق، الأول افتتاح 6 قاعات سينمائية جديدة في احد مولات بغداد، بحضور جمهور شبابي حاشد غص به المكان وفاض، والحدث الثاني هو تأسيس تجمع سينمائي من خلال شبكة التواصل الاجتماعي باسم "تجمع أفلام العراق" ضم اكثر من 300 ألف عضو بينهم متخصصون ومتذوقون واغلبهم شغوفون بالفن السابع، والطريف ان وراء نجاح سينمات المول رجل أعمال وطني، آثرَ أن يكون استثماره ربحا وفائدة ثقافية مجتمعية.
وكرس شباب يفيضون إبداعا وحيوية، جل وقتهم لإدارة " هذا العدد الهائل من الاعضاء" فتراهم يواصلون الليل بالنهار لتحديث موقعهم وإثرائه، والعمل على إصدار صفحات جريدة إلكترونية تجريبية ، فتغنيها تعليقات الأعضاء" مقترحين ومعدلين وغالبا مباركين، وفي الوقت الحالي، يتهافت العراقيون على مشاهدة فيلم IT الذي صنف على أنه الأكثر رعبا في التاريخ، وهو فيلم أمريكي من إنتاج 2017 يستند إلى رواية الكاتب ستيفن كينغ الذي كتبها سنة 1986 وتحمل نفس العنوان، من إخراج أندي موشييتي وبطولة، جيدين ليبرهير وبيل سكارسجارد، تدور أحداثه حول:مهرج يحمل بالونا ، شرير جداً، بعودته عادة ظاهرة اختفاء الأطفال، في مدينة ديري الواقعة في إيرلندا الشمالية، حيث فيها فقد الصغار الواحد تلو الأخر، تاركين ورائهم أجساد ممزقة بشكل مروع.
ويظهر في إعلان الفيلم الذي بثته الصفحة الرسمية لـ(Iraqi Cinema) على موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك"، طفلا يصنع لشقيقه زورقا من الورق لكن الأخير وهو الأصغر يفقد قاربه وهو يدعو سريعا في مياه الأمطار القوية، لتبتلعه مجاري الصرف الصحي ومنها يظهر المهرج بكل رعب، واستطاعت السينما العراقية، أن تكسب حب العراقيين وتحيي هذا المشروع عوضا عن دور العرض التي اندثرت من الإهمال والعنف الذي عصف البلاد بعد سقوط النظام السابق منذ 2003، ونذكر لكم منها "سينما سميراميس، وأطلس، والخيام، والسينما البيضاء، والسعدون، في أمكان متفرقة من العاصمة.
وتحدث المؤسس و المدير التنفيذي لـ"السينما العراقية"، زيد جواد، عن هذا الانجاز، مشيرًا إلى أنّه "عرضنا العديد من الأفلام الأجنبية، والعربية والعراقية و قسم منها لمخرجين شباب، أبرزها الأوديسا، والمحلة، و سر القوارير، وفيلم إجرام للمخرج أحمد، وباتمان بالعراقي"، وأخبرنا عن تحقيق فيلم فاست فورست بجزئه الثامن وهو من بطولة مجموعة من ألمع نجوم هوليوود وهم فين ديزل، ودوين جونسون، وميشيل رودريغز، وتيريس جيبسون، ولوداكريس، وإيفا ميندز، ولوكاس بلاك، وكيرت راسل، والجميلة تشارليز ثيرون، وجيسون ستاثام، أرقاما قياسية عند عرضه في صالات السينما في بغداد.
وأضاف جواد، أن الإقبال على فاست فورست كان أكثر من جيد، كما زودنا بكتاب عن السينما يضم كل الأفلام التي عرضت في بغداد في مولي المنصور بجانب الكرخ، والنخيل في الرصافة، خلال عام 2016، وبلغت 186 فيلما تراوحت ما بين الأجنبية، والعربية والعراقية، لكن الأغلب هي الأجنبية، وفي يوم افتتاح صالات السينما العراقية في زيونة مول الواقع في شرقي العاصمة بغداد، شهد حضور جماهيري كبير لأول مرة في البلاد، أثبت العراقيون من خلاله حبهم للحياة وتطلعهم إلى الانفتاح والتطور ومواكبة العالم في مشاهدة الأفلام الجديدة التي تتسابق في البوكس أوفيس، بالتزامن مع تحقيق تلك الأفلام أرباحا طائلة ومشاهدات تاريخية في الدول الأخرى.
وتظهر بوسترات ويافطات وشاشات عرض للأفلام المعروضة والتي ستنزل في العرض قريبا ، ومنها التي تعرض حاليا: أنابيل، وسبع شقيقات، و American Made لتوم كروز، وبالطبع IT، والفاني ببطولته المعهودة آرنولد شوارزنيجر، والكارتون الأيموجيز، the nut job 2، والعربي المصري، الخلية من بطولة أحمد عز.
ويقول رئيس قسم السينما في دائرة السينما والمسرح الحكومية فارس طعمة التميمي، إنّ "هناك فكرة وخطة لإقامة العروض بعد إعادة تأهيل دور العرض السينمائية المعنية بها الدائرة (قطاع عام وليس خاص)، لتكون هناك عروض حتى على مستوى سينما الأطفال وسينما المهرجانات التي نعد لبعضها من الآن"، يوجد صالات العرض الصغيرة في بعض المراكز التجارية المُنتشرة في بغداد، لكنها ليست بحجم الدور السينمائية المُهملة في شوارع العاصمة، فأعداد المقاعد لا تتجاوز المئة بينما في الدور السينمائية على الأقل 700، لكن حتى الـ100 مقعد لم تُشغل بشكل كامل بحسب مشاهدات مرتادين تلك الدور الجديدة.