"مولانا" يثير جدلًا واسعًا في الشارع المصري

حالة من تحريك المياه الراكدة تسبب فيها فيلم "مولانا"، بمجرد طرحه في دور العرض السينمائي، ففي الوقت الذي حقق فيه نجاح جماهيري كبير وإيرادات عالية في شباك التذاكر على الجانب الآخر آثار حالة من الغضب لدي بعض المشايخ والأزهريين الذين اتهموه أنه يشوه صورة رجل الدين.

وطالب كبير الأئمة في وزارة الأوقاف، الدكتور منصور مندور، بمنع الفيلم ووقفه لأنه يعرض الأئمة للسخرية والاستهزاء، حيث يري أن تجسيد عمرو سعد والذي سبق وجسد شخصيات مختلفة في أفلامه وصفها مندور "بالساقطة" كان أمرًا مرفوض.

وطالب عضو اللجنة الدينية في مجلس النواب، النائب شكري الجندي، هو الآخر وقف الفيلم وطالب بضرورة عرض مثل هذه الأعمال على لجنة من الأزهر ووزارة الأوقاف.

وأكد القيادي السلفي سامح عبدالحميد، في تصريحات صحافية، أن بعض الأفلام في السينما تشوه الأئمة سواء أزهريين أو سلفيين خصوصًا فيلم "مولانا"، مشيرًا إلى أن الفيلم يظهر الداعية بأنه يتلقى أموالًا من السلطة ومنافق وله علاقات نسائية، وعنده اضطربات في الشخصية.

من جانبه رفض مخرج فيلم مولانا مجدي أحمد علي، الانتقادات التي وجهت للفيلم واتهامه بتشويه رجل الدين مشيرًا إلى أنه حصل على موافقة رقابية قبل تصويره وعرضه وهذه هي الجهه المنوط بها الموافقة على الأعمال أما فكرة عرضه على مؤسسة دينية، فهذا مرفوض لأنه يعتبر عودة للدولة الدينية، وأشار إلى أن الدعاه والمشايخ هم بشرٌ يصيبون ويخطئون وليسوا معصومين من الخطأ.

على جانب آخر تحدث عدد من النقاد حول الصورة التي ظهر بها رجل الدين في فيلم مولانا ومقارنتها بالأعمال التي سبقتها حيث قال الناقد طارق الشناوى أن الطريقة التى قدم بها عمرو سعد شخصية رجل الدين بها حالة من النضج وساعده في ذلك الراوية التي نسجها إبراهيم عيسى ولا يمكن مقارنتها بأى عمل آخر وتناول رجل الدين فالأرضية هنا مختلفة والظروف التي تقدم فيه مختلفة وبالتالى المقارنة لن تكون عادلة.

ورفض الشناوي فكرة وقف عرض الفيلم خاصة أن لا يوجد أشخاص فوق مستوي النقد، أما الناقد محمود قاسم فقال إن الأعمال الفنية سواء كانت سينما ودراما قدمت بأشكال مختلفة فمثلا قدم حسين صدقي فيلم الشيخ حسن وتناول رجل الدين بشكل عصري أيضا قدمها الفنات يحي شاهين في فيلم شيء من الخوف والأرض على أنه المناضل.

وتابع قاسم قائلا: "لدينا تفكير معين وهو رسم صورة ملائكية للداعية أو المشايخ وأنهم ليسوا بشرًا وهذا سر الهجوم على فيلم "مولانا".