وجدة – هناء امهني
توفى الفنان المغربي عبد الله العمراني، الثلاثاء، بعدما تأرجحت حالته الصحية بين التدهور والتحسن خلال الأشهر الأخيرة، وذلك إثر خضوعه لعملية جراحية على مستوى الرأس شهر نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي.
وولد الفنان المغربي عبد الله العمراني في مدينة مراكش سنة 1941، والتحق وعمره 18 سنة بمدرسة التمثيل للأبحاث المسرحية التي درس بها ثلاث سنوات، وتعلم مختلف أساليب التعبير والتواصل مع الجمهور، والتحق بعد تخرجه مباشرة بالفرقة الوطنية للمسرح التي أسست سنة 1952، والتي كانت تجمع كبار الفنانين المسرحيين، وشارك في العديد من الأعمال المسرحية والمهرجانات الوطنية والدولية.
وتميز رصيد الفنان عبد الله العمراني بالغنى، من خلال أعمال فنية لاقت نجاحا كبيرا، من بينها "أصدقاء الأمس"، و"طيف نزار"، و"نهاية سعيدة"، ونساء.. ونساء"، و"رجل البحر"، وغيرها.
وكان يعيش الممثل القدير مولاي عبد لله العمراني ظروفا صحية واجتماعية صعبة، كانت تستدعي التفاتة إنسانية من الجهات المسؤولة لوضعه، وذلك صونا لكرامته واحتراما لتاريخه الفني المجيد.
واشتغل في صمت بعيدا عن الأضواء، ولهذا ظلت الصحافة الفنية بمختلف منابرها المكتوبة والمسموعة والمرئية مقصرة في حقه، إذ لم تنفتح على تجربته التشخيصية الطويلة في المسرح والسينما والإذاعة والتلفزيون، التي تجاوزت عقدها السادس، إلا لماما وبشكل محتشم.
أقرأ أيضا :
الكشف أفضل الأعمال المسرحية لعام 2017
ووقف العمراني لأول مرة أمام كاميرا السينما كممثل في فيلمين صورا سنة 1962، الأول مغربي قصير بعنوان “ليالي أندلسية” من إخراج القيدوم العربي بناني، شخص فيه دور البطولة إلى جانب الإسبانية سلفيا فرنانديز وزميليه الراحلين محمد الحبشي (1939 – 2013) وعبد السلام العمراني اللذين تخرجا معه من “مركز الأبحاث المسرحية”، في نفس الفوج سنة 1962.
ولم يكن مولاي عبد الله العمراني موظفا بالإذاعة والتلفزة المغربية بل كان يشتغل بالكاشي أو بالعقدة لمدة سنة قابلة للتجديد كلما كانت هناك حاجة ماسة إلى خدماته ممثلا أو مخرجا. وعندما تفرق أعضاء فرقة المعمورة في النصف الأول من سبعينيات القرن الماضي التحق العمراني بفرقة التمثيل التابعة للإذاعة الوطنية في الرباط واشتغل إلى جانب عمالقة التشخيص آنذاك كأمينة رشيد وحمادي عمور وحمادي التونسي والراحلون عبد الرزاق حكم والعربي الدغمي ومحمد حماد الأزرق ومحمد أحمد البصري والراحلتان حبيبة المذكوري ووفاء الهراوي وغيرهم، وقد استفاد من خبرتهم خصوصا في الإلقاء، وشارك إلى جانبهم في العديد من التمثيليات الإذاعية ذات الطابع الديني والتاريخي التي كان يؤلفها بالفصحى آنذاك.
وقد يهمك أيضاً