القاهرة - محمد إمام
كشف أستاذ الإعلام الأستاذ الدكتور عدلي رضا لـ "العرب اليوم" أنه لا مانع من تحوُّل الفنان إلى الإعلام وتقديم البرامج ما دام لديه الموهبة، أما أن يكون الأمر لمجرد الاعتماد على شهرة الفنان، أو كثرة جمهوره، أو رغبته في احتلال أكبر مساحة زمنية على الشاشة فهذا ما لا يوافق عليه أحد، ولكن الأمر يتوقف على الموهبة الإعلامية أولاً وأخيرًا، وبحثًا في هذه الظاهرة التي بدأت في الظهور والانتشار على شاشات التليفزيون المصري أجرى "العرب اليوم" الكثير من اللقاءات والحوارات مع أساتذة الإعلام ومشاهير الإعلاميين، أوضحوا فيها أن الأمر لا بد أن يتوافر فيه الخبرة الإعلامية لكي تخرج هذه البرامج في الصورة الإعلامية السليمة، ولا تكفي فيه الشهرة أو الجماهيرية، وعزا البعض ذلك إلى قلة الإنتاج الفني الذي يدفع النجوم والفنانين إلى الموافقة على تقديم هذه البرامج للوجود على الشاشة ومخاطبة الجماهير.
وأوضح الدكتور عدلي رضا أنه "ظهرت أخيرًا تلك الظاهرة وانتشرت، فهناك الكثير من الفنانين اتجهوا إلى تقديم البرامج الإعلامية، مثل أشرف عبد الباقي وهاني رمزي ونشوى مصطفى ودوللي شاهين وميرفت أمين ودلال عبد العزيز وغيرهم، وربما يعتمد منتجو تلك البرامج على شهرة هذا الفنان أو المطرب من أجل تسويق البرنامج على العديد من القنوات، وأنا في رأيي أن هناك من هؤلاء الفنانين من ينجح في ذلك وهناك من يفشل، والأمر متوقف على الموهبة الإعلامية أولاً وأخيرًا.
وأكَّدَت الإعلامية نادية حليم لـ "العرب اليوم": "مهنة الإعلام ليست بمهنة سهلة، ومن الممكن ان يقوم بها أي شخص، وتحتاج الي تكنيك خاص وتدريب مكثف حتى يظهر الاعلامي بشكل مهني على الشاشة، تلك هي المدرسة التي امتهنت فيها مهنة الاعلام، وهذا هو ما تربيت عليه كإعلامية طوال خبراتي السابقة، لذا ارى انه لا يمكن للفنان ان يتحول لإعلامي، كما أنه لا يمكن للإعلامي أن يتحول الى فنان، فكل منهم له مهنته الخاصة، والاعلامي اعلامي، والفنان فنان أولاً وأخيرًا، بمعنى أنه لا يصح أن نُطلِق على الفنان لقب إعلامي لمجرد تقديمه لبرنامج لانه ليس إعلاميًا، كما لا يصح أن نطلق على الإعلامي لقب فنان لانه ليس فنانًا، هو إعلامي أولاً".
وأعلنت حليم: "شاهدت العديد من برامج الفنانين مثل "مساء الجمال مع ميرفت ودلال" ، "الليلة مع هاني" و "رامز عنخ أمون"، و " كاش تاكسي"، جميعها برامج قائمة على شهرة الفنان فقط، لكن كبرامج إعلامية هي ليست كذلك، لان الاعلام والبرامج الإعلامية لها شكل خاصّ حتى لو كانت برامج ترفيهية منوّعة".
وكشفت الناقدة ماجدة موريس: "أنا لا ارى عيبًا او جرمًا في تحوّل الفنان إلى الإعلام وتقديمه للبرامج، فهذه الظاهرة ليست ظاهرة غريبة، فالفنان الذي يقدم تلك البرامج لا يحتاج الى شهرة أو أموال من تقديمه لتلك البرامج، ولكن ربما زادت وانتشرت تلك الظاهرة بسبب قلة الإنتاج الفني في الفترة الأخيرة، لذا أدّى هذا الامر الى قبول الفنان لتقديمه لتلك البرامج من أجل ان يوجد على الشاشة باستمرار، وليس اكثر من ذلك، وهذا هو التفسير المنطقي لهذه الظاهرة".
وأوضح أستاذ الإعلام الدكتور محمود خليل أن "انتشار برامج الفنانين ادى إلى انحصار البرامج الترفيهيه على الفنانين فقط، مما يؤثر على التكنيك الاعلامي".
وكشف: "لقد اعتاد المشاهد أن يرى الفنان في تلك البرامج، ولم يعتد أن يرى الإعلامي يقدم هذه البرامج، كما أن هناك كثيرًا من هذه البرامج فيها اخطاء كثيرة، واحيانا يكون الفنان غير قادر على التقديم الإعلامي فيظهر البرنامج بصورة غير سليمة اعلاميًا، لذا أرى أنه يجب التقليل من تلك الظاهرة، وأن يتخذ كل شخص مقعده الصحيح حتى لا يتم تبادل الأدوار، أما إذا كان الفنان لديه الموهبة والكاريزما الإعلامية فلا يوجد مانع من تقديمه لبرامج كثيرة، ونحن نرحب بذلك،
ومن هنا أيضًا أؤكد أن هناك الكثير من الإعلاميين ممن يتخذون الإعلام خطوة توصلهم للفن وهذا خاطئ، فأرجو ألا يصبح الاعلام مجرد خطوة أو سلم يصعد البعض عليه من أجل أن يحقق أهدافه الشخصية، لأن هذا الأمر في غاية الخطورة".
وأعلنت الفنانة نشوى مصطفى لـ " العرب اليوم": "عندما أقبلتُ على تقديم برنامج " كاش تاكسي"، الذي قدمته في شهر رمضان الماضي، أو برنامج " نجومنا في اليابان" الذي قدمته مسبقًا، لم اقصد بذلك أن أتحول لاعلامية ، ولم أفكر في ذلك مطلقًا، ولكن كل ما في الأمر أنه أعجبتني فكرة البرنامج، وشعرت أنها ستسعد كثيرين، لذا قلت لماذا لا أجرّب تلك التجربة، وبالفعل نجحت الفكرة، وكنت أخشى ذلك كثيرًا، ولكني على استعداد أن أُقدّم برامج تسعد المشاهدين، وتحقق لهم السعادة، ولكني لست إعلامية أنا فنانة وأحتفظ بهذا اللقب، والإعلام له إعلاميون ذو خبرة إعلامية، ولا يوجد شك في هذا".