القاهرة ـ شيماء مكاوي
سمي العام 2014 بـ"عام الحزن" نظرًا إلى وفاة أكبر عدد من رواد الفن الجميل؛ فقد رحل عن عالمنا الكثير من الفنانين، منهم من توفي إثر الإصابة بالمرض ومنهم من وافته المنية بشكل مفاجئ ومنهم من توفي إثر حادث أليم ومنهم من قتل.
ومن ضمن الرواد الذين رحلوا في العام 2014:-
*فاروق نجيب؛ ممثل مصري من الأقباط تعلم القراءة في الكُتاب وحفظ الكثير من سور القرآن وكان يعتز بالثقافة الإسلامية، ولقب بـ"القبطي الحافظ للقرآن"، ولد في محافظة القاهرة، وحصل على ليسانس الآداب جامعة عين شمس، يصنف على إنه فنان كوميدي، وعقب انتهاء فترة تجنيده قام الشاعر نجيب سرور بتقديمه في مسرحيته "وابور الطحين"، وقد غلب على أدائه الأدوار الكوميدية، وقد توفي في 21 من كانون الثاني/ يناير بعد معاناته مع المرض وشيّعت جنازته وكان العزاء في كنيسة الملاك.
*خليل مرسي؛ ممثل وأكاديمي مسرحي مثل في المسرح والتلفزيون والسينما، واسمه بالكامل خليل مرسي خليل سلطان، درس في كلية الزراعة ثم بعد إتمام دراسته في كلية الزراعة, درس فنون المسرح وأجرى دراسات عليا بعد ذلك، وتوفي الفنان خليل مرسي عقب تعرضه لأزمة صحية حادة في القلب والمخ، داخل مستشفى السلام الدولي.
* يوسف عيد؛ ممثل مصري حصل على الثانوية الأزهرية، اشتهر بأداء الأدوار الكوميدية الصغيرة التي لا تتعدى مشاهد معدودة في الأعمال الفنية، منها أفلام "الناظر" ومسلسلات مثل "تامر وشوقية" ومسرحية "شارع محمد علي"، ويعد من أفضل الكوميديين الثنائيين وأجرى جراحة ناجحة في عينه اليمني؛ حيث كان يعاني منذ فترة من عدم وضوح الرؤية بها، ونصحه الأطباء بضرورة إجراء جراحة سريعًا، ونصحه الأطباء بضرورة الابتعاد عن الإضاءة والتراب لمدة أسبوعين على الأقل ليعود بعدها ويستمر علمه الفني كما كان.
يذكر أنه كان من المفترض أنَّ يسافر يوسف عيد لمهرجان الإسكندرية لحضور حفل افتتاح فيلم "المسافر"، الذي يظهر فيه كضيف شرف ولكن العملية الجراحية منعته من السفر، كما كان قد شارك في فيلم "اللمبي 8 جيجا"، الذي قدمه الفنان محمد سعد ومي عز الدين وتوفي في منزله يوم 21 أيلول/ سبتمبر عن عمر يناهز 66 عامًا إثر أزمة قلبية.
*ليلى جمال؛ ممثلة مصرية ولدت في مدينة الإسكندرية العام 1944، عملت في الدراما التليفزيونية في أدوار مساعدة، ومن مسلسلاتها: "هوانم جاردن سيتي"، "يوميات ونيس"، وكانت صاحبة صوت جميل أيضًا، وقامت بغناء أشهر أغانيها هي "شيء من بعيد نداني"، في فيلم "النداهة" من بطولة "ماجدة"، ولها بعض الأغاني في الإذاعة، توفيت في نيسان/ أبريل العام 2014 عن عمر يناهز الـ70 عامًا بعد صراع مع سرطان الرئة.
*فايزة كمال؛ اشتهرت بـ"فريال فراويلة" الشخصية التي قدمتها في مسلسل "المال والبنون"، ولدت في الكويت لأبوين مصريين يعملان في الكويت، وعاشت هناك أكثر من عشرين عامًا؛ حيث أنهت دراستها الابتدائية والمتوسطة والثانوية في مدراسها، كما إنها التحقت بالمعهد العالي للفنون المسرحية وقدّمت بالفعل في قسمي الديكور كرغبة أولى والتمثيل كرغبة ثانية، ونجحت في القسمين، وأصر والداها على أنَّ تلتحق بقسم الديكور فلا يمكن أنَّ يسمحا لابنتهما بدراسة التمثيل، حتى استطاع أستاذها الفنان سعد أردش إقناعهما، لتتلمذ على يديه.
وبدأت فايزة مشوارها الفني وهي في السنة الأولى في المعهد؛ حيث شاركت في مسلسل تاريخي حمل اسم "العدل والتفاح" أمام مديحة كامل وعبدالله غيث، ثم توالت أعمالها الفنية والأدوار التي يعرضها عليها المخرجين، فقدمت مع المخرج سامي محمد علي مسلسل "وتاه الطريق" وظهرت في فيلم "الطائرة المفقودة"، إلى أنَّ قرَّرت العودة إلى مصر لتبدأ مشوارها الفني في الثمانينات لثلاثين عامًا متواصلة حتى مرضها ووفاتها.
تزوجت من المسرحي "مراد منير"، وأنجبت ابنان هما يوسف وليلى، تعرضت لأزمة صحية ونقلت على إثرها إلى غرفة العناية المركزة بمستشفى القصر العيني، حيث تبين بعد خضوعها لعدد من الفحوصات والأشعة إصابتها بسرطان الكبد وهناك توفيت في 26 آيار/ مايو 2014.
*حسين الإمام؛ ملحن وموزع وكاتب أغاني وكاتب سيناريو وحوار وممثل مصري ومقدم برامج ومغني، وهو ابن المخرج حسن الإمام وشقيق الموسيقي مودي الإمام، متزوج من الممثلة سحر رامي، ولديه ولدان، هما: يوسف، وسالم.
قدم هو وأخوه مودي الإمام العديد من الألحان والألبومات الغنائية، وكون معه ثنائي غنائي وموسيقي; حتى وصلت أعمالهما إلى 5 ألبومات غنائية، وتلحين موسيقى أفلام "كابوريا" و"استاكوزا"، واقتصر نشاطه خلال الفترة الأخيرة في وضع ألحان للمسرحيات، كما وضع ألحانًا بلون جديد لبعض المسرحيات، مثل: "باللو" و"ألاباندا" على مسرح الدولة.
وقرَّر خلال الفترة الأخيرة الابتعاد عن النمط التجاري في وضع الألحان للأفلام، وعمل بعض الألحان من تأليفه وبحريته، نظرًا لامتلاكه استوديو خاص به.
وتُوفِّيَ في آيار/ مايو عن عمر يناهز 63 عامًا في منزله في الريف الأوروبي إثر أزمة قلبية مفاجئة وحادة للغاية قبل وصول سيارة الإسعاف.
*زيزي البدراوي؛ اكتشفها المخرج عز الدين ذو الفقار فنيًا العام 1957 وقدمها في فيلم "بور سعيد" بدور صغير، أما المخرج حسن الإمام فقد أعاد اكتشافها واختار لها اسم زيزي على اسم ابنته منذ فيلمها الثاني عواطف العام 1958 ليقدمها في العديد من الأعمال السينمائية ومنها سبع بنات، وفيلم شفيقة القبطية.
حصلت على دور البطولة المطلقة مع كثير من نجوم عصرها مثل، الفنان عبدالحليم حافظ في فيلم "البنات والصيف"، والفنان أحمد رمزي في فيلم "آخر شقاوة"، ومع الفنان شكري سرحان في "سجين الليل".
كما قدمت العديد من الأعمال التلفزيونية ومن أبرزها: "المال والبنون"، ومن المسرحيات "شيء في صدري"، تزوجت من المخرج عادل صادق العام 1966 بعد أنَّ تعارفا خلال فيلم "حبي في القاهرة" وخلال الاتفاق على الفيلم أعجبا ببعضهما وتم عقد قرانهما، لكن زواجها لم يستمر طويلاً وحدث الانفصال، أعلنت في حوار سابق لمجلة "الموعد" في عددها الصادر يوم 27 نيسان/ أبريل 1972 أنها ندمت على زيجتها الأولى حيث لم تفكر جيدًا قبل الزواج ولهذا كان مصيره الفشل.
وتزوجت بعد ذلك في بداية السبعينات من أحد المحامين وكان يدعى توفيق عبدالجليل، والذي أحبته كثيرًا ولطالما كانت تردد سيرته خلال الحفلات ولقاءات الأصدقاء حتى أنها ابتعدت نسبيًا عن السينما وأصبحت تقدم أعمالًا قليلة في العام الواحد، لم تستمر الزيجة طويلاً إذ وقع الطلاق نهاية العام 1988، ولم تتزوج بعدها، ولم تنجب أبناء من كلا الزيجتين، وزوج شقيقتها هو الصحافي والمنتج التلفزيوني جميل الباجوري والد المخرجين هادي وسامح الباجوري.
وفي 30 كانون الأول/ ديسمبر 2013 تعرضت لأزمة صحية نقلت على إثرها إلى إحدى المستشفيات في منطقة المهندسين؛ حيث كانت تعاني زيزي من مرض سرطان الرئة فضلاً عن معاناتها من أمراض القلب، وضيق التنفس، والشلل الرعاش، بالإضافة إلى معاناتها من تجاهل عدد كبير من زملائها داخل الوسط الفني، فلم يزرها غير عدد قليل من الفنانات منهنّ ميرفت أمين، ورجاء الجداوي، ودلال عبدالعزيز، ونهال عنبر ويسرا وإلهام شاهين.
وفي 30 كانون الأول/ يناير 2014 خرجت من المستشفى عائدة إلى بيتها لتصعد روحها إلى خالقها في اليوم التالي الموافق 31 كانون الأول.
وشيّع جثمانها في 1 شباط/ فبراير من مسجد مصطفى محمود في المهندسين إلى مثواها الأخير وسط حالة من الحزن خيمت على أفراد أسرتها والمقربين منها، وأدى المشيعون صلاة الجنازة على جثمانها؛ حيث شارك في مراسم التشييع عدد من الفنانين من بينهم: سمير صبري، ونيللي كريم، ولبلبة، ورشوان توفيق، وأشرف زكي، وسهير المرشدي فضلاً عن أعضاء مجلس نقابة الممثلين.
وأقيم العزاء في دار مناسبات مسجد الحامدية الشاذلية القريب من مسجد مصطفى محمود.
*سعيد صالح؛ أحد أشهر نجوم الكوميديا في تاريخ السينما والمسرح، من مواليد محافظة المنوفية العام 1938 وحصل على ليسانس الآداب في جامعة القاهرة العام 1960، اكتشفه حسن يوسف وقدمه إلى المسرح، وكانت أولى مسرحياته "هالو شلبي"، ثم قدم بعد ذلك المسرحية كاسحة النجاح "مدرسة المشاغبين" التي ظلت تعرض لمدة 6 سنوات، وأتبعها بمسرحية "العيال كبرت" مع طاقم العمل ذاته، والتي يعتقد الكثيرون إنها فاقت نجاح سابقتها.
مارس سعيد صالح الغناء والتلحين في بعض المسرحيات، وقام ببطولة الكثير من أفلام الفيديو والسينما، يعتبر رفيق درب الممثل عادل إمام؛ حيث شاركه أغلب أعماله.
تم توقيفه بسبب تدخين المواد المخدِّرة وقضى فترة عقوبته في السجن، ولم يخجل من تلك الفترة على الإطلاق، ومن أكثر ما اشتهر به على خشبة المسرح خروجه عن النص في الكثير من الأحيان، وقد توفي في 1 آب/ أغسطس العام 2014 بعد صراع طويل مع المرض.
*يوسف العسال؛ ممثل مصري مواليد 14 آيار/ مايو العام 1947 ويعد يوسف العسال واحدًا من الفنانين القلائل الذين برعوا في تجسيد دور الخواجة في الأعمال الفنية المتنوعة؛ حيث بلغ عدد الأعمال المشارك فيها 185 عملاً فنيًا أغلبها أعمال درامية، كما كان له إسهامات في العديد من الأفلام السينمائية، ولم يمهل القدر الفنان الراحل الوقت الكافي للانتهاء من أعماله الفنية؛ حيث رحل عن عالمنا قبل أنَّ ينتهِ من تصوير دوره في مسلسل "سرايا عابدين2"، والذي يجسد من خلاله شخصية الدبلوماسي الفرنسي "ديليسبس" صاحب فكرة مشروع حفر قناة السويس.
حب يوسف العسال للفن دفعه لترك وظيفته في إحدى شركات الطيران، وقرَّر أنَّ يتجه للفن، لاسيما وأنَّ ملامحه التي تشبه الأجانب تؤهله بقوة لتجسيد دور الخواجة، كما أنه كان متقنًا للغتين الإنكليزية والفرنسية، وعمل العسال مع أبرز نجوم الوسط الفني؛ ومنهم يحيى الفخراني وليلى علوي وإلهام شاهين، كما شارك في مسلسل "أهل الهوى" ومسلسل "الصفعة" ومسلسل "الإمام الغزالي"، وعمل في أفلام عديدة منها فيلم "دكان شحاتة" و"جيم أوفر" و"بون سوارية" و"الحياة منتهى اللذة".
لقي الفنان يوسف العسال حتفه داخل شقته في مصر الجديدة، إثر اعتداء مسلح في شقته بغرض السرقة في 18 تشرين الثاني/ نوفمبر 2014 واكتشفت جثتة صباح يوم 19 تشرين الثاني 2014.
*خالد صالح؛ ممثل مصري ولد في مركز ومدينة أبوالنمرس في محافظة الجيزة العام 1964، بدأ التمثيل من خلال مسرح الجامعة ومسارح الهواة ومسرح الهناجر في دار الأوبرا المصرية، واستمر في ذلك فترة طويلة بجانب ممارسته لأعماله التجارية الخاصة.
وتفرغ تمامًا للتمثيل العام 2000 وهو في السادسة والثلاثين من عمره، فشارك في الفيلم الكوميدي النقدي "خلي الدماغ صاحي" وسط بطولة جماعية، ولفت إليه الأنظار بشدة في فيلم "محامي خلع" العام 2002؛ حيث ظهر في مشهد صغير بالفيلم في دور القاضي، لكنه أدى الدور بشكل مبتكر وبسيط ومتميز بشدة.
وسرعان ما سطع نجمه بقوة، واشتهر بأداء أدوار الشر والأدوار المعقدة من أهم أعماله السينمائية "تيتو"، و"عمارة يعقوبيان"، و"ملاكي إسكندرية"، ومن أهم أفلامه على اﻹطلاق "هي فوضى" من بطولته المطلقة، والذي تم إنتاجه العام 2007 من إخراج يوسف شاهين وخالد يوسف.
عمل صالح أيضًا في التليفزيون، ومن أهم مسلسلاته "الريان"، "سلطان الغرام"، وأما آخر أعماله السينمائية كان "الجزيرة 2" العام 2014، وكان من بطولة صديقيه أحمد السقا وخالد الصاوي.
وتوفي في 25 أيلول/ سبتمبر العام 2014 بعد تدهور حالته الصحية عقب إجرائه عملية قلب مفتوح في مركز مجدي يعقوب للقلب في أسوان.
*معالي زايد؛ ممثلة مصرية من مواليد العام 1953 في القاهرة، تخرجت في كلية التربية الفنية ثم معهد الفنون المسرحية، بدايتها الفنية كانت مع التلفزيون، وهي تنتمي لعائلة فنية فوالدتها الممثلة آمال زايد وخالتها الممثلة جمالات زايد، وهي خريجة كلية التربية الفنية والمعهد العالي للسينما، وكان أول أعمالها هو مسلسل "الليلة الموعودة"، ومن أعمالها أيضًا مسلسلات مثل "دموع في عيون وقحة" و"الحاوي")، وعملت في المسرح أيضًا في مسرحيات "زقاق المدق" و"أنا والحكومة".
وبدأت معالي زايد في السينما العام 1987، وكان أول أفلامها فيلم "وضاع العمر يا ولدي"، ومن أبرز أعمالها السينيمائية "البيضة والحجر"، و"سيداتي آنساتي"، "قصر الشوق".
وتزوجت معالي مرة واحدة ثم انفصلت، وافتها المنية في العاشر من تشرين الثاني/ نوفمبر العام 2014 بعد صراع مع سرطان الرئة.
*مريم فخر الدين؛ ولدت في مدينة الفيوم لأب مصري مسلم وأم مجرية مسيحية وهي الأخت الكبرى للفنان يوسف فخر الدين، لقبت بـ"حسناء الشاشة"، وبعد أنَّ حصلت على شهاده البكالوريا من المدرسة الألمانية، فازت عن طريق مجلة "إيماج" الفرنسية بجائزة أجمل وجه وهو الاعتراف الذي أهّلها لأن تقوم بدور البطولة في أول أفلامها السينمائية.
اشتهرت في السينما العربية خلال فترة الخمسينات والستينات بأدوار الفتاة الرقيقة المغلوبة على أمرها وأحيانًا كثيرة الضحية، ولكنها نجحت من حين لآخر أنَّ تخرج من هذه الشخصية النمطية التي برعت فيها تمامًا، وفي مع مطلع السبعينات اختلفت بحكم السن أدوارها وأصبحت تؤدي أدوار مختلفه تمامًا كدورها الشهير في فيلم "الأضواء" العام 1972 وقبله دور الأم في فيلم "بئر الحرمان" العام 1969.
وبعد زواجها من فهد بلان عملت معه في بعض الأفلام ولكنها بعد الانفصال عادت إلى مصر لتأخذ مكانها في أدوار الأم الجميلة.
وتعتبر الفنانة مريم فخر الدين من الممثلات المحبات لعملهنّ؛ حيث ظلت طوال حياتها الفنية تعمل دون انقطاع لتخرج من نجاح إلى آخر، كما قامت خلال هذه الرحلة الممتدة بإنتاج وبطولة ثلاثة أفلام هي "رنة خلخال" العام 1955 و"رحلة غرامية" و"أنا وقلبي" العام 1957.
هذا إلى جانب أشهر أفلامها التي نذكر منها "رد قلبي" العام 1957 و"حكاية حب" العام 1959، وقد تزوجت من المخرج محمود ذوالفقار وأصبحت قاسم مشترك في أفلامه وأنجبت ابنتها إيمان، واستمر زواجهما 8 سنوات حيث انفصلا العام 1960، ثم تزوجت مرة ثانية من الدكتور محمد الطويل بعد 3 شهور من طلاقها وأنجبت منه ابنها أحمد واستمر زواجهما 4 سنوات.
وفي العام 1968 سافرت إلى لبنان وتزوجت هناك من المطرب السوري فهد بلان إلا أنَّ زواجهما لم يدم طويلاً بسبب مشاكل أبنائها معه، وبعد طلاقها من فهد بلان تزوجت من شريف الفضالي ليكون زوجها الرابع، وظلت معه فترة ثم وقع الطلاق، وتوفيت في تشرين الثاني/ نوفمبر بعد صراع مع المرض.
*صباح؛ بدايتها الفنية كانت في صغرها في لبنان، واستطاعت أنَّ تتميز بشهرتها المحلية، حتى استطاعت لفت انتباه المنتجة السينمائية اللبنانية الأصل آسيا داغر والتي كانت تعمل في القاهرة، فأوعزت إلى وكيلها في لبنان قيصر يونس لعقد اتفاق معها لثلاثة أفلام دفعة واحد، وكان الاتفاق بأنَّ تتقاضى 150 جنيهًا مصريًا عن الفيلم الأول ويرتفع السعر تدريجيًا، وفي تلك الفترة اختفى اسم جانيت الشحرورة وحلّ مكانه اسم صباح، ويقال أنَّ الملحن رياض السنباطي لاقى صعوبة كبيرة في تطويع صوتها وتلقينها أصول الغناء؛ لأن صوتها الجبلي كان ما زال معتادًا على الاغاني البلدية المتسمة بالطابع الفولكلوري الخاص بلبنان وسورية، اشتهرت بكثرة زيجاتها؛ إذ وصل عدد أزواجها إلى تسعة وهم: نجيب شماس والد ابنها الدكتور صباح شماس، وقضت معه خمس سنوات، وخالد بن سعود بن عبدالعزيز آل سعود، قضت معه عدة أشهر وحصل الطلاق بسبب ضغط من عائلته، وأنور منسي عازف كمان مصري ووالد ابنتها هويدا، وقضت معه أربع سنوات، وأحمد فراج مذيع مصري، وقضت معه ثلاث سنوات، والفنان رشدي أباظة، وقضت معه خمسة أشهر، والفنان يوسف شعبان واستمر الزواج شهر واحد، والنائب يوسف حمود، وقضت معه سنتين، والفنان وسيم طبارة، وقضت معه أربع سنوات، الفنان فادي لبنان، وقضت معه سبعة عشر سنة.
وقد انتشرت شائعة بعد طلاقها من فادي لبنان بأنها تريد الزواج بملك جمال لبنان عمر محيو، وكان عمره 25 عامًا، وتبين إنها كانت تساعده على الدخول إلى المعترك الفني واختلقت قصة الحب والزواج وحاولت مساعدته فنيًا، وقد أنكرت هذه الإشاعة وقالت: "لو كنت أصغر بقليل لتزوجته"، كما قيل أيضًا إنها تستعد للزواج من الفنان جوزيف غريب، حلاقها الخاص.
وكانت ترى أنَّ أغلبية أزواجها كانوا يستغلون شهرتها وثروتها لمصالحهم، وأنهم كانوا يسمونها "مدام بنك" لأنها تنفق المال من غير تفكير على من تحب، وكان معروف عنها حبها للجمال وللأزياء وقالت: "أتمنى أنني إذا خسرت ثروتي لا أخسر جمالي وأناقتي".
وتم عمل مسلسل يحكي قصة حياتها اسمه "الشحرورة" عرض خلال شهر رمضان من العام 2011 وجسّدت كارول سماحة دورها.
أصيبت ابنتها هويدا بأزمة صحية نتيجة إدمانها للمواد المخدِّرة العام 2006، مما أجبرها على بيع بيتها والإقامة في الفندق وإدخال ابنتها مصحة في كاليفورنيا في الولايات المتحدة الأميركية.
وأفادت تقارير صحافية مطلع العام 2009 أنَّ صحة هويدا بدأت تتحسن وبالتالي قرَّرت إعادتها للعيش معها في لبنان.
وعرض عليها الرئيس الليبي السابق معمر القذافي الإقامة في قصر فخم في ليبيا ولكنها رفضت مغادرة بلدها لبنان ولذلك قرَّر شراء بيت لها في منطقة الحازمية بمبلغ مليون دولار.
وفنيًّا شاركت في 83 فيلم بين مصري ولبناني، و27 مسرحية لبنانية، ومايزيد عن 3000 أغنية بين مصري ولبناني.
وتعتبر ثاني فنانة عربية بعد أم كلثوم في أواخر الستينات تغني على مسرح الأولمبيا في باريس مع فرقة روميو لحود الاستعراضية، منتصف سبعينيات القرن العشرين، كما وقفت على مسارح عالمية أخرى كأرناغري في نيويورك ودار الأوبرا في سيدني، وقصر الفنون في بلجيكا وقاعة ألبرت هول بلندن، وكذلك على مسارح لاس فيغاس وغيرها، كما شاركت في الكثير من المهرجانات أمثال: بعلبك، جبيل، بيت الدين.
وصلت حصيلة ما قدمته على مدار مشوارها الفني إلى 83 فيلم ما بين مصر ولبنان وأكثر من ثلاثة آلاف أغنية وتوفيت في تشرين الثاني/ نوفمبر وتم توديعها بالدبكة اللبنانية، بحسب ما أوصت.