بيروت - غيث حمّور
أَطَلَّت الموهبة السوريّة الشابّة ديمة سلوم عبر برنامج "ستاند أب كوميدي" على "يوتيوب"، لتناقش قضايا اجتماعية مثيرة، في تجربة جديدة على المشاهد العربي عمومًا والسوري خصوصًا. وكَسَرَت الفتاة السورية في أولى حلقات برنامجها الجديد "مع ديمة" قوالب الخجل المعتادة، وقدّمت 10 دقائق مثيرة، تجاوزت فيها أعراف
المجتمع الشرقي، فمع بساطة الطرح "الحلقة الأولى بعنوان البنات"، استطاعت سلوم اختراق المحاذير والتابوهات الجاهزة بطريقة ساخرة، فلم تُلقِ بالاً للأعراف البالية التي تقود مجتمعاتنا العربية، ودخلت عوالم جديدة، كانت في وقت قريب ممنوعة على المرأة خصوصًا وعلى المجتمع بأكمله عمومًا.
ولم يكن الـ"ستاند أب كوميدي" الذي قدمته "سلوم" مشابهاً لما اعتاد عليه المشاهد - بعيدًا عن السياسية والدين- من مثل هذا النوع من الفنون الناقدة الساخرة التي عادة ما تكون مُعدّة ومجهّزة عبر قوالب معيّنة لاستقطاب المشاهد ولفت انتباهه، بل إن التجربة الجديدة "مع ديمة" كانت مُغرقة في العفوية، وشعبيّة ومباشرة الطرح كانت أحدَ أسباب الأعداد الكبيرة من المشاهَدات التي حصدتها الحلْقة الأولى.
فغالبًا ما يشعر المشاهد العربي، في معظم الفنون، بأن المقدِّم أو الفنان يملي عليه طروحاته، ويقوم بدور الوصي على عقله وتفكيره، ودائمًا ما تكون الطروحات عبارة عن قوالب جاهزة لا تحمل أي تفكير إبداعي خارج المألوف، وهو أحد أسباب انفضاض عدد كبير من المتابعين عن الأعمال الفنية من هذا النوع.
ولكن الأمر مع ديمة يبدو مختلفًا على الأقل مع الحلقة الأولى، فرغم أن النص المقدّم في حاجة للمزيد من التحضير، والتصويب، ويمكن للأداء أن يكون أهدأ، فإن الجو العام للعمل مريح لعين المشاهد، بما يحمله من عفْوية وصدق، ولشعبيته وقربه من الشارع وَقعٌ خاص على مختلف المستويات، الفنية منها والفكرية.
ويُشار إلى أن برنامج "مع ديمة" من إنتاج شركة "وي كان WE CAN"، ومن إخراج أحمد بلوند، والتصوير الفوتوغرافي والمونتاج ستيفن هاشم، فيما يتولى محمد بقدونس الدعم التقني.
يمكن متابعة الحلقة الأولى من العمل على الرابط التالي:
https://www.youtube.com/watch?v=RF-xcKh_dH0