المطرب العالمي المشهور في الطابع الشعبي رضا دوماز

أكّد المطرب العالمي المشهور في الطابع الشعبي رضا دوماز أن الغناء الأصيل هو رسالة مستوحاة من لغة الأمهات، والفنون الشعبية تدخل ضمن الثوابت الوطنية، وحسب دوماز فإن المغرب العربي برزت فيه أغانٍ هابطة ليس لها مستوى في سوق الكاسيت، منها الراي وأغاني الأعراس، وهي التي شوهت جمالية الكلمة في الوطن العربي رغم القيمة الأدبية التي تتوفر عليها بعض الطبوع الغنائية الأخرى، منها الأندلسي والشعبي والمألوف.
وكشَفَ شيخ الفن الشعبي الأصيل رضا دوماز في حديث إلى "المغرب اليوم" أن النظام الحالي في الجزائر هو الذي فتح شهية أشباه الفنانين، واختلط الحابل بالنابل لدرجة التنافس غير النظيف على الأغنية الشبابية الساقطة، والتي لا تحمل أي معنى في الأصل، لأن عصرنة الغناء مرتبط بالكلمة الشعبية التراثية المستوحاة من المرجعية التاريخية للفن الأصيل في المغرب العربي وفي الجزائر خصوصًا، ليضيف دوماز أن التعامل مع الكلمات التي لها دلالة يمكن تحويلها إلى موسيقى عالمية مثل الغناء الشعبي والذي يركز على الشعر الملحون، والذي نجده في كل العالم العربي، في الوقت الذي تختلف فيه الإيقاعات والطبوع والتناول الموسيقي، بما فيها الشعر الأندلسي بالموشحات والأزجال، أما عن مرجعية الشعر الملحون فأكّد الفنان دوماز أنها تتركز على اللغة العربية ونيولوجيات شعبية وكذلك اللهجة المحلية المعروفة بالدارجة، وبناءً على هذه المقاييس أصبح الغناء الشعبي في الجزائر غناء متأسس له مهرجان وطني وله بعد دولي، وعليه فإن بروز الأغاني الساقطة والخفيفة في الساحة الفنية في البلاد لا يؤثر على هذا الغناء الشعبي، لأن كلمته مرممة والإبداع الموسيقي فيه ليس له حدود في إطار اللعبة الفنية، وعليه فإن الفنان مهما كان ميوله له اتجاه واحد يتبعه في حياته ومسيرته الفنية، وإن لم يحدد هذا الاتجاه فإنه يعتبر فنانًا تائهًا.
من جهته، أكّد المطرب رضا دوماز أن مسيرته الفنية عمرها 40 سنة لكن الغناء وحده لا يؤمن حياته، بل الاتساع الثقافي الذي يتوفر عليه في المسرح والسينيما وغيره هو من وفر له بعض الدريهمات للعيش والتواصل في الحياة، وعن حصاده الفني أعلن محدثنا أن له 5 ألبومات فنية ويوجد 5 ألبومات أخرى قيد الانجاز تهتم بها وزارة الثقافة، وعن مشروعه الحالي أكد دوماز أن ألبومه يحدد أصول الإمام البوصيري الصنهاجي، والذي تغنى به فنانون عرب كثيرون لكن لم يذكروا أصوله الجزائرية وهو يدخل في تكريس الفكر التصوفي في الوطن العربي وفي الجزائر بصفة خاصة، ولم يغفل المتحدث أن هذا الألبوم الأخير سيفصل في كل الشكوك التي تحوم بشأن دوماز، والذي اتهموه بأنه يخلط الإيقاعات الموسيقية.
وعن تعاملاته مع مطربين عرب صرح دوماز أن له علاقات واسعة في الوسط الفني، خاصة مع الفنان التونسي الكبير لطفي بوشناق، والمطربة نعيمة سميح، وتعامله الفني كان أقوى مع الفنان الراحل الحاج حسين التولالي من المغرب، وهو ساعده على ترميم بعض القصائد التراثية المشتركة.