ناقدون وفنانون ومخرجون يستغربون تجاهل الطفل في خارطة رمضان الفنية

خلت الأعمال الفنية الرمضانية من أي اهتمام بالأطفال بعدما كان  هذا الاهتمام  من أبرز الإنشغالات  عند إعداد الخريطة الرمضانية ، وكانت هناك أعمال لا تزال خالدة حتى وقتنا هذا قدّمت للطفل في شهر رمضان وينتظرها من العام الى العام ، لعلّ أبرزها مسلسل الأطفال الأشهر " بوجي وطمطم " والذي أستمر عرضه أكثر من 16 عاما على التوالي وكان ينتظره الطفل ويشاهده ليتعلم الصواب من الخطأ عن طريق بوجي الذي كان يتعمد فعل الخطأ و طمطم التي كانت تصوب له ما يفعله، علاوة عن إن المخرج العبقري محمود رحمي مخرج العمل وفنان العرائس كان يتعمد أن يدخل البهجة والسرور الى نفوس الأطفال من خلال مظاهر الإحتفال بشهر رمضان ضمن أحداث العمل .

وبالإضافة الى مسلسل " بوجي وطمطم " الذي يعدّ  علامة مميزة في شهر رمضان هناك فوازير " عمو فؤاد " التي كان يقدمها الفنان الراحل فؤاد المهندس  للطفل قبل الإفطار على مدار الشهر الكريم .

كذلك كان يقدم الفنان العظيم عبد المنعم مدبولي  فوازير " جدو عبده " على مدار أعوام عديدة وأيضا فوازير " فطوطة " التي كان يقدمها الفنان سمير غانم  . وبعدما اختفت هذه الأعمال جميعا من شاشة شهر رمضان المبارك أرتبط الطفل بكارتون " بكار ".

إلى هنا توقفت الأعمال التي تقدم للطفل وأنحاز المنتجون جميعهم إلي إنتاج الأعمال الدرامية للكبار فقط وتناسوا الطفل الذي يريد أن يشعر ببهجة شهر رمضان الكريم ويريد أن يتعلم العديد من الأشياء المفيدة من خلال مسلسلات وأعمال تقدم له خصيصا .

وتعقّب الناقدة ماجدة موريس على ظاهرة إختفاء مسلسلات وأعمال الطفل من شاشة شهر رمضان وتقول : في الماضي كان عمالقة الفن على الرغم من أنهم  عظماء ولهم رصيد كبير من الأعمال إلا أنهم كانوا يهتمون كثيرا بالطفل وبالأعمال المقدمه اليه ولا يستهينون به فنجد عملاقا" مثل فؤاد المهندس  يجد المتعة الكبيرة في تقديم عمل للطفل فقدم " عمو فؤاد " وكان الطفل المصري والعربي مرتبطا" جدا بهذا العمل الضخم الذي يعد علامة مميزة من علامات شهر رمضان الكريم .وكذلك الفنان العظيم عبد المنعم مدبولي الذي قدم أيضا فوازير " جدو عبدو " وكانوا يتنافسون من أجل إسعاد الطفل .وكان المخرج محمود رحمي الذي صمّم للطفل المصري عروسة خاصة به وحده ينافس بها الشخصيات العالمية الكرتونية مثل ميكي ماوس وغيرها فقدم " بوجي وطمطم " وأرتبط الأطفال بها أرتباطا كبيرا . والآن ورغم تقدم العصور لو تم تقديم " بوجي وطمطم " للطفل مرة آخرى فسينجذب لها جدا وسيرتبط بها بشدة .

ولكن  المنتجين أصبحوا يعتبرون تقديم عمل فني أو درامي للطفل بمثابة " مجازفة " ولا أعرف السبب على الرغم من إن الطفل المصري يحتاج لجرعة درامية حتى يستطيع أن يقوم سلوكه ، فالفن هدفه أن يساعد على التربية والنشأة وهو جزء لا يتجزأ من الجمهور وقطاع المشاهدين فلماذا تم أسقاطه ؟ وأضافت :أدعو بشدة إلى إعادة التفكير في هذا الأمر لأننا نحتاج  الى أن نشعر الطفل ببهجة شهر رمضان وأن يتعلم بعض العادات والتقاليد التي أصبح بعيدا عنها كليا ، ويجب إعادة تقديم مسلسلات درامية وأعمال للطفل مرة آخرى سواء في شهر رمضان او خارجه وأعتقد إن العمل المقدم للطفل ليس مجازفة بقدر ما هو عمل فني مقدم لجمهور وستتم متابعته ، وأتمنى إعادة التفكير في هذا الأمر الهام .

وتوضح الفنانة والإعلامية صفاء أبو السعود : كنت في الماضي أجد المتعة عند تقديم " أوبريت " للطفل يعلمه أشياء مفيدة وكان الطفل مرتبطا" بمسلسلات شهر رمضان وفوازير " فطوطة " ، و " بوجي وطمطم " و " عمو فؤاد " و " جدو عبده " وغيرها كثير حتى إن وقت ما قبل الإفطار كان مخصصا" بمعظمه للطفل  ولكن لا أعرف ما السبب وراء إختفاء الأعمال المقدمه للطفل وحتى عدم التفكير في إعادة الأعمال القديمة فالتلفزيون المصري لديه الكثير من الأعمال التي من الممكن إعادة تقديمها مرة آخرى إذا لم يتم تقديم أعمال جديدة ، انما الإختفاء الكامل وعدم الإهتمام بالطفل  فهذا أمر خطير للغاية لم يدركه كثيرون للأسف ، لأن الأطفال هم الجيل الصاعد جيل المستقبل ولابد من تنشئته تنشئة سليمة .

وتؤكد المخرجة  فوقية خفاجى  زوجة المخرج  محمود رحمي  أن زوجها أبتكر شخصية " بوجي وطمطم " للطفل المصري فبدلا من أن يتعلق الطفل بالشخصيات الغربية جعله يتعلق بالعروسة المصرية وقدم من خلال هذا العمل مجموعة من الحلقات والأجزاء الممتعة والتي تجعل الطفل يعرف الصواب من الخطأ بشكل مبسط وكذلك جعل الطفل المصري يعلم كيفية الإحتفال بشهر رمضان وفانوس رمضان والعديد من الأشياء الخاصة بالصوم وعدم الإسراف في الطعام وغيرها من الأشياء الجميلة .

وتضيف : لكن أتعجب كثيرا عندما أجد الآن إختفاء كاملا" لجميع الأعمال الخاصة بالطفل وذهبت الى الإدارة الخاصة بالتلفزيون المصري أكثر من مرة من أجل إعادة حلقات " بوجي وطمطم " فالتلفزيون المصري لديه كنوز من الأعمال الخاصة بالطفل التي تم دفنها عمدا دون التفكير في الطفل المصري وحقوقه علينا .وأتمنى إعادة النظر في هذا الأمر وإعادة تقديم أعمال تلفزيونية خاصة بالطفل ، وللأسف أنا حتى الآن لم يأتني المؤلف الذي يجعلني أعيد مرة آخرى تقديم حلقات " بوجي وطمطم " مثلما كان يفعل المخرج الراحل محمود رحمي ، فعلى الأقل نعيد تلك الأعمال السابقة .