المخرجة المصرية جيهان نجيم

رشّح فيلم "الميدان"، للمخرجة المصرية جيهان نجيم، إلى جائزة الأوسكار العالمية للأفلام الوثائقية، والذي يرصد واقع الثورة على مدى ثلاثة أعوام، ويحوي ما صوّرته المخرجة أثناء تواجدها ومشاركتها في ثورة "25 يناير"، داخل ميدان التحرير، من مشاهد حيّة، فضلاً عن تجربة اعتقالها من طرف رجال الشرطة ، لمدة ثلاثة أيام.
ورصد فيلم "الميدان" القصة الحقيقية عن صراع ثورة "25 يناير"، من أجل النجاح وتحقيق أهدافها، عبر أعين الثوار، ويبدأ الفيلم من نصب الخيمة الأولى في ميدان التحرير، حتى خلع مبارك وسقوط نظامه، في أجواء درامية واقعية، تكشف عن الرحلة الصعبة، التي مر بها الميدان، والتي غيّرت التاريخ إلى الأبد، وسطرت ميلاد يوم جديد في حياة المصريين، ولكن سرعان ما يتغير ذلك، فكل شيء يصبح في مهب الريح، تحت حكم النظام العسكري، بقيادة المشير طنطاوي.
وأشارت المخرجة جيهان نجيم، في حديث إلى صحيفة "الجارديان" البريطانية، إلى أنَّ "الفيلم رشح إلى جائزة الأوسكار قبل موافقة الأجهزة الرقابية المصرية على عرضه في الوطن الأم، والتي لم تصدر بعد"، موضحة أنَّ "كل شخص في طاقم العمل أتى من داخل الميدان، وكان من ضمن المتظاهرين، كل شخص من طاقم العمل تعرض إما لإطلاق الرصاص وقنابل الغاز، أو الإصابة، أو الاعتقال، ومعظمهم تمّت مصادرة الكاميرات الخاصة بهم، وسُرقت صورهم"، معتبرة أنَّ "أفضل اللحظات عندما كنت أحاول أن أصور وقف إطلاق النار في أحداث محمد محمود الأولى، عندما كان شيوخ الأزهر يصلون".
وتابعت نجيم "عندما تمّ خرق وقف إطلاق النار، وبدأت عبوات الغاز المسيلة للدموع تطير في السماء، استمر المصلون في الصلاة، في محاولة منهم لإبقاء حالة السلام والهدوء، كان مشهدًا جميلاً، تمّ تصويره، وركضت أنا ومجدي (أحد أعضاء طاقم العمل) تجاه الجهة التي يقف فيها الجيش، عوضًا عن الناحية الأخرى، حيث أرشدنا ضباط الجيش إلى كيفية الخروج من هذا المكان، ولكن قابلني شرطي وقام بمصادرة الفيلم، والمعدات، وسلمني إلى ضابط آخر، قادنا إلى شاحنة، لساعات عدة، قبل أن يتم إطلاق سراحي، بمساعدة الحقوقية راجية عمران، وأحد المحامين".
وأوضحت نجيم أنَّ "الأمة، بكامل طوائفها، التقت داخل ميدان التحرير، وانصهروا في عبوة واحدة هي مصر، فقد كان مكان حيث يلتقي الأشخاص من خلفيات مختلفة، ومات منهم من مات وأصيب من أصاب، في مشهد لحمة وطنية حقيقية، لذا اخترنا شخصيات شعرنا بأنها تمثل خلفيات متنوعة، وأردنا أن نشارك العالم بهذه المشاهد".
وبشأن الانتقاد الذي تمّ توجيهه للفيلم، لاسيما لشخصية النشطاء غير الإسلاميين، الذين حصروا الثورة بالتظاهر داخل وفي محيط الميدان، دون الانخراط في العمل السياسي، اعتبرت نجيم أنَّ "على من وجّه هذا النقد أن يتحدث إلى شخصيات هذا الفيلم، ويسألهم لماذا ارتبطوا بالميدان كوسيلة لتغيير بلادهم، ولماذا شعروا بأنه الأفضل بالنسبة لهم ولمجهودهم".
وأضافت أنّ "الفيلم يسمى الميدان، ويركز على خبرات شخصيات ثلاث، من خلفيات مختلفة، مع كل قطعة من الميدان، خلال ثلاثة أعوام متواصلة، لقد شعرنا بأن هذا الأمر كان موضوعًا مثيرًا، مع الوضع في الاعتبار أن هناك ميادين عامة في دول أخرى يتم التظاهر فيها، مثل كييف، وإسطنبول، وأثينا، وريو، وكذلك في الولايات المتحدة، فقد تقفينا الشخصيات التي استثمرت نفسها كوسيلة للتغيير".
ولفتت إلى أنّه "كان هناك أشخاص آخرون انخرطوا بشدة في العملية السياسية، وفي الحكومة، وفي القضاء، وفي الانتخابات، وفي عملية التصويت، وفي البرلمان، هي قصص مثيرة كي يتم تصويرها في أفلام أيضًا، فالثورة المصرية سوف تتم مناظرتها وتحليلها والكتابة عنها لأعوام مقبلة، والخبرات على كل المستويات ستتم مناظرتها أيضًا"، معبّرة عن "أملها في مشاهدة هذه الأفلام، وربما من قام بهذا التحليل يصور فيلمه الخاص"، وأضافت "لقد أخذنا نظرة شخصية عميقة لما تعنيه شخصيات خالد وأحمد ومجدي في الميدان".
يذكر أنَّ جهيان نجيم درست في أكاديمية "ميلتون" عام 1992، وتخرجت من جامعة هارفارد عام 1996، وفي العام نفسه أخرجت فيلمها العربي "المقطم".
وعملت في الشرق الأوسط والولايات المتحدة، كمصورة في العديد من الأفلام الوثائقية، وقامت بإخراج فيلم "غرفة التحكم"، عن كيفية تناول المؤسسات والشبكات والقنوات الإخبارية غزو العراق، ومقدار تأثير السُلطات المعنية في الولايات المتحدة عليهم.