الفنان الكبير الراحل نور الشريف

بالرغم من سوء الحالة الصحية التي مر فيها الفنان نور الشريف خلال آخر أيامه؛ إلا أنّه كان دائم البحث عن فكرة ومشروع فني يناقش قضية يقدمها إلى الناس، وكان يتمنى أن تخرج هذه الأعمال إلى النور؛ لكن القدر لم يمهله، كان فنانًا عاشقًا لفنه.

ومن الأعمال التى كان يحضر لها الراحل نور الشريف مسلسل "أولاد منصور التهامي" للسيناريست مصطفى محرم والمنتج محمد فوزي، وهذا العمل كان من المفترض أن يخرج إلى النور في رمضان الماضي؛ لكن ضيق الوقت والأزمة الصحية التي واجهته العام الماضي، وسافر بعدها في رحلة علاج طويلة تسببت في تأجيل المسلسل وبعدها قرر أن يقدم المسلسل خارج الموسم الرمضاني.

ولم يكن مسلسل "أولاد منصور التهامي"، العمل الوحيد الذي يحضر له نور الشريف؛ ولكن كان هناك مسلسل "عادات وتقاليد" الذي اتفق معه "التليفزيون المصري" على تقديم أجزاء جديدة منه، خصوصًا أنّ بداياته في الستينات كانت من خلاله وفعلًا بدأ التليفزيون المصري، في التحضير لهذا العمل، خصوصًا لأنّه يقدم رسائل أخلاقية للمجتمع.

 أيضًا هناك مسلسل فلسطيني يحمل عنوان "جنة ونار" للمخرج طارق يخلف وتدور أحداثه حول "نجيب" المناضل الفلسطيني الذي يضطر إلى دخول بلاده متسللًا ويساعد الفدائيين الفلسطينيين في إدخال السلاح عبر الحدود ويصاب فجأة بمرض شديد وتتعرض الأحداث أيضًا لفتاة شابة تدعى "أسماء" تبحث عن أسرتها وعائلتها؟

 وكان من المفترض أن يظهر نور الشريف في دور محوري في المسلسل المكون من 30 حلقة ومأخوذ عن رواية "جنة ونار" للأديب الفلسطيني ووزير الثقافة الفلسطيني السابق يحيى يخلف وكتب السيناريو والحوار للمسلسل المؤلف حسني يوسف ورشح للوقوف أمام نور الشريف المطرب الفلسطينى محمد عساف.

وكان هذا العمل سيعتبر العمل الفلسطيني الثاني في تاريخ نور الشريف حيث سبق وقدم فيلمه المثير للجدل "ناجي العلي" الذي جسد من خلاله شخصية رسام الكاريكاتير ناجي العلي الذي تم اغتياله عام 1987 ومنع من العرض في التليفزيون المصرى لأعوام، وعلى الجانب السينمائي ظل نور لديه ما يقرب من 10 سيناريوهات لأفلام سينمائية كان يتمنى أن ينتجها من خلال شركته بعد فترة توقف منذ أن قدم فيلم "العاشقان" الذي أدى  بطولته مع زوجته الفنانة بوسي، وكان لديه أمل أن تتحسن صحته ويقدمها وتظل مسرحية "الحسين سائرًا وشهيدا" أحد أهم الأعمال التى كان يتمنى نور الشريف تقديمها على المسرح حيث دخل في محاولات مع "الأزهر" لإجازتها لكن تم رفضه وظل هذا العمل أمنية لم تتحقق لنور الشريف وكان لا يمل الحديث عن هذه المسرحية في أي لقاء صحافي أو تليفزيوني.