القاهرة ـ هاشم يوسف
نجح الألمان في الحصول على حق تحويل قصة الكاتب الأميركي الشهير نوح جوردون المعروفة باسم "الطبيب" إلى فيلم سينمائي عالمي يعالج العلاقة بين الشرق الإسلامي، والغرب المسيحي، وإظهار فضل المسلمين والعرب على الحضارة الأوروبية المعاصرة.
وكانت رواية الكاتب الأميركى منذ صدورها في منتصف ثمانينات القرن الماضي قد حققت أعلى المبيعات، وترجمت إلى عدة لغات وبيع في ألمانيا منها 6 ملايين نسخة بعنوان "ميديكوس الطبيب" ولكن فشلت محاولات كثيرة لتحويلها إلى فيلم سينمائى لأسباب متعددة، إلا أن فريقا سينمائيا ألمانيا بقيادة المنتج السينمائي فولف باور، والمخرج الشاب الشهير فيلب شتولتسل، نجح مؤخرا في الحصول على حق إنتاج فيلم سينمائي من الرواية بالاسم نفسه "ميديكوس" أى "الطبيب".
واهتم الإعلام الألماني بهذا الحدث، وتوقع أن يحقق الفيلم نجاحا كبيرا في ألمانيا، والعالم، وقد أجرت ريجينا رولاند الإعلامية الألمانية حوارا مع مخرج الفيلم لقناة دويتش فيللة الفضائية الألمانية، إذ قال المخرج معلقا على ما سيبرزه الفيلم من دور المسلمين، والعرب على الحضارة الغربية: "نميل هذه الأيام لحبس العرب في القرون الوسطى، ولكن من الجيد أن يفكر المرأ، ويتأمل في الثقافة التي نصفها اليوم بالتقدم الغربي سيجدها مأخوذة في الأساس من العرب".
وأردف قائلا: إن كثيرا من الأشياء التي ننظر إليها الآن كجزء أساسي من حضارتنا جاءت في الأصل من العالم الإسلامي.
وقال المخرج الألمانى أيضا: آن الآوان لأن نظهر فضل العرب والمسلمين على الحضارة، وننصفهم، وهذا ما سيشكل تحديا فنيا لفريق العمل خاصة أن المنتج وضع شرطا أساسيا للموافقة على الإنتاج السينمائى للرواية، وهو ألا تطغى المؤثرات الفنية الأخرى الخارجة عن نص الرواية على المحور الأساسي، وهو إظهار تقدم الحضارة الإسلامية في القرن الحادي عشر، وتخلف الغرب، إذعرف المسلمون وقتها الطب، والعلاج، وأنشأوا المستشفيات ومدارس تعليم الطب بينما لم يكن في انجلترا كلها مدرسة للطب أو مصحة للعلاج.
وتدور حبكة الفيلم - كما هو الحال في الفيلم المصري حسن ومرقص وكوهين – عن علاقة الصداقة بين كريم المسلم، وروب المسيحى، وميردين اليهودي، ولكن الرواية والفيلم - كما طلب مؤلف الرواية - يركزان على التقدم العلمي والحضاري للعرب والمسلمين خلال القرن الحادي عشر خاصة في مجال الطب والعلاج وتخلف أوروبا في ذلك العهد وهو العصر الذي تدور أحداث الرواية فيه.