القاهرة ـ شيماء مكاوي
أثارت عدد كبير من المشاهد الخاصة بمسلسلات رمضان لهذا العام ذعر وخوف واشمئزاز العديد المشاهدين، حيث احتوت معظمها على مشاهد قتل وتعذيب وإحتوى الآخر على ألفاظ بذيئة جدًا، مما أثار نفور وعزوف كثير من المشاهدين عن استكمال مشاهدة تلك الأعمال.
فعلى سبيل المثال، احتوى مسلسل "السبع وصايا"، على العديد من الألفاظ البذيئة في بداية حلقاته وتطرق الأمر لممارسة الأفعال القبيحة من قتل وزنا وعلاقات محرمة، بالإضافة إلى العديد من المشاهد المرعبة.
واحتوت مشاهد مسلسل "ابن حلال" بطولة الفنان محمد رمضان على مشاهد قتل واغتصاب وغيرها من الأعمال الأخرى التي بها العديد من المشاهد الجريئة.
وتعقب الناقدة ماجدة موريس على هذا، قائلة "لقد لاحظنا أن جميع المسلسلات التي تعرض لهذا العام مسلسلات لا تليق بالأسرة المصرية، فهي تحتوي على العديد من مشاهد الرعب والإثارة والجنس والعلاقات الشاذة والألفاظ البذيئة".
تابعت "وتناسى القائمون على هذه الأعمال أن هناك أطفال وشباب يشاهدون هذه الأعمال، فحتى الآن لم يجذبني شيئًا سوى مسلسل "سرايا عابدين" على الرغم من احتواؤه هو الآخر على العديد من القصص الغريبة عن الشعب المصري. من هنا تكمن الكارثة، وهي أن أطفالنا يشاهدون تلك الأعمال ويعتبرون ما يشاهدونه أمر طبيعي وليس به أي غضاضة لذا يبدأ الطفل في تقليد ما يشاهده".
أوضحت "ولا يكمن الخطر على الأطفال فقط، بل الشباب أيضًا الذين أصبحوا يأخذون من هؤلاء الفنانين قدوة لهمم في أفعالهم وحركاتهم فينتشر التحرش الجنسي وغيرها من الأفعال التي انتشرت مؤخرًا، ولا نعرف أسبابها فتلك الأعمال هي السبب، لقد حدث لي صدمة كبيرة عندما سمعت الأب في مسلسل السبع وصايا، يطرد أبناؤه من الحجرة ويقول لهم أخرجوا بره ياولاد الزانية، فهل هذا يليق بالأسرة المصرية".
وأكدت أنه "لابد أن نتصدى لمثل هذه الأمور، كما أنه لابد على الرقابة أن تتشدد عندما تجد مثل هذه الألفاظ التي لا تليق بالأسرة وقد يرددها أبناء الشعب المصري داخل الأسرة وتلك هي الكارثة".
ووضح الناقد محمود قاسم، بأن "هناك أعمالاً تعرض هذا العام بها جرأة في مناقشة العديد من القضايا والتي تغيب تمامًا عن الدراما وكان من الأفضل مناقشتها سينمائيًا، لأن التلفزيون والأعمال الدرامية تدخل بيوتنا ولكن السينما نذهب لكي نشاهدها، وهذا الفرق، لابد أن يؤخذ بعين الاعتبار، فما يحدث هو استهتار واستهانة بالمشاهد المصري لا مبرر له تمامًا. فأصبح الفنانون والمؤلفون والمخرجون يتسابقون من أجل تقديم عمل به إباحة حتى ولم يكن هذا يناسب المشاهد المصري أم لا فقط يريدون الربح دون النظر إلى أي شئ آخر".
وتابع "فأصبحت السباب التي لم نكن نسمعها إلا من أفواه البائعين والسائقين والحرفيين في الشارع أصبحت تتردد بكل بساطة من فنان لفنان آخر، حتى في البرامج أيضًا، فبرنامج رامز قرش البحر، عندما يكتشف الضيف المقلب يبدأ في إلقاء الشتائم وعلى الرغم من أن البرنامج يصمت تلك السباب، إلا أنها واضحة وضوح الشمس للمشاهد. فلابد من التصدي لمثل هذه الظاهرة، لأنها أصبحت في تزايد مستمر وقد تتفاقم ولا نستطيع السيطرة عليها في الأعوام القادمة".