بغداد-نجلاء الطائي
يُصوَر فيلم روائي عراقي جديد في محافظة البصرة قصة امرأة يزيدية شابة خطفها متطرفو "داعش". وتعاني المرأة واسمها جوان (وهو اسم الفيلم أيضا) من اعتداءات وحشية واستعباد على أيدي من أسروها بعد خطفها من بلدتها في شمال العراق في أعقاب سقوطها في أيدي التنظيم. حيث صُوِر الفيلم ومدته 30 دقيقة على مدى 10 أيام في صيف 2015.
وقال مخرج الفيلم ومنتجه علي الجابري إنه يأمل في تسليط الضوء على معاناة الأقليات العرقية في العراق. وأضاف "أنا أعتبره وصف لجُرح، نحن نعاني جميعا كعراقيين، الجرح هو تعدي تنظيم "داعش" المتطرف على الأبرياء وخاصة النساء، والفيلم الى جميع أخواتنا اللواتي ما يزلن في الأسر أو اللواتي أطلق سراحهن أو اللواتي استشهدن، من جميع الطوائف".
واختير مكان تصوير الفيلم في البصرة بتلال ومناظر طبيعية تشبه المناطق التي يسيطر عليها "داعش" في المناطق الشمالية والغربية من العراق. وأوضح منذر سلمان مساعد المخرج أن فيلم (جوان) مبني على قصص حقيقية تعرضت لها كثيرات من اليزيديات وقد تكون متابعته صعبة على بعض المشاهدين.
وأضاف سلمان "جوان هي الفتاة العراقية التي هُجِرت من بيتها أصلا وقُتل أهلها وسُلب البيت وهُدِم، قُتل جميع الأهل، لم يبق من هذه العائلة أحد بسبب جرائم "داعش"، وفي الفيلم سنشاهد جرائم "داعش"، وسنرى قصة سيتقبلها الشخص على مضض لأنها واقعية حقيقية حدثت مع آلاف اليزيديات، وما يزال قسم منهن محتجزات، لذلك كان عسيرا علينا أن نطرق هذا الأمر، لكن يجب علينا أن نوضح للعالم ما هي "داعش"؟ ما هي الجرائم؟ كيف وسمت باسم الاسلام والدين".
وموَل المخرج الجابري الفيلم ذاتيا بميزانية بسيطة قُدرت بنحو 30 ألف دولار، وعمل الممثلون معه مجانا. ولعب الممثل حسن حنتوش دور قائد عسكري لـ "داعش" في الفيلم، وأجرى عمليات بحث مكثفة بشأن الطريقة التي يتعين عليه أن يرتدي بها الملابس أو يتصرف بها في الفيلم.
وذكر حنتوش "إن مشاركتي في هذا الفيلم أعتبرها نقطة بداية لي، لأنه عمل حقيق، كان عملا سينمائيا حقيقيا بتصوير من ناحية الاخراج أو السيناريو". وأضاف "بالنسبة لدوري في الفيلم فهو القائد العسكري لـ "داعش" في المجموعة المتطرفة، وتحضرت للشخصية قبل سبعة شهور مستمرة من التحضير والدراسة، دخلت على مواقع الانترنت للتعرف على الشخصية التي أؤديها".
ويتحدث معظم اليزيديين -الذين كان عددهم يقدر بمئات الألوف في العراق قبل تعرضهم لهجمات تنظيم "داعش"، اللغة الكردية اساسا، ويتألف دينهم من عناصر من الديانات الزرادشتية والاسلام والمسيحية. وتعتبرهم "داعش" كفارًا ومن عبدة الشيطان ويجب تخييرهم بين الدخول في الاسلام أو القتل.
ويبيَن نشطاء إن المتطرفين أسروا نحو خمسة آلاف يزيدي ويزيدية في صيف 2014 وأن نحو 2000 منهم نجحوا في الهرب من قبضتهم أو جرى تهريبهم خارج المناطق التي في حوزة المتطرفين، والباقون ما يزالون في الأسر. ولاقت مئات اليزيديات حتفهن وتعرضت ألوف للأسر والاستعباد من جانب "داعش" الذين اجتاحوا مدينة الموصل في شمال العراق في حزيران 2014. وتقول جماعات حقوقية إن نساء وفتيات يزيديات تعرضن للأسر والاغتصاب والتعذيب وأُجبرن على الدخول في الاسلام والزواج من عناصر "داعش".