المخرجات (من اليمين إلى اليسار) نسرين الزيات ودينا حمزة وآيتن أمين
القاهرة ـ خالد حسانين
تشهد السينما المصرية حاليًا جيلًا جديدًا من المخرجات اللاتي يقدن حركة قوية متمثلة في السينما المستقلة من خلال استخدام الكاميرا للتمرد على الواقع وإلقاء الضوء على القضايا التي تهم الناس والأحداث التي تمر بها مصر والدخول في مناطق قد لايهتم بها أحد، لكنها تمثل عمق المجتمع المصري.ويضم الجيل
الجديد هالة خليل وآيتن أمين ودينا حمزة ونسرين الزيات وغيرهن ممن يمثلن ثورة سينمائية جديدة حفرت في الصخر لتلفت الانتباه إلى الفيلم التسجيلي والأفلام الروائية القصيرة، وذلك على الرغم من المشاكل التي تواجههن والتي تتمثل في عدم وجود تمويل أو جهة إنتاج تساهم في تحمل تكاليف الأعمال التي يقمن بها، حيث إنهن يعتبرن دعاة السينما المستقلة في مصر والتي تمثل التوجُّه الجديد للسينما في العالم، وهي تنافس بقوة عالم السينما التقليدي، الذي يعتمد على التكاليف المادية العالية؛ حيث إنها تعتمد على الفكرة الجيدة والممثِّل الجيد والمخرج العبقري الذي يقدِّم أفضل الأعمال وأروعها بأقل التكاليف المادية الممكنة.
وظهرت بعد الثورة المخرجات في مصر ليقدمن تجارب واقعية ومؤثرة لدرجة أتاحت لهن ولأول مرة تخصيص أسبوع لعرض هذه الأعمال المختلفة، ورصدت "مصر اليوم" تفاصيل تجارب المخرجات للتعرف على رؤيتهن لمستقبل الفن في مصر.
دينا حمزة
هي ابنه الشاعر الكبير محمد حمزة ولها مشوار طويل مع الأفلام التسجيلية، وحصلت على جائزة أفضل فيلم تسجيلي في الدورة السابعة لمهرجان لقاء الصورة، الذي ينظمه المعهد الفرنسي في القاهرة، عن فيلمها التسجيلي داخل وخارج الغرفة الذي يتناول شخصية "عشماوي" منفذ أحكام الإعدام، وبناء علي هذه الجائزة حصلت من المعهد على دعوة للمشاركة في مهرجان مرسيليا السينمائي ، ولها تجارب متميزة أخرى مثل فيلم "أصوات ورؤية" و"في حاجة ناقصة" كما أنها تصور حاليا فيلم "جي الزمان" وتتناول فيه تجربة والدها الشاعر محمد حمزة وصديقه المطرب الراحل عبد الحليم حافظ، لترصد تفاصيل هذه الفترة المهمة في تاريخ الفن والموسيقى العربية .
وتقول دينا إن الأفلام التسجيلية هي أفلام مهمة ولها مكانتها في العالم لكن مشكلتها في مصر تتمثل في التمويل، وبخاصة أنها ليس لها جمهور بخلاف السينما الروائية التي لها جمهورها الواسع لكن التسجيلية تخاطب النخبة والمثقفين ومنذ الستينات وهي مختفية وليس لها وجود كالسينما الطويلة ومشكلتنا دائما في التمويل.
وأشارت دينا إلى أنه مع ظهور القنوات وبخاصة القنوات الوثائقية كالجزيرة و on t v بدأت أفلامنا تجد من يساهم في تمويلها، موضح أن المشكلة فيها كمخرجة أنها تعمل فيلمًا لها وليس لأي جهة أخرى فأحاول تنفيذ أفكاري ورؤيتي ثم ابحث عن جهات لتمويلي أو لعرض فيلمي.
وأضافت: " كانت لي تجربة مع الحكومة ممثلة في وزارة الثقافة ولكن مساندتهم ضعيفة حيث تقتصر علي تذليل التصاريح والتصوير الخارجي والشوارع، وكأني أنتج لنفسي، فأنا أتكفل بأجور العاملين معي، والحقيقة فهم لايتقاضون أجورهم الحقيقية ويقدرون الأمور وظروف الإنتاج، مشيرة إلى أنها تبحث حاليًا عن الدعم الخارجي من جهات عربية وأجنبية لأن الدعم المادي سيساعد على إخراج فيلم جيد وتلك الجهات بدأت تساعدنا ولكنها جهات قليلة حاليا لذا فإننا نمر برحلة صعبه حتى يتم إنتاج الفيلم.
وحول إقبال الجمهور تقول دينا الوضع اختلف وأصبح لتلك السينما جمهور، مشيرة إلى أنه أقيم من قبل أسبوع خاص لعرض أحد فيلم "الطيب والشرير" وهي تجربة تحدث لأول مرة، وبدأ الناس يقبلون علي تلك النوعية وخاصة بعد الثورة لأنهم يرغبون في رؤية أشخاص حقيقيين وأحداث واقعية، ويجدون متعه حقيقية.
وحول كثرة المخرجات في مجال الأفلام التسجيلية، قالت إن رائدات السينما هن من النساء مثل بهيجة حافظ واسيا وماري كوين وهن من بدأنا مشوار السينما المصرية في الأساس، إضافة إلى جيل إيناس الدغيدي.
وأضافت: " لدينا نماذج رائعة لمخرجين تسجيليين متميزين مثل شادي عبد السلام وعطيات الأبنودي وسمير عوف، مشيرة إلى أن المناخ العام بعد الثورة يساعد على فكرة الأفلام التسجيلية، إضافة إلى أن الناس يريدون الاقتراب من الحقيقة، حيث إن الأذواق قد اختلفت، وزاد الوعي وأصبح لهذا النوع جمهوره الخاص الذي يزداد يومًا بعد يوم.
آيتن أمين
درست المخرجة آيتن أمين السينما وكان مشروع تخرجها من " آرت لاب" الجامعة الأميركية فيلم "راجلها" الذى أثار ضجة لجرأته وقت عرضه، وعرض فى 10 مهرجانات دولية وقد قدمت فيلمين قصيرين عن مديحة كامل وعن تاريخ الرقص الشرقي و فازت المخرجة بجائزة ملتقى مهرجان القاهرة السينمائي الدولي لعام 2010 عن سيناريو فيلم "69 مساحة" وقد قدمت فيلم "ربيع 89" الذي يتعرض لمناقشة اضطراب المشاعر أثناء فترة المراهقة.
وقالت آيتن، لقد قمت بأعمال روائية وتسجيلية ودفعني لدخول هذا المجال حبي للسينما، إضافة إلى أنني أهتم دائمًا بالبشر في أعمالي، حيث إنني أسعى لرصد أحوالهم ومعاناتهم وتستهويني التجارب الإنسانية، مشيرة إلى أن التمويل اكبر مشكلة تواجه صانع الفيلم التسجيلي، حيث إن الفيلم المتميز يحتاج لإنتاج محترم ومكلف، إضافة إلى عدم وجود دور عرض.
وأشارت آيتن إلى أن مهنة الإخراج متعبة جدًا، وعلى الرغم من ذلك فإن المرأة أثبتت تفوقًا واضحًا فيه، مشيرة إلى أن مخرجات مصر ومخرجيها يعانون كثيرًا، مشيرة إلى أنه على 8الرغم من مشاكل حرية الإبداع خارج الوسط إلا أنهن في السينما يعملن بحرية ونشاط أكثر، موضحة أن المهم هو العمل لأنه أهم شيء في تلك الفترة والسينما خير معبر عن المجتمع إضافة إلى أنها سلاح قوي لايستهان به، لافتة إلى أنها تعمل حاليًا في فيلمها الروائي الطويل "فيلا 69" موضحة أنها اقتربت من الانتهاء منه وتتمنى أن يلقى نجاحًا مثل أفلامها السابقة.