النجم البريطاني ريكي سيخون (يسار) وزعيم القاعدة الراحل أسامة بن لادن
لندن ـ ماريا طبراني
استطاع النجم البريطاني ريكي سيخون أن يستخدم التشابه الكبير في الشكل بينه وبين زعيم تنظيم القاعدة أسامة بن لادن، بشكل رائع ليقدم الشخصية بصورة واعية وكأنه بن لادن الحقيقي، مما جعل الفيلم يرشح لخمس جوائز أوسكار، بما في ذلك جائزة أفضل فيلم. وقالت صحيفة "ديلي ميل"
البريطانية "تدور قصة الفيلم عن مطاردة الأجهزة الأمنية لزعيم تنظيم القاعدة لمدة عشر سنوات، حتى قتله على أيدي قوات البحرية الأميريكية".
ويقول ريكي إن الأمر لم يكن سهلاً عليه، فهو مطالب بتقديم نسخة أصلية للشر الموجود داخل بن لادن. وقال إنه لم يكن متأكدًا من أنه يستطيع فعل ذلك. فهو لا يمتلك وكيلاً يبحث بدلاً منه أو فريق عمل حوله لمساعدته في الإعداد للشخصية. حتى إنه لم يقرأ النص.
وقال: "لقد بدأت رحلتي في تجسيد شخصية بن لادن في آذار/ مارس الماضي، عندما تلقيت مكالمة من مساعدة المخرج، التي قالت إنها كانت تحاول الاتصال بي منذ أسبوع، وقالت إنها تريد مقابلتي، ولكن لا تستطيع أن تتحدث الآن.
"في الأسبوع التالي حصلت على دور أشهر شخصية إرهابية في العالم، وكان أول رد فعل لي على ذلك هو كلمة بذيئة، لا أستطيع تكراراها الآن".
وقال ريكي: "أنا مواطن بريطاني، أعيش في لندن، وأبلغ من العمر 29 عامًا، وحاصل على درجات في مجال الدراما من "رويال هولواي" في جامعة لندن. وأنا بعيد كل البعد عن المليونير السعودي، الذي يبلغ من العمر 54 عامًا، والذي تحول إلى إرهابي بعد قتله حوالي 3 آلاف شخص.
أعتقد أنني أشبه بن لادن إلى حد كبير لأننا الطول نفسه تقريبًا، كما أن بشرتي السمراء وأنفي البارز ساعدا على تقوية هذا الشبه.
لقد كنت في لندن يوم 7 تموز/ يوليو العام 2005، عندما قام الإرهابيون بتفجير قنابل في قطارات الأنفاق الثلاثة وحافلة، مما أسفر عن مقتل 52 شخصًا وإصابة 770 آخرين. ولكن ما شجعني على القيام بهذا الدور هو المساهمة في الحديث عن أفراح وتحديات العيش في مجتمع متنوع.
قبل العمل في فيلم "Zero Dark Thirty" لم يكن لدي الكثير من الخبرة في مجال الأفلام، ولكن كان لدي خبرة في لعب دور الشخصيات الإرهابية.
فقد لعب في فيلم "The Infidel" العام 2010 دور حازم، وهو أحد أتباع أبو حمزة، وهو واعظ إسلامي تم تسليمه في العام الماضي إلى الولايات المتحدة. لذلك، أعتقد أن لعب دور بن لادن هو تطور طبيعي، أو بمثابة حفل تخرج من صفوف الإرهابيين. وللتحضير لذلك الدور، قدمت لي صديقتي تارا، التي تعمل في معهد للدراسات الإسماعيلية، قائمة من الكتب عن بن لادن وتنظيم "القاعدة". اشتريت أيضًا مجموعة من الأقراص المدمجة لتعلم بعض مبادئ اللغة العربية. كما أنني أعرف القليل عن اللغة البنجابية والهندية، لكنها لا تساعد كثيرًا.
وقال "بعد ذلك اتبعت نظامًا غذائيًا لأقلل من وزني. فقد كنت ألعب دور رجل مريض جدًا ونحيل. فقد كان بن لادن يعيش على نظام غذائي مكون من التمور واللبن. وأثناء عطلة قضيتها في جامايكا، قام صديقي هنري وهو مدربي الشخصي، بتدريبي على الركض أعلى التلال في حرارة الصباح، وتناول البيض فقط، واللحوم الخالية من الدهون والأسماك حتى أصبح في حجم بن لادن. فقدت فقدت 12 كيلوغرامًا من وزني.
أضاف "حتى بعد كل هذا التحضير، كنت عصبيًا للغاية عندما وصلت إلى الأردن في أيار/ مايو الماضي. فقد كان لعب دور شخص ميت أكثر صعوبة مما كنت أتخيل. فقد كان عليّ أن أحبس أنفاسي لأكثر من 30 ثانية، شعرت خلالها كأنه الدهر. ولم يكن وضعي في كيس ممتعًا.
وأردف "بخلاف ما رأيته من مقاطع فيديو على موقع "يوتيوب"، لم يكن لدي الكثير لأقدمه عندما جاء الوقت للعب دور بن لادن في لحظاته الأخيرة". تذكرت نصيحة أحد المخرجين الذي قال لي: "لتقديم صورة أكثر صدقًا يجب التركيز على الطابع والدافع الأساسي في هذه النقطة لدى الشخصية، وإبرازها في الوقت المناسب.
في الفيلم، تم تصوير مشهد القتل في مجمع بن لادن في أبوت آباد، في باكستان، عندما اقتحمت قوات البحرية الموقع ونفذت عملية الاغتيال. أما الآن فقد عدت إلى حياتي العادية في لندن. واختفت كل آثار المكياج والدم الوهمي.