العندليب و كوكب الشرق و الكينج

يحظى العديد من الفنانين على مستوى العصور سواء ممثلين أو مطربين أو مشاهير لمجالات أخرى بالعديد من الألقاب التي تمنح لهم، فالفنانة فاتن حمامة لقبت بسيدة الشاشة العربية وأم كلثوم لقبت بكوكب الشرق وعبد الحليم حافظ لقب بالعندليب. أما الآن فتم إطلاق العديد من الألقاب على العديد من النجوم والمطربين مثل عمرو دياب لقب بـ "الهضبة" ومحمد منير لقب بـ "الملك" وكاظم الساهر لقب بـ "القيصر" وغيرها من الألقاب التي يتم إطلاقها بصفة يومية ومتجددة على المشاهير.

وكشفت الناقدة ماجدة موريس إن الألقاب في الماضي اختلفت كثيرًا عن الوقت الحالي، مضيفًة "في الماضي كانت الجماهير هي التي تطلق الالقاب على النجوم والمشاهير فلو تذكرنا الالقاب الماضية مثل الفنان فريد شوقي الذي أطلق عليه وحش الشاشة والفنان فؤاد المهندس الذي لقب بـ "الأستاذ" أو "أستاذ الكوميديا" والفنانة فاتن حمامة التي لقبت بسيدة الشاشة العربية، سنجد أن هذه الالقاب لا يمكن لأحد أن يختلف عليها لأن كل هؤلاء الفنانين والمطربين هم عظماء قدموا أعظم الأعمال الفنية والأدوار السينمائية والأغاني وأصحاب الحناجر الذهبية وكانت هذه الألقاب يتم منحها للفنان من قبل النقاد أو الجمهور.

وتابعت "على سبيل المثال سيدة الشاشة العربية فاتن حمامة تم إطلاق هذا اللقب عليها من جانب النقاد وذلك بسبب اهتمامها بقضايا المرأة ومحو صورة المرأة السيئة في أفلامها بداية من فيلم "موعد مع الحياة " وفيلم "أريد حلًا" والتي غيرت به قانون الأحوار الشخصية بأكمله بعد عرض هذا العمل، وفيلم "يوم حلو ويوم مر" وعرض مشاكل المرأة الأرملة، و فيلم "دعاء الكروان" وفيلم "عائلة ميم" لذا استحقت هذا اللقب عن جدارة".

وأردفت "ولكن الآن أصبحت الألقاب يتم التنافس عليها بأسلوب غير متعارف عليه وليس بالأعمال فقط فهي ليست المقياس فمن الممكن أن يتداول مدير أعمال هذا الفنان أخبار عن الفنان تحمل هذا اللقب مما يجعل اللقب ملتصق به، وهناك جمهور ومشاهدين يطلقون على الفنان أو المطرب هذا اللقب من فرط حبهم له من أعماله.

وختمت الناقدة ماجدة موريس "الألقاب أصبحت ليست وليدة الأعمال بمعنى إن في الماضي كان من الممكن أن يلقب الفنان بشخصية أداها أو لاهتمامه بقضايا محددة فمثلا لقبت الفنانة سعاد حسني بـ "زوزو" نظرًا لنجاح فيلم "خلي بالك من زوزو" ومثل الفنان الراحل عبد المنعم مدبولي عندما لقب بـ "بابا عبده" نظرًا لنجاح مسلسل "أبنائي الأعزاء شكرًا" ولكن الألقاب حاليًا أصبحت ليس لها علاقة بالأعمال، فقط يتم تداولها مرارًا وتكرارًا حتى يتم إلصاقها بالفنان وهذا هو الاختلاف".

ويوضح الناقد نادر عدلي حول الموضوع "التنافس على الألقاب كان يحدث في الماضي مثلما يحدث في الوقت الحاضر ولكن الالقاب في الماضي كان لها مقاييس ولا يمكن لأحد أن يطلقها على الفنان سوى النقاد والجمهور ولكن النقاد كانوا يطلقون على الفنان هذا اللقب بعد دراسة عميقة للأعمال التي كانوا يقدمونها مثل كوكب الشرق والعندليب والسيندريلا وسيدة الشاشة العربية ووحش الشاشة وغيرها من الألقاب كان لا يمكن لأحد أن يعترض على هذا اللقب".

وأضاف عدلي "لكن الأن هوس النجومية والشهرة أصبح متصاعدًا وفي زيادة متفاقمة مما جعل الفنانون لديهم هوس في الالقاب وفلان يتسابق مع فلان على لقب ما وهكذا".

وتابع "لذا لو خضع موضوع اختيار الألقاب لمتخصصين، سيكون أفضل بكثير من الحروب التي لا أساس لها من الصحة على الألقاب وتنافس بين نجوم لا يستحقوا هذا اللقب من الأساس".

وتذكر الفنانة نشوى مصطفى "موضوع الألقاب أعتبره سخيف للغاية وليس له أي داعي فأنا كفنانة أرفض أن ألقب بأي لقب، ولكن هناك من الفنانين من حملوا ألقاب واستحقوها مثل لقب كوكب الشرق أو سيدة الشاشة العربية فلا احد يمكن ان يقلل من شأن الفنانة فاتن حمامة فهي علامة بارزة وقيمة وقامة وكذلك السيدة أم كلثوم وغيرهما".

وأضافت "لكن السخافة في إن الفنان يتنافس ويتشاجر مع زميل آخر على لقب ما، فالألقاب هذه يتم إطلاقها من جانب الجمهور ولكن أن يطلق الفنان اللقب على نفسه أمر لا يمكن قبوله.