الجزائر - سميرة عوام
أُدخِلَت أخيرًا موديلات جديدة على الملحفة الشاوية المصحوبة بالسروال، في المحلات القائمة على ترويج الألبسة التقليدية لمنطقة الشرق الجزائري، حيث أصبحت العروس الجزائرية ترتدي هذه الملحفة المتميزة بالألوان الجميلة والأشكال المختلفة، من خلال استقدام قطع من قماش الحرير، والذي يحمل ألوانًا زاهية غالبها الأزرق والوردي، وكذلك اللون الأخضر الفاتح، إلى جانب وضع بعض الإكسسورات المميزة، والتي تطبع منطقة الأوراس، من خلال إعطاء لمسة للمرأة الشاوية العصرية، والتي باتت تُفضِّل مثل هذه الألبسة من أجل منافسة نساء المغرب، بعد اقتحام الكاراكو العاصمي والقفطان المغاربي ساحة الفساتين العصرية، في أكبر المحلات التجارية في المدن الموجودة شرق البلاد، في حين تمثل الملحفة الشاوية تراث مختلف المدن الجزائرية خاصة في الخارج، بعد أن أصبحت أكبر الصالونات الفرنسية تعرف المنتوج الجزائري التقليدي.
وفي سياق متصل، أكّدت السيدة زينب، وهي مختصة في الموديلات العصرية في مدينة باتنة (عاصمة الأوراس والشاوية)، أنه تم أخذ موديلات وتفصيلات أخرى عن الزي الشاوي، والذي كان قد تم التخلي عنه من قِبل بعض السيدات نظرًا إلى قدم تطريزه وألوانه المرتبطة بالطبيعة، لكن بعد رحلتها إلى أوروبا اكتشفت زينب أن هذه القطعة الأثرية في الإمكان تطويرها من خلال استقدام قطع من قماش الحرير، والذي يحمل ألوانًا زاهية غالبها الأزرق والوردي، وكذلك اللون الأخضر الفاتح مصحوبًا بسروال الشقة، والمطرز بخيوط حريرية تُضفي على اللباس جمالاً آخر يختلف عن نظيره في المغرب وتونس، لأن اللباس الشاوي مأخوذ من التراث التقليدي الجزائري، وبعد دخوله للسوق العالمية فضَّلت بعض الحرفيات من تونس استغلاله وتحويله إلى لباس عصري، من دون المس بمكوناته الأساسية، والمتعلقة باللون والشكل وطريقة وضع الملحفة الشاوية الجزائرية.
وعلى صعيد آخر، بلغ سعر القطعة الواحدة ما بين 50 إلى 120 ألف درهم، وبات ينافس القفطان والوشاح الفرنسي، خاصة في الأعراس والحفلات، والتي تقام في القاعات المفتوحة.
وفي هذا السياق، أكَّدت وزارة الصناعات التقليدية والحرف في الجزائر أنه سيقام في شهر أيار/ مايو المقبل مهرجان الملحفة الشاوية ولواحقها، وذلك في قاعات باريس، حيث ستدخل الملحفة التنافس مع الزي الفرنسي العصري، وفي هذا السياق اعتبرت الجهة ذاتها أن هذه الألبسة التقليدية العصرية تمثل تراث مختلف المدن الجزائرية خاصة في الخارج، بعد أن أصبحت أكبر الصالونات تعرف المنتوج الجزائري التقليدي، والذي يدخل في إطار مكوّنات الهوية الوطنية.