الإصابة بالسرطان

أصبح داء السرطان مادة دسمة لحديث الكثير من وسائل الإعلام أخيرًا، إذ أشارت أحدث الأبحاث الطبية إلى أنَّ الإصابة بالمرض تأتي نتيجة لسوء الحظ وليس بسبب أسلوب الحياة.

وأشار مؤلف دراسة إلى أنَّ نمط الحياة لا يزال لديه دور مهم في الإصابة بالعديد من أنواع السرطان.

ولكن إذا اعتنينا بأنفسنا سوف نكون أوفر حظًا، ومرض سرطان الثدى خير مثال على ذلك، ولكن ليس هناك شك في أنَّ سرطان الثدي يمكن أنَّ يكون مرتبطًا بعوامل وراثية، فإذا كنت تحمل جينات وراثية تجعلك أكثر عرضة للإصابة بسرطان الثدي، فليس هناك الكثير الذي يمكنك القيام به حيال ذلك.

كما تفكر بعض الحالات التي تحمل جينات وراثية، والتي تزيد من مخاطر الإصابة بسرطان، في عمليات استئصال الثدي لتفادي الإصابة بالسرطان في وقت لاحق، مثلما فعلت النجمة أنجلينا جولي، فربما تزيد الجينات الوراثية من مخاطر الإصابة، لكن أسلوب الحياة أيضًا يلعب دورًا مهمًا.

ونسبة ارتباط سرطان الثدي بالجينات الوراثية تبلغ 3 : 100، ولكن إصابة أحد الأقارب مثل الأم أو الأخت بسرطان الثدي يمكن أنَّ يضاعف من مخاطر الإصابة بالمرض.

كذلك ينصح الأطباء بأنَّه إذا كان لديك الكثير من الأقارب المصابين بسرطان الثدي أو الأمعاء يجب الذهاب إلى الطبيب؛ لأنه ربما يكون من المفيد عمل اختبار للكشف إذا كنت مُصاب أم لا.

وتصاب امرأة واحدة من كل 8 نساء بسرطان الثدي، برغم أنَّ معظم النساء يُصابون بالمرض في مرحلة ما بعد انقطاع الطمث، إلا أنَّ نحو خمس من الذين يعانون من سرطان الثدي تحت سن الـ50.

فيما ترجع التكتلات التي تكون في الثدي إلي أشياء كثيرة، ربما تكون خراج، أو ورم حميد، ويمكن إزالة الأورام الحميدة إذا لزم الأمر، ولكن في كثير من الأحيان يمكن التخلص منها عن طريق العلاج، ومع ذلك يجب الرجوع للطبيب في جميع الأحوال.

لكن في المملكة المتحدة، السن المعرض للإصابة بالمرض يكون بين 50 و70 عامًا، ويمكن توسيع السن ليشمل النساء ما بين 47-73، ويمكن تصوير الثدي بالأشعة السينية وهي أشعة يكثر استخدامها للكشف عن تشوهات صغيرة في الثدي، كما يمكن استخدام الموجات فوق الصوتية أو الرنين المغناطيسي.

وعن الكشف الطبي فيجب أنَّ يكون مرة واحدة في الشهر على الأقل؛ فالكشف بصفة مستمرة يجعل المرأة على دراية بما يحدث لها من تغيرات، وتكون على ثقة من اكتشاف أيّة تغييرات، ويمكن الكشف الذاتي عن طريق وضع اليدين بالماء والصابون مع رفع اليدين فوق رأسك، ثم أسفل الثدي، ذلك يمكن أن يساعد أيضًا في تحديد التغيُّرات الجلدية.

في حين يتوقع الأطباء أنَّ زيادة الوزن قد تزيد من خطر الإصابة بسرطان الثدي، فالدهون ليست الشيء الوحيد الذى يزيد الوزن بل أيضًا الهرمونات ربما تؤثر على وزن الجسم مثل الاستروجين، ويعتقد أنَّ هرمون الاستروجين ربما يؤدي إلى الإصابة بسرطان الثدي، لذا كلما زاد الوزن، كلما ازدادت مخاطر الإصابة بسرطان الثدي.

وعن الكحول والتدخين، فيحتاج الشخص إلى التصدي لجميع جوانب أنماط حياتنا، إذا كنا نريد الحدّ من مخاطر الإصابة بمرض سرطان الثدي، والجميع يعلم أنَّ التدخين هو سبب رئيسي لسرطان الرئة، لكنه يمكن أيضًا أنَّ يزيد من مخاطر العديد من أنواع السرطان الأخرى، بما في ذلك سرطان الثدي والرحم والمعدة والفم والمثانة والمبيض.

كما تم ربط سرطان الثدي بشرب الكثير من الكحول، فمجرد وحدة إضافية واحدة في اليوم يمكن أنَّ تزيد من مخاطر الإصابة بنحو 10%.

وفي الإطار ذاته، قد يزيد العلاج بالهرمونات البديلة خطر الإصابة بسرطان الثدي؛ إذ تحتوي على هرموني الاستروجين والبروجستيرون والذي من الممكن أنَّ يزيد من خطر الإصابة بسرطان الثدي.

ومع ذلك، فإنَّ البعض يؤكد أنَّ العلاج بالهرمونات البديلة يمكن أنَّ يحمِ من هشاشة العظام، وفي النهاية فإنَّ استخدامه أولُا يجب أنَّ يكون تحت إشراف الطبيب.

أما بشأن استخدام "مزيلات العرق" فلم يتم التأكد من دورها في الإصابة بسرطان الثدي، ولكن أكدت بعض الدراسات أنه ربما يكون هناك خطر على جسم الإنسان بسبب استخدام مركبات الألومنيوم في مضادات التعرق, هذه المركبات تمنع مؤقتًا الغدد العرقية، ولكن يمكن أنَّ تتراكم في أنسجة الثدي، وتنتج بعض الآثار تشبه هرمون الاستروجين، ويمكن أنَّ يعزز هرمون الاستروجين نمو سرطان الثدي.

في المقابل لم تؤكد الدراسات وجود مخاطر بالفعل, ومع ذلك، فإنّض الاستخدام المتزايد للمنتجات الكيميائية يسبب بعض الآثار الضارة وعلينا أنَّ نحاول الحدّ منها كلما كان ذلك ممكنًا.

كما نفت العديد من الدراسات ما تردد بشأن تزايد نسب الإصابة بسرطان الثدي بسبب استخدام "حمالات الصدر"، مؤكدة أنَّ هذا الكلام يعد أسطورة وحديث بعيد عن الحقيقة، ولا يوجد أي دليل على الإطلاق أنَّ حمالات الصدر تسبب السرطان, بل الحصول على حمالة الصدر المناسبة أمر جيد ومهم، فالعديد من النساء يرتدين حجم خطأ في حمالات الصدر، فحمالة الصدر المناسبة تعطي ثقة كبيرة في الجسم، وتخفف الضغط على الكتفين بالنسبة لمن يمتلكن صدرًا كبيرًا.

وعن إصابة الرجال بسرطان الثدي، أكدت الدراسات أنه نادر عند الرجال، 400 رجل فقط يُصابون بالمرض سنويًا، ولكن الأخبار السيئة أنه من المرجح أنَّ ينتشر في الوقت الحالي بسبب قلة الوعي, وهو أكثر شيوعًا في الرجال الأكبر سنًا (أكبر من 60 عامًا)، والرجال الذين لديهم تاريخ عائلي للإصابة بسرطان الثدي، أو الرجال الذين يعانون من السمنة المفرطة.

والرسالة هي أنَّ الرجال بحاجة ليكونوا على دراية بأورام الثدي، والتحقق منها عند الطبيب على الفور.

على الرغم من سرطان الثدي في الأغلب يكون نتيجة جينات وراثية، إلا أنَّ هناك أشياء يمكنك القيام بها للحدّ من مخاطر الإصابة بالمرض.

ويمكن علاج جميع أنواع السرطان ولكن عند اكتشافها في وقت مبكر تكون فرص نجاح العلاج أكبر.

وتحسنت طرق العلاج بشكل كبير خلال العقود القليلة الماضية، فثمانية من 10 نساء لا يزلنّ على قيد الحياة بعد مرور 10 أعوام على إصابتهن بالمرض, لذا، لا تترك نفسك للصدفة بل هناك الكثير من الأشياء التي يمكن القيام بها لتحسين حظك.