واشنطن ـ يوسف مكي
يدّعي الباحثون أنَّ الرجال يتجاهلون الطعام عندما يكون "الجنس" على أول قائمتهم؛ حيث وجدت دراسة أجرتها جامعة روشستر أنَّ الرجال يمكنهم التغلب على الشعور بالجوع في حال التركيز على إيجاد رفيقة، وبالتالي يحدث داخل المخ تغيُّرات طفيفة في الدوائر الدماغية، والتي تُملي الاختلافات في السلوك بين الذكور والإناث.
ويؤكد مساعد البروفيسور "دوغلاس بورتمان": "في حين أننا نعلم أنَّ السلوك الإنساني يتغير بعدة عوامل بما في ذلك المعاير الثقافية والاجتماعية، تشير هذه النتائج إلى الآليّات البيولوجية الأساسية، التي قد لا تساعد فقط في شرح بعض الاختلافات بين الذكور والإناث، ولكن تشرح أيضًا الاسباب المختلفة لازدياد الاضربات العصبية عند أحد الجنسين".
وبدأ البحث في النظر إلى دورة مجهرية تُدعى "سي اليجانس"، وركّز على زوج من الخلايا العصبية يسمى "أوا" والذي يرتبط بقوة بالشعور بالجوع والعثور على شريك.
كما بدأ العلماء الدراسة على اثنين من الجنسين الذكور والشواذ جنسيًا من الديدان، والذين وضعوا في صحن "بيتري" الخاص بالأبحاث، وتركوا لهم الخيار أما الأكل أو الذهاب للبحث عن رفيقة، كما أنَّ بعض الديدان كانت معدّلة وراثيًا لتجعلهم أكثر حساسية لشمّ رائحة الطعام من خلال العبث بالخلايا العصبية الخاصة بهم، فوجد البحاثون أنَّ الديدان الذكورية العادية غادرت مصدر طعامها وذهبت للبحث عن شريك، ومع ذلك فالذكور الذين تمّ تعديلهم وراثيًا كانوا أكثر جوعًا وأقل نجاحًا بعشرات المرات في التزاوج، فقد أرادوا البقاء كمصدر للغذاء، كما بقى الشواذ أيضًا بجانب مصدر الطعام.
ونشرت الدراسة في مجلة "علم الأحياء" والتي أشارت إلى أنَّ الديدان العادية كانت قادرة على تجاهل الجوع؛ من أجل الحصول على رفيقة، وأكد البروفيسور "بورتمان" من قسم علم الوراثة الطبية ومركز الأمراض العصبية: "هذه النتائج توضح أنَّ ضبط خصائص خلية واحدة يمكنها أنَّ تغيّر السلوك".
ويضيف: "وهذا يشير إلى أنَّ مجموعة الأدلة المتزايدة والتي تنظّم ممارسة الجنس المحدّد للتعبير الجيني يمكنها لعب دور مهم في المرونة العصبية، وبالتالي تؤثر على الاختلافات في السلوكيات وقابلية المرض بين الجنسين".