واشنطن - لبنان اليوم
اقترحت دراسة أن الخلايا الجذعية الشبكية المأخوذة من عيون الجثث يمكن استخدامها لعلاج العمى لملايين الأشخاص حول العالم.
وتعد الظهارة الصبغية للشبكية (RPE) طبقة من الخلايا تنقل العناصر الغذائية والفضلات داخل وخارج الشبكية، وهي قطعة من الأنسجة على الجزء الخلفي من أعيننا.
وتساعد هذه الخلايا أيضا على امتصاص الضوء المتناثر في العين وهي ضرورية للرؤية الطبيعية - مع كون الخلل الوظيفي في RPE سببا رئيسيا للعمى.
ويتمثل أحد أنواع ضعف RPE في الضمور البقعي - الذي يصيب نحو 1.5 مليون شخص في المملكة المتحدة وزهاء 200 مليون فرد حول العالم.
ونجح خبراء من الصين الآن في زرع خلايا جذعية لشبكية العين من جثة بشرية في عيون القرود، حيث نجت ونمت إلى RPE.
وكانت الخلايا المزروعة قادرة على استبدال وظيفة RPE للمضيف، ما يزيد من إمكانية التمكن من تصحيح الخلل الوظيفي RPE في البشر في المستقبل.
وقال معد الورقة البحثية وعالم الأحياء الخلوي، تيموثي بلينكينسوب، من كلية إيكان للطب في Mount Sinai في إسرائيل: "أظهرنا أن RPE المشتق من جثة بشرية يستبدل جزئيا على الأقل الوظيفة في البقعة من الرئيسيات غير البشرية. ويمكن زرع الخلايا المشتقة من المتبرعين بجثث بشرية بأمان تحت الشبكية واستبدال وظيفة المضيف، وبالتالي قد تكون مصدرا واعدا لإنقاذ البصر لدى مرضى الشبكية".
وفي الدراسة، زُرعت خلايا جذعية من عيون الجثث المتبرع بها تحت بقعة القردة، الجزء المركزي من شبكية العين.
وأفاد الباحثون أن البقع المزروعة ظلت مستقرة لمدة ثلاثة أشهر على الأقل دون أي آثار جانبية خطيرة. وأوضح البروفيسور بلينكينسوب: "علاوة على ذلك، استحوذ RPE المشتق من الخلايا الجذعية جزئيا على وظيفة RPE، وكان قادرا على دعم وظيفة مستقبل الضوء الطبيعي. والأهم من ذلك، أن هذه الخلايا لم تسبب ندبات الشبكية".
وقال الفريق إن الخلايا الجذعية التي يتم حصادها من المتبرعين المتوفين يمكن أن تكون بمثابة "مورد غير محدود" للـ RPE البشري، واستعادة البصر لملايين الأشخاص حول العالم.
وقال بلينكينسوب: "إن زرع الخلايا الجذعية RPE المستمدة من عيون جثة بشرية بالغة لتحل مكان RPE المعيب، هو علاج محتمل للتنكس البقعي".
ومع ذلك، ستكون هناك حاجة إلى مزيد من البحث، من أجل تحديد ما إذا كان الإجراء يعمل مع البشر - حيث ما تزال التجارب السريرية بعيدة المنال، كما حذر الفريق.
وأضافوا أن الخطوة الأولى في هذا الاتجاه تتمثل في اختبار الخلايا الجذعية لدى القرود التي تعاني من العمى المرتبط بخلل وظيفي في RPE. وتشير نتائج هذه الدراسة إلى أن المتبرع البشري البالغ RPE آمن للزرع، ما يعزز الحجة للتجارب السريرية البشرية لعلاج مرض الشبكية.
وقال بلينكينسوب: "لكن إجراء مزيد من البحث حول هذا النهج ضروري".
ويجب أن تستكشف الدراسات المستقبلية ما إذا كانت الخلايا الجذعية RPE المستمدة من عيون الجثث، يمكنها استعادة الرؤية لدى المرضى من البشر ونماذج الرئيسيات غير البشرية المريضة.
ونُشرت النتائج الكاملة للدراسة في مجلة Stem Cell Reports.