غزة – محمد حبيب
تتزايد أعداد المصابين بمرض السرطان يومًا بعد آخر في قطاع غزة، في ظل واقع صحي يعجز عن توافر رعاية صحية مناسبة تواجه المرض في مختلف المراحل التي يمر بها.
ويرجع أطباء متخصصون أسباب ارتفاع عدد المصابين بأمراض السرطان في غزة، إلى استخدام الاحتلال الإسرائيلي الأسلحة المحرمة دوليا كالفسفور واليورانيوم المخصب، إذ أثبتت منظمة الصحة العالمية أنَّ تلك الأسلحة تسبب الإصابة بمرض سرطان "الرئة والدم".
من جانبه ، قال استشاري علاج الأورام في مجمع الشفاء الطبي الدكتور زياد الخزندار، إنَّه يتم اكتشاف 75 مصابًا بمرض السرطان في مجمع الشفاء الطبي بشكل شهري.
وأكّد الخزندار أنَّ عدد المرضى المسجلين في مجمع الشفاء الطبي في قسم الأورام 4500 مريض، مضيفًا إنَّ سرطان الثدي للإناث يشكل 31 في المائة، في حين يشكل سرطان الرئة للذكور 19 في المائة من مجموع الإصابات.
وأشار إلى، وجود زيادة في عدد الحالات المكتشفة والمصابة بمرض سرطان القالون والتي بلغت نسبة الإصابة به قرابة 18 في المائة من مجموع الإصابات، بالإضافة لسرطان البروستاتا والمعدة.
وأرجع الخزندار، أسباب ارتفاع عدد المصابين بأمراض السرطان، إلى تعدد الحروب الإسرائيلية على قطاع غزة واستخدامها الأسلحة المحرمة دوليا كالفسفور واليورانيوم المخصب التي أثبتت منظمة الصحة العالمية أنَّ تلك الأسلحة تسبب الإصابة بمرض سرطان الرئة والدم.
ويتم اكتشاف الحالات المصابة بمرض السرطان، وفق استشاري علاج الأورام، من خلال العيادات والمراكز الصحية التابعة لوزارة الصحة والمستشفيات الخاصة، بالإضافة إلى الأقسام المنتشرة في مجمع الشفاء الطبي.
ولفت الخزندار، إلى أنَّ قسم الأورام في مجمع الشفاء الطبي يعاني من نقص حاد في الكادر البشري، قائلًا: "نحن ثلاثة أطباء مختصين نعمل على اكتشاف وعلاج ومتابعة المرضى والإشراف على 4500 مريض".
وتابع: "إنَّ المناطق الحدودية التي تتعرض لصواريخ الاحتلال هى أكثر المناطق التي شهدت ارتفاعًا في أعداد المصابين بمرض السرطان، منوهًا إلى وجود نقص حاد في أدوية العلاج الكيماوي، نظرًا لارتفاع أسعارها.
وكشف، إنَّه "يتم إرسال عدد من المرضى للعلاج في مستشفيات الخارج"، مؤكدًا أنَّ "تأخر تلقي المصابين بمرضى السرطان يعرض حياتهم لخطر الوفاة".
وذكر أنَّه يتم تحويل من 300-400 مصاب بمرض السرطان للعلاج في الخارج سنويًا، نظرًا لوجود نقص في العلاج الكيماوي وعدم وجود إشعاع ومسح ذري في القطاع، مشيرًا إلى أنَّ ارتفاع الأعداد المصابة بمرض السرطان والمحولة للعلاج في الخارج يزيد العبء على نفقات وزارة الصحة.
ودعا الخزندار، إلى زيادة الكادر العامل في قسم أورام السرطان وتوافر الأدوية الخاصة للمرضى، وأن يتم إجراء الفحص الدوري كل ستة أشهر لمن يزيد عمره على 40 عامًا، وأنَّ تلك الفحوصات بسيطة وسهلة ورخيصة التكاليف.
وناشد استشاري علاج الأورام، جميع المعنيين لتحمل مسؤولياتهم وبناء مستشفى أورام كبير في قطاع غزة لخدمة المصابين، مؤكدًا أن عددًا من المرضى يتم تحويلهم لأقسام مختلفة داخل مستشفى الشفاء وتوزيعهم على مختلف الأقسام.
بدوره، بيّن رئيس قسم الأورام في المستشفى الأوروبي أحمد الشرفا، وجود مشكلة في التعرف على أعداد المرضى والمصابين بمرض السرطان في قطاع غزة؛ لتوقف عدد من العاملين في مجال الإحصاء عن العمل والنقص الحاد في أعداد الموظفين.
وأوضح الشرفا أنَّ عدد المراجعين لعيادة الأورام العام الماضي في المستشفى الأوروبي بلغ 1300 حالة مصابة بمرض السرطان، لافنًا إلى أنَّه تم تسجيل 600 مصاب جديد خلال العام الماضي.
وأكّد ارتفاع تكلفة علاج السرطان، وعدم توافر عدد من الأدوية في غزة، وأنَّ بعض الجرعات تصل تكلفة الواحدة منها لخمسة آلاف دولار، مضيفًا: "إن القطاع يعاني من أزمة نقص أدوية السرطان منذ أعوام وزادت تلك النسبة خلال الأعوام الماضية".
وأشار إلى أنه يتم تحويل العديد من المرضى للعلاج في الخارج؛ نظرًا لعدم توفر أدوية السرطان بغزة، مضيفًا: "إذا استمر الوضع على ما هو عليه في غزة سيزيد تحويل المرضى للخارج".
وأكمل: "إن تأخر تحويل المرضى وعدم توفر احتياجاتهم، وتأخر سفرهم يزيد من مخاطر إصابتهم بالسرطان، ويفاقم من معاناتهم ويزيد من تدهور أوضاعهم الصحية"، مشددًا على ضرورة توفير كافة الأدوية للمرضى بغزة للتخفيف من معاناتهم.