المكملات الغذائية

كشفت دراسة أميركية أن الإفراط في تناول المكملات الغذائية من الفيتامينات المتعددة، تزيد من خطر الإصابة بالسرطان وأمراض القلب، مؤكدة أنها تضر أكثر مما تنفع.

وأجرى باحثون أميركيون من جامعة كولورادو، هذه الدراسة استنادُا إلى الكثير من التجارب على آلاف المرضى على مدى عشرة أعوام، واكتشفوا أن الذين يتناولون الفيتامينات الإضافية والمعادن هم أكثر عرضة للمشاكل صحية.

وأوضحت الدراسة أن تناول جرعة زائدة من فيتامين بيتا- كاروتين، الموصى به لتعزيز النظام المناعي، يزيد من خطر الإصابة بسرطان الرئة وأمراض القلب بنسبة تصل إلى 20٪.

وأكدت أنَّ تناول المكملات الغذائية التي تحتوي على حامض الفوليك المعروف بقدرته على الحد من الأورام الحميدة السرطانية في القولون، يزيد في الواقع من عدد الأورام الحميدة بين مستهلكيه، مقارنة بأولئك الذين يتلقون علاجًا بديلًا.

وصرَّح المدير المساعد للوقاية من السرطان في مركز السرطان في الجامعة، الباحث تيم بايرز، قائلًا "اكتشفنا أن تناول الفيتامينات الإضافية والمعادن تضر أكثر مما تنفع، ووجدنا أن المكملات الغذائية ليست مفيدة للصحة".

وأضاف بايرز "بعض الأشخاص أصيبوا بالأمراض السرطانية وهم يتناولون مكملات الفيتامينات"، وقدم "بايرز" نتائج  الدراسة في الاجتماع السنوي للجمعية الأميركية لأبحاث السرطان مطلع الأسبوع الجاري.

ويثير البحث تساؤلات خطيرة حول فعالية سوق المكملات الغذائية، والذي يتكلف نحو 600 مليون دولار في بريطانيا، وتظهر الأبحاث العلمية أن كثيرًا من الأشخاص يتناولون جرعات أكثر من الموصى به يوميًا من مكملات الفيتامينات والمعادن.

وأشار بايرز إلى أنه لم يتضح حتى الآن السبب وراء تسبب هذه المكملات في المزيد من المخاطر الصحية؛ لكنه حذر المستهلكين من استهلاك جرعة أعلى من الموصى بها يوميُا، مضيفا أن تناول الجرعات الصحيحة غير مؤذية، ولكنها ليست بديلُا عن التغذية السليمة، حيث أن تناول الفاكهة والخضروات الطازجة تقلل من احتمال الإصابة بالسرطان.

وأبرز أنَّ المكملات الغذائية أظهرت نتائج واعدة عند اختبارها على الحيوانات؛ ولكن علامات التفاؤل لم تتكرر في الدراسات التي أجريت على المدى الطويل على البشر.

وتابع "لسنا متأكدين من سبب وقوع المخاطر على مستوى الجزيئات، ولكن تشير الأدلة إلى أن الأشخاص الذين يتناولون جرعات عالية من المكملات الغذائية، أكثر من اللازم معرضون للإصابة بسرطان".

ونوَّه بايرز بأنَّ دراسته عن المكملات الغذائية تمس قضايا الصحة العامة، وحث السلطات البريطانية على أن تولي المزيد من الاهتمام بسلامة تناول المكملات الغذائية، وطريقة الإعلان عنها.