لندن ـ كاتيا حداد
على عكس الشائع بأن النبيذ يتسبب في انتشار وباء السمنة، إلا أن صحيفة "الدايلي ميل" البريطانية قدمت مجموعة من التجارب لبعض النساء البريطانيات، اللاتي تمكنّ من خفض أوزانهن بسبب تناول كأس من النبيذ الأحمر يوميًا، وهو الأمر الذي يدعمه خبراء التغذية.
وعلى الرغم من توصيات موقع هيئة الصحة الوطنية البريطانية المستمرة بأن كأس الخمر يحتوي على عدد من السعرات الحرارية المماثلة لقطعة كيك، إلا أن ليندا مونك، تمكنت من خسارة ستة أرطال من وزنها طوال الثلاثة أسابيع الماضية بفضل تناول كأس يومي من النبيذ الأحمر ليلاً، مؤكدة أنه يحد كثيراً من شهيتها لتناول السكر.
وتابعت: " لقد تراجعت شهيتي في تناول الوجبات الخفيفة من الحلويات والبسكويت والشوكولاتة بعد العشاء، بسبب تأثير الكحول الذي جعلني أشعر بالراحة"، ولا تتمتع ليندا بالشراهة في تناول الكحول، لكنها معتدلة في تناوله كعامل مساعد للسيطرة على الوزن، حتى لو كان يناقض المعتقدات الشائعة.
وارتبطت الشراهة في تناول الكحول في الأعوام الأخيرة في بريطانيا بتنامي وباء البدانة، ويؤكد رئيس الجمعية الملكية للصحة العامة فيونا سيم، على ضرورة حساب السعرات الحرارية في المشروبات الكحولية مثل الموجودة في الوجبات الغذائية.
ودعم الاتحاد الأوروبي مؤخرًا خططًا لإرفاق محتوى السعرات الحرارية الموجودة في زجاجات الكحول من النبيذ والبيرة والمشروبات الروحية، بقائمة المواد الغذائية الملصقة على الزجاجة، وتشير مجموعة واسعة من الأدلة إلى أن شرب الخمر يساعد على الحفاظ على الرشاقة.
وكشفت دراسة عمرها 13 عامًا، أجرتها جامعة هارفارد على 20 ألف امرأة، أن اللاتي شربن نصف زجاجة من النبيذ يوميًا، انخفضت لديهن خطر الإصابة بالسمنة بنسبة 70 % مقارنة باللاتي لم يتناولنه.
وأفادت الهيئة الرسمية للمشروبات الكحولية التابعة للحكومة الأميركية، المعهد الوطني لتعاطي الكحول والإدمان، أنه عند استبدال السعرات الحرارية في الكربوهيدرات بالسعرات الحرارية في الكحول، يحدث فقدان في الوزن، لأن الجسم يستمد طاقة أقل من الكحول مقارنة بالغذاء.
وكشفت دراسة أخرى، قدمت في المؤتمر الأوروبي حول السمنة في براغ الأسبوع الماضي، أن كأسًا من النبيذ الأحمر كل ليلة يزيد من مستويات الكولسترول المفيد "HDL".
ويساعد الكحول على تحسين مرض السكري من النوع الثاني لأنه يعزز أيض الجلوكوز، وهي عملية يتم من خلالها معالجة السكريات البسيطة الموجودة في العديد من الأطعمة وتستخدم لإنتاج الطاقة.
وتتبع ليندا نظامًا غذائيًا يدعى "خسارة الوزن في أربع ساعات: الدليل غير الشائع لخسارة الوزن السريع"، والذي كتبه خبير التغذية تيم فيريس، والذي يستلزم القضاء على الكربوهيدرات المكررة ويمتلئ بالخضروات والبروتينات الخالية من الدهون.
والأهم من ذلك يسمح الخبير بتناول كأسًا من النبيذ يوميًا، مع التحذير أن الإفراط في تناول النبيذ تؤدي إلى ثبات الوزن، موصيًا بتناول النبيذ الأحمر بدلاً من الأبيض لما يحتويه من صفات مضادة للأكسدة.
وأضافت ليندا: "لم أستطع إتباع نظام غذائي بشع يحرمني من تناول عناصر غذائية معينة، لأني أدركت أني لن ألتزم به، ويعتبر الكحول جزء لا يتجزأ من حياتي، لكني لا أفرط في تناوله، وكنت أعيش في اليونان في العشرينيات من عمري، وكانت ثقافة البحر الأبيض المتوسط تنطوي على شراب النبيذ بشكل يومي، وكان وزني مستقراً حينها عند وزن 63 كغم".
وتمكنت امرأة بريطانية أخرى تدعى سامانثا ميريت، وتبلغ من العمر (40 عامًا) من خسارة نحو 9 كغم من وزنها، بسبب تناول كأس أو كأسين من النبيذ كل ليلة.