عملية جراحية

نجح طبيب فلسطيني من قطاع غزة في إعادة السمع لـ17 مواطنًا فقدوا الأمل في إعادة تلك الحاسة لديهم، وذلك في غضون 35 دقيقة فقط، حيث تحول الأصمّ إلى إنسان طبيعي يسمع كل الأصوات من حوله.

وأجرى رئيس واستشاري قسم الأنف والأذن والحنجرة، الدكتور إيهاب الزيان، والطاقم الطبي المساعد له العملية رقم 17 لاستبدال عظيمة الركاب في الأذن الوسطى (Stapedectomy) للمريضة ي. ز (البالغة من العمر 20 عامًا) والتي استغرقت 35 دقيقة، مما يُعدّ زمنًا قياسيًا لهذه العملية على المستوى العالمي.

وأوضح الزيان أنَّ مرض تكلس عظيمة الركاب (Otosclerosis) هو من أمراض الأذن الداخلية الوراثية النادرة، ويؤدي إلى حدوث ضعف سمع من متوسط إلى شديد في إحدى الأذنين أو في كلتيهما، ويُعالج هذا المرض عن طريق استخدام السماعات الطبية أو عن طريق عملية معقدة في الأذن الداخلية، تستبدل فيها عظيمة الركاب في الأذن الوسطى بعظيمة اصطناعية يتمّ توصيلها بين الأذن الوسطى والداخلية.

وفي حال نجاح العملية يعود السمع للمريض بنسبة تتجاوز الـ90%، وتعدّ هذه العملية هي الأرقى والأصعب والأكثر تعقيدًا على مستوي عمليات الأذن بكل أنواعها.

وأضاف الزيان أنَّ أول عملية تمّ إجراؤها من هذا النوع قبل ثلاث سنوات، وبعد أنَّ تمّت بنجاح بدأ إجرائها بشكل روتيني في المستشفى، وقد بلغ العدد الإجمالي لهذه الحالات 17 حالة تمّت بنسبة نجاح كبيرة جدًا، مبيّنًا أنَّ سبب قلة عدد الحالات هو ندرة هذا المرض وتأخير تشخيصه في كثير من الحالات، مما يعيق وصول الحالات إلى المستشفى لإجراء عملياتها.

وأكد الدكتور الزيان على أنَّ هذه العمليات لم تُجرى في قطاع غزة من قبل وأن مستشفى غزة الأوروبي هو المركز الوحيد الذي يُجري هذه العملية على مستوى قطاع غزة، علمًا بأنَّ هؤلاء المرضى كانوا يحوّلون للعلاج بالخارج منذ عقود، وبالإضافة إلى التميُّز في جراحات الأذن بشكل عام كعمليات ترقيع طبلة الأذن واستئصال النتوء الحلمي لعظم الأذن وترميم عظيمات السمع وتحسين السمع.

وطمأن الدكتور الزيان المرضى الذين يعانون من ضعف السمع عدم اليأس أو الإهمال؛ لأنه في معظم الحالات يوجد حلول جراحيّة أو طبية لهم.