الرَّسم على وجوه الأطفال

حذَّر أطباء مُتخصِّصون من ظاهرة بدأت تنتشر في مناطق الألعاب، في المراكز التجارية، وفي حفلات الأعياد والاحتفالات ألا وهي ظاهرة الرسم على الوجوه، التي يلجأ لها الأطفال؛ لتقمص شخصيات كرتونية، أو وجوه مُحبَّبة إلى قلوبهم، وينصاع الآباء لرغبة أطفالهم لرسم الفرحة على وجوههم، كما يُلوِّن بعض الشباب في مدرجات الملاعب، وجوههم بشعار النادي أو علم الدولة.
وأشار المتخصصون إلى أن "هذا النوع من الرسوم يتسبب في أمراض مزمنة للأطفال، مثل: الربو، والحساسية، واضطرابات في النمو".
وأكَّدت الأم سلمى كمال، أن "أطفالها يُلحون عليها للرسم على وجوههم، وأنها لا تستطيع منعهم من ذلك أسوة بباقي الأطفال، خصوصًا في منطقة الألعاب، والتي غالبًا ما تُقدِّم مثل تلك الخدمات في المراكز التجارية".
وأوضحت، أنها "تغسل وجوههم بشكل جيد للتخلص من آثار الألوان، رغم صعوبة إزالتها، وتثير الألوان الشك لديها بشأن ما تحتويه من مكونات، ورغم التحذيرات من الأقارب والأصدقاء، فإن إلحاحهم يجعل الأهالي ينصاعون لرغبة الأطفال، وفي بعض الأحيان تقسو عليهم وترفض الرسم على وجوههم خوفًا على صحتهم، حتى وإن كانت النتيجة بكاء حتى النوم".
وتروي الأم زهى محمد، أن "أطفالها دائمًا يقصدون أماكن الرسم على الوجه في المراكز التجارية، رغم إصابة أحدهم بحساسية في وجهه، تسببت في ظهور حبوب واحمرار في الجلد، لكن إصرار الأطفال يدفعها للموافقة على الرسوم بشرط أن تكون الألوان خفيفة"، مطالبة الجهات المسؤولة وإدارة المراكز التجارية، بـ"الرقابة عليهم والتأكد من تنظيف فرش الرسم بشكل دائم، واستخدام ألوان مناسبة".
وأضافت، أن "الآباء يهتمون بأطفالهم، ولا يضعون في فمهم مواد خطرة، لكن الخطر الأكبر موجود، وهو الضرر الذي من الممكن أن يصيب الأطفال من تلك الألوان، فغالبية الأهالي ليسوا على دراية بمحتوى تلك الألوان، وما هي العناصر والمعادن فيها، والتي من الممكن أن تسبب خطرًا على الأطفال".
وأوضحت أنه "ليس لديها فكرة عن مكونات تلك الألوان، كما أنها لا تقصد الرسم على الوجه إلا إذا وجدته صدفة في حفل، ولا ترضى أن يتم الرسم في أي مكان، إضافةً إلى يقينها بأن تلك الألوان ليست طبيعية مئة في المائة".