الأطباء الغزِّيون

لم يتوانَ الأطباء الغزِّيون عن تقديم أفضل خدمة صحية للمرضى، وذلك بالرغم من الحصار الصهيوني المتواصل على القطاع، والذي يحول دون دخول الأجهزة و المعدات واللوزام الطبية. فقد نجح قسم جراحة الأطفال في المجمع خلال الأسبوع الماضي من إجراء العديد من العمليات الجراحية النوعية، متحدين بذلك كل الصعاب التي تحول دون تحقيق انجازاتهم الطبية .
فقد تمكن طاقم طبي من مستشفى القلب والأوعية الدموية في غزة ترأسه الدكتور محمد حبيب من إجراء عملية قسطرة نوعية, حيث تم استخدام دعامتين وبالون لفتح الشرايين المغذية للقلب دون جراحة أو إجراء عملية قلب مفتوح.
وتماثل المريض ز. ع. 57 عام للشفاء بعد إجراء العملية في قطاع غزة، حيث كان يعاني من انسداد ٣ شرايين مغذية لعضلة القلب، وحضر إلى غزة للعلاج في مستشفى القلب والأوعية الدموية، وذلك بعد رفضه إجراء العملية في الإمارات.
وأكد مدير مجموعة مستشفيات الخدمة العامة عوني العكلوك أن مستشفى القلب والأوعية الدموية والتابع لمجموعة مستشفيات الخدمة العامة تميز المستشفى في إجراء العمليات النوعية، بتقنيات عالية، لافتاً إلى أن المستشفى يعتبر من أكفأ المستشفيات الفلسطينية الأهلية في الأراضِ الفلسطينية، ويملك طاقماً طبياً متميزاً.
وفي مستشفى غزة الأوروبي جنوب غزة قام طاقم جراحة المخ والأعصاب باستئصال ورم دماغي كبير لشاب مريض في الخامسة والعشرين من عمره كان يعاني من تشنجات وضعف في الطرف العلوي الأيمن منذ حوالي العام والنصف، وقد كان يعالج من قبل طبيب نفسي بالأدوية المضادة للتشنجات إلى أن أجريت له صور مقطعية وصور رنين للدماغ مؤخرا، حيث أظهرت الصور وجود ورم كبير في الناحية اليسرى داخل الجمجمة. وبناءً على ذلك حضر المريض لاستشارة الدكتور نضال أبو هدروس استشاري ورئيس قسم جراحة المخ والأعصاب في مستشفى غزة الأوروبي، فقام الدكتور نضال بشرح طبيعة المرض بالتفصيل للمريض وضرورة التدخل الجراحي لانقاذ حياته حيث كان الورم يشكل ضغطاً شديداً على الدماغ، كما تم شرح المضاعفات المحتملة للجراحة ولاسيما الشلل النصفي حيث كان مكان الورم قريبا جدا من منطقة التحكم بالحركة ويتطلب مهارة عالية لاستئصاله. تم إجراء الجراحة بنجاح حيث تم استئصال كامل للورم ودون حدوث مضاعفات. والجراحون هم: د نضال أبو هدروس، د عبد الرحمن نصار. التخديرو العناية المكثفة: د وليد الصالحي، د محمود قريق، د بشار النجار. فنيو العمليات: محمد يونس، أحمد جودة.بالاضافة الى مجهود الأخرين من باقي أطباء القسم وتمريض القسم والعناية المكثفة.
وقد بدأ المريض منذ ثلاثة شهور يعاني من آلام ووجود تورم بالجهة اليسرى من الرقبة ، فقرر الأهل اصطحابه إلى قسم جراحة الأطفال بدائرة العيادات الخارجية بمجمع الشفاء الطبي حيث تم عرض الطفل على أطباء القسم وتم إجراء التحاليل والفحوصات الطبية اللازمة بالإضافة إلى عمل صور الرنين المغناطيسي وتصوير طبقي للرقبة والصدر حيث تبين وجود تشوه خلقي في الأوعية الليمفاوية نتج عنه تكيسات ليمفاوية امتدت من أعلى الرقبة حتى التجويف الصدري الأمامي ضاغطة على القلب مع إزاحة جانبية للأوعية الدموية و القصبة الهوائية ، فقرر الأطباء إجراء عملية جراحية واستئصال الورم وقد استمرت العملية حوالي 3ساعات. وقد قام الفريق الطبي المكون من رئيس قسم جراحة الأطفال د.إسماعيل نصار ، ورئيس قسم جراحة القلب د.مروان الصادق و أخصائي جراحة الأطفال د. هشام الحداد بإجراء العملية الجراحية بنجاح للطفل المريض.
أما المريض خالد الشامي والذي يبلغ 57 عاماً كان يعتمد منذ 3 سنوات على تناول الأدوية والمسكنات، ولكن تناولها دون جدوى فهي لم تشفه من آلام الرأس والرقبة التي امتدت إلى الأطراف العلوية مع ضعف في القوة العضلية للطرف الأيمن ، حيث توجه المريض لدائرة العيادات الخارجية لجراحة المخ والأعصاب في مجمع الشفاء الطبي وتم إجراء صور للأشعة والرنين المغناطيسي، والذي بين وجود غضروفين بين الفقرة الخامسة والسادسة والسادسة والسابعة في الرقبة ، فقرر الأطباء إدخاله لقسم العمليات وتم إجراء العملية واستئصال الغضروفين بالكامل بواسطة فتحة أمامية من العنق من الناحية اليمنى مع زراعة قفصين في مكان الغضروف .
وقد أجرى العملية فريق طبي برئاسة استشاري ورئيس قسم جراحة المخ و الأعصاب د. أسامة العكلوك ، ود.خميس الشيخ ديب ، ود. رامي السوسي.
كما وأشاد الدكتور صبحي سكيك المدير الطبي للمجمع بأن إجراء مثل هذه العمليات النوعية بأيدي الجراحين المحليين المهرة لخير شاهد على الدعم المتواصل الذي توفره وزارة الصحة في ظل ظروف الحصار مما يخفف على أهلنا مشقة السفر وتعب المرضي ومرافقيهم . -