مساعد الطيار الألماني أندرياس لوبيتز

كثرت الأنباء بشأن مساعد الطيار الألماني، أندرياس لوبيتز، البالغ من العمر 28 عامًا، الذي يشتبه في تعمده إسقاط الطائرة الألمانية من طراز "ايرباص أيه 320" الثلاثاء الماضي، التي تحطمت لدى اصطدامها بجبال الألب الفرنسية وأسفرت عن قتل 150 شخصًا.

وآخر ما جاء من الأنباء أنَّ والدي أندرياس، اكتشفا حقيقة المهمة الانتحارية التي أقدم عليها ابنهما، قبل لحظات من إفراج أعضاء النيابة العامة الفرنسية عن المعلومات التي أسفرت عنها التحقيقات، للرأي العام العالمي.

وأكد المدعون العامون الفرنسيون، أنَّ الطائرة الفرنسية التابعة لشركة الطيران الألمانية، "جرمان وينغز"، إحدى الشركات التابعة للشركة الأم "لوفتهانزا"، تحطمت في جبال الألب، بينما كانت متجهة على سرعة400 ميل في الساعة الثلاثاء الماضي.

وسافر والدا أندرياس إلى فرنسا مع أقارب الضحايا، للتعرض إلى التحقيقات، وأصيبا بالذهول، عندما كشفت لهما النيابة العامة الفرنسية عن تورط ابنيهما في إسقاط الطائرة، وتم نقلهما إلى مكان سري حيث استجوبهما رجال "الدرك" الوطني، وهو فرع  من فروع القوات المسلحة الفرنسية.

ويشتبه في أنَّ الطيار الألماني، من مقاطعة راينلاند بفالز في ألمانيا، تلاعب بمنظومة عناصر التحكم في الطيران، بينما كان وحيدًا في قمرة القيادة، ما أدى إلى سقوط الطائرة من على طول 38 ألف قدم، إلى جانب الجبل، في حين حاول زميله باتريك سوندارهيمر، بطريقة يائسة إدخال رقم الطوارئ للدخول إلى قمرة القيادة لاحتواء الموقف وتقديم المساعدة، إلا أنَّ أندرياس أعاد إغلاق القمرة من الداخل.

وفتشت الشرطة الألمانية منزل عائلة "أندرياس" في مونتابور بقيمة 500 ألف يورو، وداهمت شقته في دوسلدورف، حيث كان يقيم بينما كان يعمل لدى شركة الطيران، ومن المعروف أن والد أندرياس هو رجل أعمال ناجح، بينما كانت والدته معلمة بيانو.

وأوضح المدعي العام، كريستوف كومبا، أنَّ عمليات التفتيش لازالت مستمرة، وسيستغرق الأمر بعض الوقت لتقييم النتائج، ولم يدلِ بأي تفاصيل أخرى، وقال زميله في الدراسة لصحيفة "فرانكفورتر ألجماينه تسايتونغ" الألمانية،  أنه كان ينقطع عن العمل بسبب الاكتئاب.

وأكد الرئيس التنفيذي لشركة "لوفتهانزا" كارستن سبور، أنَّه كان مصعوقًا عند سماعه المزاعم التي تؤكد أنَّ أندرياس حطم الطائرة عمدًا، وأضاف في مؤتمر صحافي في كولونيا "نحن نختار موظفينا بعناية فائقة".

 أبرز سبور أنَّ الشركة لم تتوصل إلى الأسباب التي دفعت اندرياس إلى تحطيم الطائرة عمدًا، مضيفا "إنَّ الطيارين يخضعون لفحص طبي سنوي"، مشيرًا إلى أنَّه انقطع عن تدريبه عن الطيران لمدة أشهر عدة، قبل ستة أعوام، ثم خضع للاختبارات الفنية والنفسية، التي أثبتت أنَّ أداءه ممتاز، وأنَّه صالح لقيادة الطائرة 100%، معبرًا عن أنه أسوأ كابوس تتعرض له الشركة.

وبالرغم من ذلك لفت "سبور" إلى أنَّه بغض النظر عن جميع أجهزة السلامة المتطورة، إلا أنَّه لا يمكن أبدًا استبعاد مثل هذا الحدث الفردي، مضيفا "إنَّه لا يمكن لأي نظام في العالم أن يتمكن من ذلك".

وكشفت الأدلة أنَّ الطيارين في لوفتهانزا يخضعون للفحوصات الطبية العادية، إلا أنَّ طاقم الطائرة لا يخضع لاختبارات نفسية مستمرة.

يُذكر أنَّ أندرياس انتقل من عمله في طاقم الطائرة لدى شركة "لوفتهانزا" إلى عمله كمساعد طيار لدى شركة "جرمان وينغز" في أيلول/ سبتمبر 2013، بعد أن حصل على رخصة الطائرين التجارية، بعد إنهائه مرحلة التدريب في مركز التدريب على قيادة الطائرات في بريمن في ألمانيا وفي فينيكس أريزونا في الولايات المتحدة التابع لمجموعة "لوفتانزا".