لاباز ـ عادل سلامة
طرحت صحيفة "التليغراف" البريطانية دليلًا سياحيًا جديدًا إلى مدينة لاباز الرائعة، وعاصمة بوليفيا وصفتها بأنها المدينة ذات التضاريس الرأسية التي لا تنتهي أجواء المتعة فيها.
وتتميز المدينة بأنها صاخبة تقع على ارتفاعات عالية، وتجذب الزوار بشكل رئيسي إلى شبكة "التليفريك" المذهلة، وأجواء تناول الطعام في الشارع المبهرة.
وتحتوي هذه المدينة على سلسلة جبال الأنديز العريضة، التي تتسم بوجود ألوان تومض يمكن رؤيتها من على ارتفاع، كما تتميز المدينة بهوائها المنعش فهي من أروع المدن التي يمكن رؤيتها، كما تضم شأطول شبكة "تليفريك" حضرية ممكنة في العالم، والتي تمتد عبر تضاريسها العمودية غير العادية.
ويربط نظام "التليفريك" بين المدينة المحمومة المزدحمة التي تسودها الفوضى مع برج الكنيسة وسط مدينة لاباز، ويقع على ارتفاع 1500 قدم، وينقل عمال بوليفيا المجهولين ويمكن العاصمة الإدارية من العمل.
وبنت شركة نمساوية "التليفريك" في المدينة، فهو ليس مجرد عمل هندسي متميز ومؤثر، بل هو أيضًا نوع من العلاج للجماهير، ودعوة لزيارة أكثر المدن ازدحامًا تعمل بكد وتعب في العالم.
وعند وصول الزائرين إلى مطار لااباز الذي يقع على ارتفاع 13.300 ألف قدم، وهو من أكثر المطارات ارتفاعًا في العالم، سيشعرون بأنهم منفصلون عن الواقع وسينزعجون من أعمال الحفر وأصوات المطارق التي يعمل فيها العمال الذين لم يغادروا العمل منذ بضعة أيام.
ويصاب الزائرون بالصداع الناتج عن الارتفاع، وعند الخروج من المطار سيندهشون من مدينة ألألتو، وهي مدينة مكونة من أكواخ صفيحية وينعدم فيها القانون، مبنية من الطوب الأحمر وتجوبها الكلاب البرية، وتعصف فيها العصابات وتحكمها لجان الأمن الأهلية.
ولا يمكن رؤية أية علامة تشير إلى وجود مدينة لابارز نفسها، حيث يمكن رؤية فقط مجموعة "كورديليرا ريال"، وهي عبارة عن مجموعة متعرجة من قمم الثلوج البيضاء التي تقع في الشرق، ويضم الجزء السفلي منها وديان غير مرئية، تضم مدينة بأكملها تعداد سكانها 900 ألف نسمة، ومع استكمال الطريق يمكن رؤية "التلفيفريك" المذهل.
ويضم نظام "التليفريك" ثلاثة خطوط يعملون حتى الآن، بينما لا يزال ستة آخرون قيد التنفيذ، وتضم الخطوط الثلاثة الخط الأصفر الذي ينقله من منطقة "سيغا" وهي حافة جرف مدينة ألألتو، ويمكن استغراق نحو 20 دقيقة للتجول في شوارع المدينة، ولكن في حالة ازدحام المدينة يستغرق الأمر ضعف أو ثلاثة أضعاف هذا الوقت.
وعند ركوب "التليفريك" يمكن التحليق فوق أسطح من الصفيح وخطوط الغسيل، ومظلات وكراسي الاسترخاء على الفناء، ومناطق حراسة للجيش وملعب لكرة القدم، ونهر "شوغويابو" الملتف ونباح الكلاب، وأصوات التزمير المرتفعة، إلا أنه وعلى الرغم من ذلك يمكن الاستمتاع برحلة هادئة مجانية.
وتكتظ شوارع لاباز بالحافلات الصغيرة المشتركة التي تديرها النقابات، وسائقي سيارات الأجرة المتذمرين الذين لا يرحمون، وتتسم شوارع المدينة بزحام شديد، وحتى في أفضل الأيام التي تتمتع فيها المدينة بحركة مرورية سلسة، تعترض الطرق الإضرابات والحواجز المستمرة التي تجعل اليوم يمر بسرعة أقل من الأرجوحة.