المسجد النبوي الشريف

يحرص الحجاج الموجودون في المدينة المنورة هذه الأيام على زيارة معالم المدينة التاريخية ومواقعها الإسلامية الرئيسة، بعد أدائهم للفرائض في المسجد النبوي الشريف وزيارة قبر الرسول صلى الله عليه وسلم، حيث يتجهون لزيارة بقيع الغرقد وهو المقبرة الرئيسة لأهل المدينة المنورة منذ عهد الرسول، ومن أقرب الأماكن التاريخية إلى المسجد النبوي الشريف، ومن ثم يتجهون إلى مقبرة سيد الشهداء حمزة بن عبد المطلب عم الرسول، وأكثر من 70 شهيدًا ممن استشهدوا في معركة أحد.

ويسعى ضيوف الرحمن إلى زيارة عدد من الأماكن التاريخية في المدينة المنورة التي يأتي في مقدمتها مسجد قباء أول مسجد بني في الإسلام، كما يحرص الحجاج والزائرون على زيارة المعالم الأثرية التي تذكر في بعض أحداث السيرة النبوية في المدينة، ومنها مسجد الجمعة الواقع على يمين القادم من مسجد قباء ثم مسجد القبلتين والمساجد السبعة وتحديدًا مسجد الخندق.

وينفذ الحجاج وزوار المدينة المنورة في المواسم المختلفة رحلات ترددية على المواقع التاريخية، حيث يجدون مرشدين من وزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد وأعضاء هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، يوجهونهم التوجيه الصحيح للعبادة مع شرح الأثر وما شهده من وقائع وقصص إسلامية مثل مسجد قباء الذي يعد أول مسجد بناه الرسول، ويعتبر من أكثر المواقع الأثرية زيارة من قبل الحجاج والزائرين لورود أحاديث عدة تُرغّب في زيارته والصلاة فيه، يليه مسجد القبلتين الذي نزل فيه الوحي على رسول الله بأن يغير القبلة من المسجد الأقصى إلى المسجد الحرام، ويوجد فيه حاليًا قبلتان، إحداهما شمالية قديمة في اتجاه الأقصى، والثانية جنوبية باتجاه الكعبة المشرفة.

ومن المعالم التي يحرص زوار المدينة على ارتيادها أيضًا مسجد الخندق وحوله مساجد مشهورة بأسماء الصحابة وتسمى جميعها بالمساجد السبعة، رغم إنشاء مسجد كبير سمى بمسجد الفتح وبقي من تلك المساجد القديمة بأسماء الصحابة 4 مساجد فقط، من أبرزها مسجد الفتح الذي دعا فيه رسول الله ربه بأن يهزم الأحزاب.

وأثنى عدد من حجاج بيت الله الحرام الذين زاروا المواقع والآثار الإسلامية في المدينة المنورة على عناية الدولة واهتمامها بهذه الآثار من خلال المحافظة على مواقعها وتجديد بناء مساجدها والحرص على عمارتها على الطراز الحديث المطعم بالزخارف الإسلامية، مستشهدين بما شاهدوه في مساجد قباء الخندق والقبلتين وتوسعة المسجد النبوي الشريف.