دبي ـ العرب اليوم
كَشَفَت مصادر في القطاع الفندقي الإماراتي أن الربع الأول من العام الجاري 2014 سجل نموًا في معدلات الإشغال في الفنادق والشقق الفندقية في دبي بنسبة 5% ليصل إلى 90% مقارنة بـ 86% العام الماضي، وهي بذلك تحقق النسبة الأعلى عالميًا (وفق مؤسسة هوتستات المختصة في القطاع الفندقي عالمياً)، كما وصلت إلى طاقتها القصوى 100% في العديد من المناسبات (مهرجانات ورأس السنة)، وعزت المصادر السبب إلى الجهود التي تقوم بها المؤسسات الحكومية لتعزيز مكانة دبي كوجهة عالمية، بالإضافة إلى تعدد الفعاليات والمعارض التي نظمتها الإمارة خلال هذه الفترة، والتي دفعت الكثير للقدوم إلى الإمارة، خصوصًا السياح من بلدان مجلس التعاون الخليجي.
وأشارت المصادر إلى أن أسعار الغرف شهدت هي الأخرى ارتفاعاً ملحوظاً خلال الربع الأول من العام الجاري وبنسبة تراوحت ما بين 15 إلى 20%، وأن هذا النمو يشكل استمرارية للنجاح القوي في القطاع السياحي الذي بدأت دبي في تحقيقه منذ بداية العام 2012، كما أكّدوا على أن العام الجاري شهد أداءً قوياً في جميع القطاعات الحيوية التي تشكل اقتصاد إمارة دبي، وطبعاً قطاع السياحة كان في مقدمتها، حيث أجمع كل المهتمين بهذا القطاع على أن العام الجاري سيتفوق على العام الماضي الذي حققت فيه الإمارة رقماً قياسياً باستقبالها 11 مليون سائح، وأن دبي في الطريق الصحيح لتحقيق رؤية 2020 التي أطلقها نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم.
وأوضحت المصادر بأن حصة السعوديين من إشغال الفنادق خلال الأشهر الثلاث الأولى من العام الجاري، والذي تزامن مع الإجازات المدرسية في المملكة، فاقت 30% بنسبة نمو بلغت 15% مقارنة بالفترة ذاتها من العام الماضي من حيث العدد، على الرغم من نمو عدد الغرف الفندقية بالمقارنة بين الفترتين.
وأكّد الرئيس التنفيذي لمجموعة "تايم" للفنادق والشقق الفندقية محمد عوض الله أن كل فنادقه سجلت معدلات إشغال قاربت 90% خلال الربع الأول من العام الجاري بنسبة نمو قاربت 5% مقارنة بالعام 2013، مشيراً إلى أن دبي ماضية في تعزيز مكانتها ضمن الخارطة السياحية العالمية بفضل المشاريع العملاقة التي تطلقها في الفترة الأخيرة في القطاع.
وأوضح أن النمو الأكبر كان في مؤشر ارتفاع أسعار الغرفة المتاحة، والذي نما بنسبة تتراوح ما بين 15 إلى 20%، مشيراً إلى أن تعدد الفعاليات المختلفة خلال الأشهر الثلاثة الأولى من العام، وعلى رأسها مهرجان دبي للتسوق في دبي ساهم في جذب عدد أكبر من السياح من مختلف الفئات، سواءً الترفيهية أو العائلية أو سياحة الأعمال والمؤتمرات.
وأشار إلى أن السياح من السعودية استحوذوا على أكثر من 30% من مجمل فنادق دبي وخصوصاً تلك القريبة من مراكز التسوق الكبرى، بينما تم ملاحظة زيادة كبيرة في عدد السياح الحاضرين من مصر، موضحاً أن تعدد الجنسيات التي تتوافد على الإمارة خلال هذه الفترة يظهر بشكل واضح أن هذه الفعاليات أخذت طابع العالمية، وهو ما يرسخ اسم دبي عالياً كواحدة من أهم عواصم الفعاليات في العالم، معرباً عن أمله في أن تستمر الإمارة في استقطاب الأحداث العالمية من هذا الحجم لكونها تشكل دفعة قوية لقطاع الضيافة.
وأكّد مدير عام فندق "كونراد دبي" أندرياس غيرسابيك: "شهدت دبي خلال الربع الأول موسماً سياحياً مزدهراً بعدد كبير من السياح، وأنا شخصياً لم أكن أتوقع هذا النمو نظراً إلى أن أرقام الربع الأول من العام 2013 كانت قياسية فكان من الصعب تحطيمها، إلا أن دبي أثبتت أنها قادرة على ذلك، وهي في الطريق الصحيح لاستقبال 20 مليون سائح مع حلول العام 2020".
وتوقَّع أن يحقق قطاع الفنادق في دبي نمواً قوياً خلال النصف الأول والفترة الممتدة حتى نهاية العام الجاري بشكل عام، في ظل الأداء الجيد الذي تحقّق خلال الربع الأول وتعدد الفعاليات وتنامي مكانة دبي على خارطة السياحة العالمية، وأكّد "أصحبت دبي اليوم واحدة من المقاصد التي يرغب معظم الناس في زيارتها، وهي تنتمي للفئة ذاتها مع لندن وباريس وروما وبرشلونة".
وعن فندق "كونراد" الذي افتُتح أخيراً والذي يحتضن 555 غرفة أوضح غيرسابيك أن موقعه الاستراتيجي في قلب شارع الشيخ زايد خوّل له لعب دور كبير في قطاعي سياحة الأعمال والمؤتمرات وسياحة التسوق، فهو قريب جداً من المركز التجاري العالمي الذي يمثل المقر الرئيسي لغالبية الفعاليات والمؤتمرات والمعارض الضخمة، وقربه أيضاً من مركز دبي المالي الذي يعتبر الوجهة الأولى لسياحة رجال المال والأعمال، كما أنه يبعد أقل من 5 دقائق عن "دبي مول" أكبر وجهة تسوق في منطقة الشرق الأوسط والعالم.
وأوضح نائب الرئيس لفنادق "الملينيوم والكوبثورن" في منطقة الشرق الأوسط وأفريقيا نعيم دركزللي أن الربع الأول من العام الجاري شهد مستويات إشغال عالية، خصوصاً في شهري كانون الثاني/ يناير وشباط/ فبراير، والذي حققت فيه فنادق المجموعة في الإمارة نسبة زيادة في معدلات الإشغال فاقت 5% لتصل إلى 90%، كما نمت إيرادات الإشغال بنسبة 12% مقارنة بإيرادات الفترة ذاتها من العام الماضي.
وأشار إلى أن تعدد الفعاليات الكبيرة في هذه الفترة دائماً ما يشكل الدافع الأول لتحقيق أداءٍ قوي، لافتاً إلى أن مهرجان دبي للتسوق ومعرض الصحة العربي معرض الأغذية (جلفود) بالإضافة إلى العطل المدرسية في دول الخليج شكلت أهم محطات السياحة في دبي.
من جانبه، أعلن المدير العام لفندق "الريتز كارلتون - المركز المالي العالمي" لوثر كوارتز أن قطاع سياحة الأعمال والمؤتمرات كان الأكثر حضوراً على الساحة السياحية في دبي خلال الربع الاول، وشهدت نمواً فاق 50% مقارنة بالربع الأول للعام الماضي، خصوصاً مع تنظيم عدد كبير من الفعاليات والمؤتمرات في مركز دبي التجاري، بالإضافة إلى قدوم وفد الشركة الصينية "نو سكين" ،والذي ضم أكثر من 16 ألف سائح، وهذا طبعاً يدخل في إطار سياحة الحوافز، مشيراً إلى أن فندقه استفاد كثيراً من انتعاش هذا القطاع خلال الربع الأول، بحكم موقعه في قلب المدينة وبالقرب من مركز دبي التجاري العالمي، وذلك بالنظر إلى عدد وحجم الفعاليات والمؤتمرات والمعارض التي أقامتها أو استضافتها دبي خلال هذه الفترة.
من جانبه، أكّد المدير العام لفندقي "البستان روتانا" و"المروج روتانا" في دبي حسين هاشم أن نسب النمو التي يحققها القطاع السياحي والضيافة في دبي خلال السنوات القليلة الماضية والوقت الراهن، بالإضافة إلى أداء الربع الأول والمؤشرات القوية التي تعزز من الثقة في استمرار هذا النمو، تدفع جميع العاملين في القطاع بالإمارة إلى التفاؤل بتحقيق أداءٍ قياسيٍ جديدٍ بحلول نهاية العام الجاري".
وتوقّع المدير العام لفندق "غي دبليو ماريوت ماركيز دبي"، الذي تملكه مجموعة "طيران الإمارات" بيل كيفير، أن العام الجاري 2014 سيشهد نمواً في عوائد الفندق الإجمالية بنسبة 100%، عازيًا ذلك إلى الطفرة السياحية التي تشهدها دبي حالياً، والافتتاح الرسمي للبرج الثاني من الفندق، والذي يُعتبر أكبر الافتتاحات التي شهدها الربع الأول، حيث إنه يتوفر على 804 غرف.
وأوضح: "خلال الربع الأول تم رسمياً افتتاح البرج الثاني في فندق "غي دبليو ماريوت ماركيز دبي"، ويأتي ذلك بعدما نجح الفندق في تسجيل نسبة إشغال غير مسبوقة في البرج الأول في عامه الأوّل بما يتضمن الأشهر الثلاثة الأولى من العام".